قالت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية إن العمليات الجوية الروسية رجحت ميزان القوة لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد، محذرة من أن ترك جماعات المعارضة المعتدلة، دون دعم غربي حقيقي، سيدفعها للاستسلام. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 15 فبراير أن روسيا تتعمد مهاجمة المدنيين في حلب شمالي سوريا، في محاولة لتكثيف أزمة اللاجئين. ونقلت عن السيناتور الأمريكي جون ماكين قوله إن جزءا محوريا من استراتيجية روسيا هو تضخيم أزمة اللاجئين واستخدامها سلاحا لتفكيك الاتحاد الأوروبي. وتابعت:" على الذين يهتمون بمستقبل سوريا، الدفاع عن مدينة حلب التي تعيش خطر التجويع والحصار والاقتحام من قبل قوات الأسد المدعومة بالقوة الجوية الروسية والقوات الإيرانية ومليشيا حزب الله اللبناني". وكانت الطائرات الحربية الروسية استهدفت في 15 فبراير عددا من المستشفيات الواقعة في ريفي إدلب وحلب شمالي سوريا، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات من المدنيين والكوادر الطبية. وقالت "الجزيرة" إن الطائرات الحربية الروسية استهدفت الاثنين الموافق 18 فبراير مستشفى منظمة أطباء بلا حدود ومستشفى 101 في ريف إدلب ومشفيي إعزاز وأورم الكبرى بريف حلب. ونقل المتحدث الأممي فرحان حق عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه البالغ من "تقارير عن هجمات صاروخية على خمس منشآت طبية على الأقل ومدرستين في حلب وإدلب، قُتل فيها نحو خمسين مدنيا بينهم أطفال". واعتبر المتحدث أن هذه الهجمات "انتهاك صارخ للقوانين الدولية.. وتخيم بظلالها على التعهدات التي اتخذت خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا في ميونيخ". وفيما أعربت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) عن "صدمتها" من الهجمات، نددت الولاياتالمتحدة بعمليات القصف، وانتقدت "وحشية" نظام الأسد، كما شككت في إرادة وقدرة روسيا على المساعدة في وقفه. وبدورها، طالبت منظمة العفو الدولية القوات الروسية والسورية بوقف الاستهداف المتعمد للمستشفيات والمرافق الصحية في سوريا. وأكدت العفو الدولية أن الهجمات التي استهدفت في 15 فبراير مرافق طبية "ليست سوى جزء من عشرات الهجمات التي تبدو متعمدة ضد مستشفيات وعيادات وعاملين في المجال الطبي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني". وأكدت المنظمة أن الجانبين الروسي والسوري يعرفان جيدا أن الهجمات المتعمدة على المرافق الطبية هي جرائم حرب، وطالبتهما بوقف "هذه الهجمات المروعة والسماح للمسعفين والكوادر الطبية بإسعاف الناس من دون خوف أو تهديد بتعرضهم للقتل أثناء أداء واجبهم". كما دانت منظمة أطباء بلا حدود الهجوم الذي استهدف أحد المستشفيات التي تدعمها بريف إدلب. وقال مدير المشروعات الطبية في المنظمة سامح كرلس إن الغارات استهدفت بشكل مباشر المستشفى الواقع بريف إدلب، بالرغم من علم الجميع أنه يتلقى دعما من المنظمة منذ سبتمبر الماضي، وأوضح أن المستشفى تعرض لهجومين مماثلين في وقت سابق. وأكد كرلس في اتصال مع "الجزيرة" أن الغارات الجوية استهدفت منذ بداية العام الحالي 17 مستشفى في شمال سوريا وجنوبها، منها ست مستشفيات لمنظمة أطباء بلا حدود.