أثار خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمام نواب البرلمان اليوم، ردود فعل واسعة، خاصة بعد أن تجاهل خلال كلمته عددًا من الملفات الهامة والتي كان يأمل الشارع المصري أن يتطرق الرئيس في خطابه إليها. أزمة الأطباء قبل ساعات من الخطاب، وعلى بعد مئات الأمتار من مجلس النواب، كان هناك أكبر تجمع للأطباء بدار الحكمة؛ اعتراضًا على الانتهاكات التي تعرض لها أطباء مستشفى المطرية من قبل عدد من أمناء الشرطة، حيث صعدت النقابة موقفها وطالبت بإقالة وزير الصحة وإحالته للجنة التأديب بالنقابة وإمهال الحكومة فرصة أسبوعين لاتخاذ إجراءات حاسمة حول محاسبة الأمناء، فيما قررت الجمعية العمومية للنقابة تقديم الخدمات الطبية للمرضى مجانًا بكل المستشفيات حال عدم الاستجابة لمطالبهم. مع ذلك، تجاهل الرئيس الأزمة ولم يتحدث في خطابه والذي تجاوز 14دقيقة عن تلك المشكلة التي مازالت قائمة، وهو ما أثار علامات استفهام لدى الأطباء عن تجاهل مطالبهم وخطواتهم التصعيدية بعد أن أهينت كرامتهم باعتداءات أمناء شرطة قسم المطرية. قانون الخدمة المدنية أثار قانون الخدمة المدنية ردود فعل واسعة بالشارع المصري، حيث رفضته قطاعات واسعة من موظفي الحكومة، إلى جانب رفض شعبي ومدني لبعض مواد القانون، وانتهى الأمر برفض مجلس النواب إقرار القانون في جلساته الأولى التي خصصت لمناقشة القرارات بقوانين التي صدرت في غياب المجلس، الأمر الذي أدى إلى معاتبة الرئيس للنواب في خطابه بذكرى احتفالات عيد الشرطة، بينما لم يلمح إلى القانون خلال خطابه أمام النواب حيث أعلنت الحكومة أنها ستعيد تقديم القانون للمجلس بعد أيام. موقف مصر من القضايا العربية لم يتطرق الرئيس إلى تفاصيل الموقف المصري تجاه القضايا العربية المشتعلة حاليًا وخاصة الأزمة الليبية واليمنية والسورية والعراقية، حيث تشارك مصر بقوات جوية وبحرية في التحالف العربي باليمن، في حين أعلنت السعودية –قائد التحالف- أنها على استعداد للمشاركة بقوات برية في سوريا لمحاربة تنظيم داعش، فيما أثارت هذه التصريحات تخوف الشارع المصري من مغبة المشاركة بقوات برية في الحرب السورية، بينما لم تخرج أية تصريحات عن موقف مصر من إرسال قوات برية للدول التي تشهد صراعات مسلحة. واكتفى بكلمة مقتضبة عن الإرهاب، قائلًا: "من هُنا من داخل مجلسكم الموقر، وعلى مرأى ومسمع من العالم كله أجدد دعوة مصر للعالم كى تتضافر الجهود لدحر الإرهاب الذي بات يمثل الخطر الأكبر على الحضارة الإنسانية والتهديد لحاضر الدول والشعوب ومستقبلها، ويجب أن تكون مواجهته وفق رؤية متكاملة وعلى أعلى مستوى من التنسيق بين دول العالم، وتراعى الأبعاد الاجتماعية والفكرية والاقتصادية والسياسية. أزمة سد النهضة وعلى الرغم من أن أحد النواب قاطعه، قائلاً: "سد النهضة يا ريس"، إلا أنه لم يتناوله في خطابه من قريب أو بعيد في ظل تزايد الأزمات بملف المفاوضات، وتنفيذ إثيوبيا لأكثر من 50 % من السد دون انتهاء الدراسات الفينة و التي تم إكالتها إلى مكتبين استشاريين فرنسيين، في حين حذر خبراء المياه من مغبة تأثير سد النهضة على مصر وتدمير أكثر من مليون فدان من الأراضي الزراعية حال قلة المياه الواردة من المنبع.