بين مدعى "النبوة والإلوهية وأخير دابة الله فى الأرض"، تسابقت وسائل الإعلام والفضائيات على استضافة شخصيات أثارت آراءها سخطًا كبيرًا من المصريين، خاصة وأنها تمس الذات الإلهية والعقيدة، ما دفع خبراء إعلاميين إلى اتهام تلك الفضائيات بالإفلاس والبحث عن الإثارة بشتى الطرق. وزعم شخص يدعى "مؤنس" النبوة قائلاً: "أنا نبى مرسل من عند الله، ويتحدث الله كل يوم معي، ويسجل أحاديثه معى على الشرائط". وأضاف في مقابلة مع برنامج "خلاصة الكلام" على قناة "الحياة": "إنى أعد العدة وأعلم جنودى فى السماء، للقضاء على قوى الشر فى العالم حاليًا". وادعى أن "بكة" المذكورة فى القرآن هى منطقة الأهرامات، قائلًا: "الأهرامات عند الله أشرف من الكعبة". فيما توعد شخص آخر يدعى "مصطفى" يزعم أنه "إله" بأنه سيهدم الكعبة المشرفة فى عام 2016، مضيفًا خلال مقابلة مع برنامج "انفراد" على فضائية "العاصمة"، أن "نهاية الزمان كانت يوم 28 سبتمبر 2015"، بنهاية ما أسماها "نهاية العام النووى الرابع". وقاطع مقدم البرنامج عضو مجلس النواب سعيد حساسين، كلام "مدعى الألوهية"، قائلاً: "أومال ما موتناش ليه لحد دلوقت؟!". ويأتى الادعاء الغريب لسيدة بأنها "دابة الله" فى الأرض، ليفجر موجة من السخرية المصحوبة بالحسرة على ما وصلت إليه بعض وسائل الإعلام، وقالت سهير عبدالرحمن خلال استضافتها ببرنامج "صح النوم" على قناة LTC: "أنا على حق وبتكلم حق وبأمر الله أنا الدابة وفيه آية تؤكد أن المُلك لي، والله أوحى إلي"، مضيفة: "دليل أنى دابة الله فى الأرض، الآية 4 فى سورة الإسراء". وقال الدكتور حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام السابق بجامعة القاهرة، إن "هذه الأمور تعكس حالة الفوضى التى تعيشها وسائل الإعلام، حيث إن الإعلام بدلا من أن يركز على المسائل الجدية ومشاكل وهموم المواطنين، صب تركيزه على مسائل عبثية". ورأى أن "الإعلام أصبح معولاً لهدم الدولة"، لافتًا إلى أن "ذلك يعود لأن البلد يعيش بدون قوانين أو تشريعات لتنظيم الإعلام، ولذلك تأتى تلك التجاوزات دون رقيب أو حسيب". وقال هشام قاسم الخبير الإعلامي، إن "لجوء وسائل الإعلام والفضائيات لتلك الشخصيات المخبولة، يعبر عن حالة الإفلاس تام يعيشها الإعلام، ويبحث عن موضوع جديد يثير به الرأى العام ويرفع المشاهدات"، موضحًا أن الإعلام لايتعامل بمهنية مع الواقع. وعن الإجراءات اللازمة لمواجهة تلك الظاهرة، رأى قاسم أنه لا يجب بالضرورة مواجهتها، قائلاً إن عدم الاهتمام بها سيؤدى إلى وفاته.