قال شادي أبو زيد مراسل برنامج أبلة فاهيتا، وبطل واقعة «بلالين الواقي الذكري»، الذي أثار موجة من الغضب لدى رجال الشرطة والذي صوره بصحبة الفنان الشاب أحمد مالك، تزامنًا مع الذكرى الخامسة لثورة يناير بميدان التحرير، إنه يعتبر أن القمع يظهر الإبداع وفقًا لقاعدة «الحاجة أم الاختراع». وأضاف في مقال له على موقع «+18» :« ممكن ناس كتير تشوف الجملة متناقضة، لإن إزاي القمع بيظهر الإبداع، والإبداع أصلا محتاج مساحة حرية كبيرة، وكل ما يكون في ضغوط أقل، كل ما يكون في إبداع أكتر، لكن بافتكر جملة قالتها صديقة في أول لقاء.. كانت مع إحدى الأصدقاء، ونازلين عايزين يرسموا جرافيتي ساخر على إحدى الخطابات السياسية للرئيس». وأضاف «: المكان اللي عايزين يرسموا فيه كان كله «مخبرين»، بسبب جرافيتي قديم يحتوي على عبارة “مايصحش كده”، اللي آثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.. أنا مافهمتش الرغبة الملحة في إنهم يرسموا في نفس المكان، رغم تواجد حوالي 6 مخبرين متفرقين، وأمين شرطة عند الحائط المستهدف، ولما قلت: طيب ما تشوفوا مكان تاني؟ البنت قالت لي وقتها: “الفن في المواجهة”». وتابع " أبو زيد": بعد ما روحت البيت، لقيت صورة الجرافيتي اللي رسموه في المكان المستهدف منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكلمتهم اتطمنت إنهم بأمان. بدأت استوعب أكتر إن هو ده الفن الحقيقي.. الفن والإبداع في وضع الخطة، توقيت مناسب وخدعة، وهو ده الفرق بين الموهوب والمبدع.. الموهوب بيعرف يرسم، بس المبدع رسمه في توقيت معين، ومكان معين، بيعمل دوشة وإزعاج، وقيسوا على موضوع الإبداع ده حاجات كتير غير الرسم". وأوضح مراسل "أبلة فاهيتا" : «من بداية يوم 25 يناير 2016، بدأت استوعب أكتر إن الإبداع هو اللي هاينتصر بعد تصوير فيديو ال 120 ثانية اللي بيسخر من “البدلة الميري” اللي كانت بتتوعد أي حد ينزل يتظاهر، إنه هايتصفى، وبقوا يكتبوا على صفحاتهم على الفيس بوك: “هو فين الثوار.. عايزين نتسلى”». وكشف أن الفيديو لا يحتوي على أي موهبة، حتى خفة الدم اللي فيه قد يتفق عليها البعض أو يختلف عليها، لكن الفيديو في الساعات الأولى من وضعه على مواقع التواصل الاجتماعي بدأ ينتشر بشكل مخيف، وحال اليوم انقلب تماما من حالة بؤس الثوار، وحالة ساخرة من رجال الأمن، إلى حالة كوميديا ساخرة من الثوار وحالة ذعر من رجال الأمن. وفي الأيام التالية، بدأت حالة الذعر تنتشر وسط النظام كله بإعلامه بسلطاته ببابا غنوجه. وقال :« أدى ذلك لهرتلة من الإعلاميين، وتهديدات على الهواء، وتصريحات من المسئولين تحرض على إيذائي بسبب فيديو قصير ساخر، مما جعل عدد المتضامنين معي يزيد بشكل ملحوظ، بما فيهم أصدقاء كانوا يؤيدون النظام قبل الأيام الماضية. ناس شافت الفيديو بيضّحك، وناس شافته دمه تقيل.. بس الكل متفق إنه كان قفا، وكان بيتم وصفه بحرية التعبير وإبداع.. الإبداع ماكنش في موهبة.. الإبداع في تصوير الفيديو في أكتر مكان وأكتر توقيت خطر، وكله يا باشا بالقانون، إلا طبعا لو فيه تلفيق». وتابع :«ممكن الفيديو لو كان في توقيت تاني أو مكان تاني، ماكنش هيكون بنفس القوة، وياخد نفس الضجة.. ممكن ماكنش يوصل نفس الرسالة كمان.. وآه على فكرة “أول واحد كان نقيب”.. مش عسكري غلبان». واختتم مقاله قائلًا :«الناس دي فعلا معاها سلاح ومصفحات، وممكن ينسفونا لو فكرنا ننزل بعشوائية، بس إحنا مبدعين، وعلشان إحنا مبدعين، هانعرف ننزل في وقت معين من غير ما حد يتعرض لينا، زي وقفة السفارة الإيطالية.. هنعرف نصور فيديو ونرسم رسمة نسخر بيها من اللي معاهم سلاح ونجننهم.. هنعرف ببوست وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي نتضامن ونحمي بعض.. هنعرف نعمل دوشة، والدوشة هتحسسنا بعددنا، ولما نستوعب عددنا، هنبدع في استخدام التوقيت لخلق حدث كبير للتغيير.. كل اللي محتاجينه بس إننا نفكر برة “البالونة”.. مش شجاعة مفرطة وخلاص».