ارتفاع ملحوظ ل «حديد عز».. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 14 يونيو 2024    اجتماع مشترك بين سيدات الأعمال باتحادي الغرف التجارية والصناعات    حرب باردة تلوح في الأفق، ومواجهة نووية وشيكة بين روسيا وأمريكا بالقرب من كوبا    غارات صهيونية على قطاع غزة مع استمرار فشل محادثات الهدنة.. بايدن يتهم حماس بأنها العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق.. والاحتلال يستولى على أموال السلطة الفلسطينية    أخبار الأهلي : كولر يستقر على حارس الأهلي أمام فاركو    الداخلية السعودية تعلن منع 265 ألف شخص من أداء الحج (فيديو)    أمن القليوبية يكشف تفاصيل جديدة في واقعة قتل طفل القناطر على يد زوجة أبيه    الثانوية العامة 2024.. خبيرة تربوية: التغذية الصحية تساعد الطالب على الاستذكار والتحصيل    أول رد من هيفاء وهبي على انتقادات حضورها مهرجان كان السينمائي    كريم فهمي يكشف ل"فيتو" سبب عدم تعاونه مع شقيقه أحمد فنيا (فيديو)    هل يجوز شراء اللحوم وتوزيعها كأضحية؟.. مفتي الجمهورية يحسم الجدل    هل تشغيل محطات الضبعة النووية يساعد في توفير الغاز لمصر؟ الوكيل يجيب    مودريتش يخالف رأي مبابي    الأمير سعود بن مشعل يستقبل الرئيس السيسي في مطار الملك عبدالعزيز    الصحة الفلسطينية: 5 إصابات برصاص الاحتلال من مخيم الأمعري بينها 3 بحالة خطيرة    اليسار الفرنسي يكشف عن خطة للتخلص من إصلاحات ماكرون وتحدي الاتحاد الأوروبي    ما حكم توزيع الأموال بدلا من ذبح الأضحية؟ المفتي يوضح    قد تسبب أمراض القلب، ما هي أضرار المشروبات الغازية على الجسم؟    الجيش الروسى ينفذ 19 ضربة مشتركة على منشآت استراتيجية أوكرانية    «تاني تاني».. يقفز في شباك التذاكر السعودي ويقترب من 32 مليونا    موعد صلاة عيد الأضحى في مصر 2024    الخيار الاستراتيجي لبيزنس "بن سلمان".. الحجاج بين الترحيل أو مطاردين من شرطة مكة    الأزهر: يجب استخدام عوازل لمنع الاختلاط في صلاة العيد    الفيلم الوثائقي أيام الله الحج: بعض الأنبياء حجوا لمكة قبل بناء الكعبة    محافظ بورسعيد يتفقد إحدي الأماكن " بقرية النورس " السياحية بعد افتتاحها في وقت قياسي    قصف مستمر وانتشار للأمراض الخطيرة.. تطورات الأوضاع في قطاع غزة    رفع الحد الأقصى لبطاقات العلاج لأعضاء هيئة التدريس والعاملين بجامعة المنيا (تفاصيل)    إزالة مخالفات بناء في الشروق والشيخ زايد    جوكر الدفاع.. فليك يقرر تغيير مركز نجم برشلونة    «بمناسبة عيد الأضحى 2024».. أجمل الرسائل والعبارات والتهاني    «التنسيقية».. مصنع السياسة الوطنية    «صيام»: نطبق استراتيجية متكاملة لتعريف المواطنين بمشروع الضبعة النووي| فيديو    وزارة العمل: تسليم شهادات إتمام التدريب المهني للمتدربين من شباب دمياط على مهن الحاسب الآلي والتفصيل والخياطة    وكيل «الصحة» بمطروح: تطوير «رأس الحكمة المركزي» لتقديم خدمات طبية متميزة للمواطنين    "ليس الأهلي".. حفيظ دراجي يكشف مفاجأة في مصير زين الدين بلعيد    قنوات MBC مصر تستعد للعيد بخريطة أفلام عربية وأجنبية وهندية ومسرحيات كوميدية    هل صيام يوم عرفة يكفر ذنوب عامين؟.. توضح مهم من مفتي الجمهورية    تضامن الدقهلية: ندوة تثقيفية ومسرح تفاعلي ضمن فعاليات اليوم الوطني لمناهضة الختان    بالرقم القومي.. نتيجة مسابقة مصلحة الشهر العقاري    ماذا يحدث للجسم عند تناول الفتة والرقاق معا؟    «الإسكان»: إجراء التجارب النهائية لتشغيل محطة الرميلة 4 شرق مطروح لتحلية المياه    «التعاون الدولي» تُصدر تقريرا حول التعاون مع دول الجنوب في مجالات التنمية المستدامة    وزير الري يوجه برفع درجة الاستعداد وتفعيل غرف الطوارئ بالمحافظات خلال العيد    65% من الشواطئ جاهزة.. الإسكندرية تضع اللمسات النهائية لاستقبال عيد الأضحى المبارك    «هيئة الدواء»: 4 خدمات إلكترونية للإبلاغ عن نواقص الأدوية والمخالفات الصيدلية    نصائح للحفاظ على وزنك في عيد الأضحى.. احرص عليها    لاعب بيراميدز ينفى بكائه بعد التسجيل في مرمى سموحة    «التضامن»: استمرار عمل الخط الساخن لعلاج مرضى الإدمان «16023» خلال عيد الأضحى    نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد الكبير بالمحلة    إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق فى الهرم    ماس كهربائي كلمة السر في اشتعال حريق بغية حمام في أوسيم    فرج عامر: أوافق على مقترح الدوري البلجيكي.. ولا أستطيع الحديث عن عبد القادر وخالد عبد الفتاح    شبح المجاعة يضرب غزة    تشكيل الاهلي أمام فاركو في الدوري المصري    حاتم صلاح: فكرة عصابة الماكس جذبتني منذ اللحظة الأولى    إنبي: العروض الخارجية تحدد موقفنا من انتقال محمد حمدي للأهلي أو الزمالك    حظك اليوم وتوقعات برجك 14 يونيو 2024.. «تحذير للأسد ونصائح مهمّة للحمل»    كتل هوائية ساخنة تضرب البلاد.. بيان مهم من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم الجمعة (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسى يحذر من المخاطر التى تتعرض لها مصر
فى خطاب تاريخى شامل له أمام مجلس النواب
نشر في المصريون يوم 13 - 02 - 2016

علينا ألا ننسى أننا أبطلنا مفعول مؤامرة استهدفت تعطيل الدولة
الرئيس يعلن انتقال السلطة التشريعية رسميًا إلى مجلس النواب المنتخب

حذر الرئيس عبد الفتاح السيسى من استمرار المخاطر التى تتعرض لها مصر وقال فى أول خطاب سياسى هام له أمام مجلس النواب فى مناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة، علينا ألا ننسى أن هناك من هو متربص بنا وأن يكون هذا البلد استثناء من بين دول المنطقة فى التنمية والاستقرار.
وأضاف السيسى، أنه علينا ألا ننسى أيضا أننا نجحنا فى إبطال مفعول أى مؤامرة تعطل الدولة عن المضى قدما فى التقدم.
وطالب السيسى نواب الشعب، بأن يمارسوا دورهم الدستورى ودورهم التشريعى والرقابى من أجل الوطن وتحقيق حقوق الشعب المصرى وقال موجهًا حديثه إلى نواب الشعب عليكم بالاهتمام بقضايا الصحة والتعليم والإعلام وتجديد الخطاب الدينى.
وكان السيسى قد وجه فى بداية خطابه التهنئة لنواب الشعب على الثقة التى منحها الشعب لهم ووصولهم إلى البرلمان من خلال انتخابات حرة نزيهة شهد لها العالم أجمع.
ثم دعا الرئيس نواب الشعب إلى الوقوف حدادًا على أرواح شهداء مصر الذين ضحوا بحياتهم من أجل رفعة واستقرار الوطن ومن أجل استكمال خارطة الطريق والوصول إلى برلمان منتخب بإرادة مصرية حرة.
وقال الرئيس فى خطابه إننا نقف أمام لحظة فارقة فى عمر أمتنا بعد أن حاولت فئة خطف الوطن لكن الشعب وقف ضدها من خلال ثورة وطنية شديدة النقاء.
ووجه السيسى حديثه للشعب قائلاً أعلن أماكم اليوم انتقال السلطة التشريعية كاملة إلى مجلس النواب بعد أن احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية فى ظل ظروف استثنائية قائلا: إن الشعب المصرى ينتظر الكثير ويعلق عليكم آمالا وطموحات كبرى هذا الشعب الذى أرسى قواعد بناء الديمقراطية الذى انتصر للحرية واستطاع أن يستعيد حلمه وبناء مؤسساته الدستورية.
قال السيسى، إننا نمتلك حلما سوف يتحقق عمليا من خلال إرادة شعبنا العظيم الذى يتطلع إلى بناء دوله مدنية حديثة تحكمها العدالة والحرية وقال إننى أرى الأمل يشرق فى الأفق وأرى الأمل فى قضائنا الشامخ وأرى الأمل فى قواتنا المسلحة وفى الشرطة التى هى صمام الأمن والأمان ورئاستنا للجنة مكافحة الإرهاب واستعادة مكاننا داخل الاتحاد الأفريقى وأكد أن القضية الفلسطينة مازالت هى قضية الشعب المصرى ونظامه.
وفيما يلى نص خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام مجلس النواب..
طالب الرئيس عبد الفتاح السيسى نواب البرلمان بالوقوف دقيقة حدادًا احترامًا وتقديرًا لشهداء الشرطة والجيش، وذلك فى مستهل بيانه أمام مجلس النواب.
فى بداية كلمتى إليكم، اليوم، أتقدم لكم جميعًا بخالص التهنئة على الثقة الغالية التى منحكم إياها الشعب المصرى وتمتزج التهنئة بكل أمنياتى القلبية لكم جميعًا بالسداد والتوفيق فى مهمتكم العظيمة ومسئوليتكم الجسيمة فى هذه اللحظات الفارقة من تاريخ مصرنا الغالية.
فى مستهل لقائنا أطلب من حضراتكم أن يحضر معنا بذكراه فى هذه القاعة كل من دفع حياته ثمنًا لأن نصل لهذه اللحظة التاريخية وأدعوكم بأن نقف سويًا دقيقة حدادًا على أرواح شهداء مصر جميعًا.
إننا نقف فى لحظة دقيقة وفارقة من عمر أمتنا، ولذلك فإن صدق الكلمات فرض ودقتها ضرورة والحق أنكم وصلتُم إلى مقاعدكم تلك نتيجة لانتخابات برلمانية تمت فى مناخ آمن وأجواء شفافة شهد لها العالم كله بذلك، وكانت نتائج هذه الانتخابات تعبيرًا جليًا عن إرادة الشعب المصرى العظيم واستكملنا - نحن المصريين – خارطة المستقبل التى توافقنا عليها جميعًا يوم قررنا استعادة الوطن ممن أرادوا اختطافه لحساب أهدافهم المنحرفة ومصالحهم الضيقة فكان رد المصريين عليهم ثورة وطنية شديدة النقاء نحصد ثمارها اليوم بهذه الكوكبة المحترمة من أبناء هذا الوطن ممثلين شعبه والمعبرين عن طموحه وآماله.
إننى أعلن أمامكم ممثلى الشعب بانتقال السلطة التشريعية إلى البرلمان المنتخب بإرادة حرة بعد أن احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية كإجراء استثنائى فرضُه علينا الظرف السياسى وأتمنى من الله "سبحانه وتعالى"، أن يوفقكم إلى ما فيه الصالح لهذه الأمة العظيمة وهذا الشعب الذى يُعلق عليكم آمالًا كبيرة.
من هذا المكان من تحت قبة برلمان مصر يعلن شعبنا للعالم كله أنه أرسى قواعد نظامه الديمقراطى وأعاد بناء مؤسسات الدولة الدستورية لقد استطاع شعبنا العظيم أن ينتصر للحرية والديمقراطية، لقد استطاع أن يستعيد حلمه للمستقبل فى مواجهة دعاوى الردة ودعاة التخلف.
لقد استعادت الدولة المصرية بناء مؤسساتها الدستورية فى إطار تتوازن فيه السلطات تحت مظلة الديُمقراطية التى ناضلت من أجلها الجماهير وحصلت عليها كمكتسب لها لن تُفرط فيه أبدًا.
أبناء وبنات مصر الأبية العزيزة
لقد أثبت هذا الشعب من جديد عظمته وعراقته وكبرياءه وبرهن بلا أدنى شك على تفرده فى صناعة الحضارة وكتابة التاريخ وأكد على صلابته وأصالة معدنه وهو يواجه بكل جسارة المخاطر التى تحيق بدولته من الداخل والخارج، إن دولتنا تواجه أعتى التحديات وتجتاز أشق المصاعب وتقهرها.
ولقد قرر المصريون إنفاذ إرادتهم ولن يثنيهم عن إنفاذ إرادتهم كائنٌ من كان، إننا ماضون قدمًا فى مشروع وطنى لبناء الدولة الحديثة ولن نسمح لأحد أن يعرقل مسيرة الانطلاق نحو البناء السياسى والتقدم الاقتصادى والنهوض الاجتماعى والثقافى والمعرفى والتكنولوجى.
وقال السيسى لقد انتميت إلى المؤسسة العسكرية المصرية مقاتلًا وتعلمت فيها المعانى الوطنية ومبادئ الشرف والإخلاص والتضحية وإنكار الذات ومارست ذلك على مدى أكثر، من ثلاثين عامًا كانت مصر هى الأمل والرجاء، كان طموحى أن أرى وطنى يحتل مكانتهُ اللائقة بين الأمم، لم أتقاعس يومًا عن أداء مهمةٍ أو تكليف، ومن هذا المنطلق أجبت نداء بنى وطنى وتحملت التكليف الذى كلفوننى به لأتولى معهم وبهم مسئولية وطن فى مهمة إنقاذٍ وبناءٍ.
ومنذ اللحظة الأولى كنت على دراية وعلى معرفة بحقائق الأوضاع الصعبة التى تمر بها البلاد فى مختلف المجالات سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، كنت مدركًا لدقائق الظروف الصعبة التى تحيط بمنطقتنا المضطربة وبأبعاد ما يُحاك لوطننا.
ولم أخفِ عنكم شيئًا لقد كنت صادقًا معكم إذ أعلمتكم بصعوبة المهمة ووعورة الطريق إلا أن ذلك لم يقطع يقينى وثقتى بأننا نحن المصريين قادرون على تحدى التحدى ومجابهة المخاطر والعبور للمستقبل ما دمنا نمتلك الوعى الحقيقى والإرادة الصلبة ومتمسكين بوحدة الصف الوطنى.
إن إيمانى لم يتزعزع أبدًا فى أن قدرات المصريين ستبلغهم الغايات وستحقق الآمال وستظل راية هذا الوطن عالية خفاقة بأيدى أبنائه جميعًا.
السيدات والسادة
وقال إن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التى تحدق بمصر الآن تفرض على الجميع مسئولية تاريخية وأداءً استثنائيًا تتضافر فيه الجهود وتتكامل فيه السلطات كى يبقى البنيان قائمًا وشامخًا.
إن المهام المنوط بها البرلمان تحتم عليه أن يكون برلمانًا حرًا وممثلًا حقيقيًا لرغبات الشعب وعليه أن يمارس هذه المهام فى سياق الممارسة الديمُقراطية السليمة دون استعراض إعلامى أو تنافس سياسى لا يضع مصالح الوطن العليا نصب عينيه.
لقد جابهنا معًا موجة عاتية من إرهابٍ غاشم استهدفت الدولة المصرية بلا هوادة أو رحمة وأرادت أن تنشر الفوضى والخراب بين ربوع الوطن، وفى صدارة المواجهة كان رجال جيشنا العظيم وشرطتنا البواسل يدفعون الدم ويقدمون الروح من أجل الحفاظ على مقدسات هذا الوطن.. ولكن بفضل من الله وبإرادة وطنية لا تلين وبصمود شعبنا العظيم استطعنا أن نكسر شوكة تنظيمات الإرهاب فى الوادى وسيناء وعلى حدودنا الغربية، ولازلنا نواصل هذه المعركة بلا تراخٍ أو ملل.
وحول مخاطر الإرهاب قال السيسى نحن نواجه هذا الإرهاب الأسود لم نغفل أن هدفنا الأسمى وغايتنا الكبرى هى إعادة بناء الدولة المصرية دولة ديمُقراطية مدنية حديثة، وكان انطلاق مشروعنا الوطنى وفق رؤية علمية وخُطى طموحة يراعى التنسيق والتكامل بين مؤسسات الدولة، ولم تقتصر هذه الرؤية على متطلبات الحاضر فقط، إنما امتدت لتلبى متطلبات الأبناء والأحفاد فى المستقبل وهو ما خلق الدافع والباعث كى نقتحم المشكلات ونختصر الزمن بل ونسابقه.
واليوم ونحن نتحول من مرحلة الانتقال إلى مرحلة الانطلاق، فإننا نسعى إلى تحقيق ارتفاع فى معدلات النمو الاقتصادى فى زمن قياسى وهو أمر يتطلب جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لإقامة أكبر قدر ممكن من المشروعات الصناعية والزراعية والخدمية تحقق ارتفاعًا ملحوظًا فى إجمالى الناتج القومى وترفع معدلات التشغيل والتصدير بما ينعكس إيجابيًا على موارد الدولة، ولذا كان من الضرورى أن نبدأ على الفور فى تشييد البنية الأساسية اللازمة لجذب هذه الاستثمارات من طرقٍ وموانىء ومطارات ومحطات كهرباء بجانب إجراء تعديلات تشريعية تُهيىء الأجواء لتشجيع الاستثمار.
ولإدراكنا بأن كل لحظة من حياتنا يجب أن تكون لحظة عمل وبناء فقد تزامن مع ذلك إنشاء وافتتاح مجموعة من المشروعات الضخمة والعملاقة تعيد رسم خريطة الوطن وتعيد صياغة مفهوم الحياة على أرضه الطيبة وتزيد مساحة الرقعة المأهولة بالسكان وتخفف التكدس السكانى فى وادى النيل ودلتاه.
وقال السيسى إن نقطع خطوات واسعة يفخر بها الشعب على طريق إنجاز مشروعنا الوطنى فقد بدأنا تنفيذ شبكة الطرق القومية بأطوال تصل إلى (5) آلاف كم وانتهينا من تشييد مجموعة من المطارات المدنية بالتزامن مع إنشاء وتطوير مجموعة من الموانئ البحرية، كما حققنا إنجازًا غير مسبوق فى تاريخ مصر من خلال تطوير شبكة الطاقة الكهربية، حيث تم التغلب على العجز الشديد فى إنتاج الطاقة الكهربية، كما تم التوقيع على إنشاء المحطة النووية بالضبعة والتى سيبدأ العمل بها فى غضون الأسابيع القادمة.
ولقد كان شق قناة السويس الجديدة وافتتاحها أمام الملاحة الدولية وإطلاق المشروع القومى لتنمية محور قناة السويس هما أيقونة إنجازاتنا والتى أعادت للمصريين ثقتهم فى أنفسهم وفى قدراتهم. كما بدأنا أيضًا فى المشروع القومى لاستصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان فى سياق تكوين مجتمعات عمرانية زراعية صناعية متكاملة قائمة على مفهوم.
وقال السيسى لقد أتاحت هذه المشروعات فرص عمل لأكثر من مليون مواطن مصري، بما تنعكس آثاره على نحو أكثر من (5) ملايين مواطن غير أننى أُدرِك أن ثمار هذه المشروعات وغيرها تستغرق وقتًا أكبر كى نحصدها.
كما كان للشباب نصيبٌ من جهود الدولة، حيث تضعهم الدولة فى أولويات اهتمامها كونهم طاقة الحاضر وأمل المستقبل، حيث تم تكليف الوزراء والمحافظين بتعيين مساعدين لهم من الشباب، كما كان لهم تمثيلٌ كبيرٌ فى تشكيل المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية وجاء الإعلان عن العام 2016 عامًا للشباب لتبدأ الدولة فى تنفيذ مشروعٍ قومى لتمويل مشروعات الشباب الصغيرة ومتناهية الصغر بقيمة 200 مليار جنيه. وتأتى خطة تطوير مراكز الشباب والتى تسير بمعدلات هائلة كخطوة أخرى فى إطار جهود الدولة لرعاية الشباب.
وقال السيسى لإدراكنا بأن هذا الوطن يتسع للجميع ولليقين بأن احتواء الشباب ضرورة، فقد استخدمت سلطاتى الدستورية فى إصدار العفو عن مجموعات من الشباب الصادرة بحقهم أحكامٌ بالحبس والذين أتمنى أن تتكاتف مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى لدمجهم فى المسيرة الوطنية.
وإيمانًا بأن أهم مشكلات الشباب هى إيجاد من يسمع لهم ويتفهم مطالبهم فقد بدأنا بإطلاق حوارٍ موسع لكافة أطياف الشباب المصرى للوقوف على آمالهم وطموحاتهم والتفاعل الفورى مع مشكلاتهم.
وحول الشخصية المصرية قال السيسى إن الشخصية المصرية تتميز بامتلاكها أبعادًا حضارية وثقافية متميزة ومتفردة، ولكى نبنى مصر المستقبل علينا أن نعيد صياغة وبناء الشخصية المصرية على
أساس علمى ومعرفى، ولذلك فإن قضية التعليم والمعرفة تمثل لنا أمنًا قوميًا
وتأتى على رأس أولويات الدولة المصرية، ولذلك فإننا بصدد تطوير المناهج الدراسية لكى تتماشى مع متطلبات العصر.. كما جاء إطلاق " بنك المعرفة " المصرى كأول وأكبر مكتبة رقمية معرفية وعلمية وثقافية على مستوى العالم ليدلل ويبرهن بلا شك أننا نسعى لبناء مجتمع المعرفة.. مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر.
وقال السيسى موجها حديثة للنواب منذ أن توليت مهمتى ومسئوليتى كان همى الأكبر وشاغلى الأساسى هم الكادحين والبسطاء من أبناء هذا الشعب وكان التخفيف عنهم والارتفاع بمستواهم المعيشى على رأس أولويات الدولة.
ولذلك فقد تضاعف عدد المستفيدين من معاش الضمان الإجتماعى ليصل إلى 3 ملايين أسرة، كما انطلق مشروع تكافل وكرامة ليكون مظلة حماية اجتماعية لأبناء الأسر الفقيرة ولكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة.
وعلى الجانب الآخر، كانت مواجهتنا الحازمة والفعالة لمن يتلاعبون بأقوات البسطاء، فقد شرعت مؤسسات الدولة فى مكافحة ارتفاع أسعار السلع الأساسية عن طريق توفيرها بأسعار مناسبة بمنافذ ثابتة ومتحركة، كما أصدرت توجيهاتى بقيام صندوق " تحيا مصر " بتمويل عدد من المشروعات والمبادرات التى يستفيد منها محدودو الدخل والبسطاء، حيث يتم تنفيذ خطة شاملة لتطوير القرى الأكثر احتياجًا.. وكذلك توفير العلاج لفيروس " C " لغير القادرين.
وقال السيسى رغم كل ما سبق ذكره لكم لا يمنعنى من أن أؤكد بأنه مازال أمامنا الكثير لنقدمه للبسطاء من أبناء أمُتنا الذين عانوا على مدى عقود من الإهمال والتجاهل والتهميش.
ونوة السيسى إلى الازمات التى واجهت الوطن فى فترة سابقة من تراجع الدور المصرى إقليميًا ودوليًا بشكل غير مسبوق.
ولكن فى غضون العام ونصف العام نجحت الدولة المصرية بفضل دبلوماسيتها العريقة وبجهودها الحثيثة واتصالاتها السياسية المكثفة من أن تعيد انفتاحها على العالم كله شرقًا وغربًا، حيث انتهجنا نهج بناء علاقات دولية رشيدة قائمة على التفاهم والمصارحة والإحترام المتبادل واستطعنا أن نستعيد دورنا الإقليمى والدولى.
والآن فإننا نحصد ثمار سياستنا الخارجية من خلال الحصول على مقعدٍ غير دائم
فى مجلس الأمن فى دورته الحالية، وترأسنا لجنة مكافحة الإرهاب به ونترأس القمة العربية، وجمعنا بين عضوية مجلس السلم والأمن والأفريقى ورئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ.
كما توثقت علاقات مصر بدول العالم وقواه الكبرى، وانعكس ذلك على إقدام العديد من الدول على دعم مصر ومساندة مشروعها الوطنى وتمويل مشروعاتها الإنمائية وتشجيع الاستثمار بها.
وقال السيسى إننا ماضون قُدمًا فى استثمار علاقات الصداقة والإنفتاح على العالم والمواقع التى حصلت عليها مصر فى المحافل الدولية والعربية والأفريقية، من أجل خدمة قضايا السلام والأمن لتحقيق الاستقرار والتنمية فهذه رسالة مصر إلى العالم دومًا رسالة سلام ومحبة.
وقال السيسى اننا لن نألو جهدًا فى السعى نحو التوصل إلى تسوية سياسية للأزمات فى سوريا وليبيا واليمن وتحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية التى كانت ومازالت قضية شعب مصر.
وفى رسالة قوية إلى المجتمع الدولى قال من هُنا من داخل مجلسكم الموقر، وعلى مرأى ومسمع من العالم كله أجدد دعوة مصر للعالم كى تتضافر الجهود لدحر الإرهاب الذى بات يمثل الخطر الأكبر على الحضارة الإنسانية والتهديد لحاضر الدول والشعوب ومستقبلها، ويجب أن تكون مواجهته وفق رؤية متكاملة وعلى أعلى مستوى من التنسيق بين دول العالم، وتراعى الأبعاد الاجتماعية والفكرية والاقتصادية والسياسية.
ودعا السيسى نواب الشعب بإعلاء المصالح العليا للوطن..قائلا لهم تمسكوا بالدستور والقانون، كونوا انعكاسًا حقيقيًا لنبض الجماهير.. مارسوا العمل السياسى بتجرد ونزاهة.. اعملوا على بناء حياة سياسية سليمة.. مارسوا سلطة التشريع والرقابة بالتكامل مع باقى سلطات الدولة التنفيذية والقضائية ومؤسساتها جميعًا.
أدعوكم لأن تكون قضايا التعليم والصحة والإعلام وتجديد الخطاب الدينى على رأس أولوياتكم وأن يكون محدودو الدخل والشباب والمرأة موضع اهتمامكم.
وقل موجها حديثة للنواب أننى أرى وترون معى أن الأمل يشرق فى الأفق نراه فى سريان نيلينا الخالد حقولًا تزهر وتثمر وآلات تدور ومبانٍ تعلو وعمرانًا يمتد وعملًا دؤوبًا ونوايا خالصة على هذه الأرض الطيبة.
أراه فى عيون أطفالنا وسواعد شبابنا وضمير المرأة ونتاج عقول العلماء وإبداع المثقفين والفنانين وخطاب علماء الدين الأجلاء وأزهرنا الشريف وكنيستنا الأصيلة.
أرى الأمل فى جسارة قواتكم المسلحة وأبنائها الأبطال الذين يضربون أروع الأمثلة
فى التضحية والفداء.. أرى الأمل فى عيون شرطتكم الساهرة على أمن واستقرار الوطن وحماية أبنائه أرى الأمل فى منصة قضائنا الشامخ الذى يُعلى صوت الحق ويُقيم العدل فى أرجاء الوطن.. أرى الأمل فى عيونكم أنتم نواب شعب مصر الأبى الكريم.
وقال السيسى هذه مصر نادتنا فلبينا وها هى تناديكم فلبوا النداء وتعالوا نبنى سويًا مجتمع العمل والأمل.. مجتمع تجمعه المساحات المشتركة ولا تفرق أبناءه الصغائر والمصالح الضيقة.
تعالوا نقيم سويًا ومعًا دولتنا.. دولة شابة قوية إن أمامنا فرصة تاريخية لبنائها..
وسنبنيها بإذن الله سبحانه وتعالى.
حفظ الله مصر وشعبها.. وصانها مستقرة وآمنة..
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.