••••• أوطاننا العربية والإسلامية و"العالم ثالثية" تستحق وضعا أفضل مما هي فيه الآن من تخلف وتبعية وعجز عن مواكبة الركب المتقدم على مستوى العلوم والمعارف والإبداعات والاكتشافات والفتوحات العلمية والتكنولوجية ..لا ينقص المال ولا الرجال ولكن ما ينقص هي الإرادة القوية والعزم على النهوض والتخلي عن سلوكات وترسبات الماضي ..كل الأمم ابتدأت نهضتها من الصفر ..آمنت بقدراتها وإمكاناتها وعالجت أمراضها وضعفها وأخذب بأسباب النجاح ..لا توجد أمة خير من أمة في مجالات العلم و العمل والعدل ..الأمة العالمة و العاملة والعادلة تنجح وتفلح وتلك سنة الحياة ..والله يعين الدولة العادلة العاملة حتى وإن كانت كافرة . لن نخترع العجلة من جديد وليس مطلوبا منّا اكتشاف البنزين مجددا.. ولكن يمكن أن ننطلق عند النقطة التي توصل إليها الآخرون بل علينا فقط أنت نتبع سُبل وخطط الدول الفتية كماليزيا وسنغافورة وأندونيسيا وتركيا ..فقبل 20 سنة فقط لم تكن هذه الدول أفضل حالا مما نحن فيه الآن لكن بفضل الطموح والنضال المستمر والتصميم على النجاح والتخلص من السلبيات وصلت تلك الدول إلى مراتب لا تخطر على بال أحد .. على صعيد الحريات وكرامة الإنسان وحقوقه وعلى صعيد التنمية وعلى صعيد العلوم والمعارف والاكتشافات..وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابى. ••••• لماذا تهرب وتتسرب الطاقات والكوادر من أوطاننا وتتجه إلى ربوع العالم وتصبح رائدة ومنجزة وناجحة بينما لا تجد السند والعون في أوطانها...إنّه المناخ الموبوء والرديء المعاكس و الرافض لسلوك النجاح الذي لا يسمح لهؤلاء العباقرة بالبقاء في هذا الوسط المعادي لطموحاتهم وأحلامهم وروحهم العالية..لا حيلة وعبقرية لرجوع هؤلاء ومساهمتهم في بناء أوطانهم وصناعة النجاحات إلا بأن تفتح لهم الأبواب وتفسح لهم المجالات وترفع عنهم الحواجز والعراقيل وتمنح لهم الأفضلية والحرية والكرامة ..وذلك فقط كفيل بأن يهبوا لخدمة الوطن ..وهي كوادر مبدعة ومتعلمة تمتلك من حب الوطن والغيرة عليه بما لا يدع أي مجال للشك ..وحينما تحس بأنّ الأوضاع تغيرت وسارت نحو الانفتاح الحقيقي فإنها بلا شك ستطلق الغربة وتساهم بما لديها داخل وطنها المجيد. ••••• لن يفلح قوم يهان فيهم العلماء ويقودهم الجهلة والدهماء ... لن نرتقي ولن نصل إلى نتيجة ما دام المعلم والباحث في ذيل الترتيب الاجتماعي والمعنوي ..لن نحقق أية نهضة دون عناية كاملة بالبحث العلمي ...لأن العالم اليوم يسير بالعلم والقراءة والاكتشاف.. ولا تقاس الفوارق في التنمية بين الدول إلا بمقدار ماحصلته من تقدم في المدرسة والجامعة ..وكل دينار أو فلس نستثمره في البحث العلمي هو بمثابة الزرع الناجح المنتج الذي يعود علينا بالفائدة ...ليست الثروة في باطن الأرض فحسب بل الثروة الحقيقية هي الإنسان وذكائه وإبداعه ..الاستثمار في الإنسان أصبح هو المخرج والمنقذ من الفقر والحاجة.. وأضحى ذكاء الإنسان وطاقته العقلية والفكرية هي الثروة التي لا تنفذ..الثروة التي تخترع الثروات البديلة عن النفط والغاز ..إنّ مستقبل البشرية اليوم بين يدي العلماء ومساحة التنافس في العالم هي المختبرات والجامعات فهي المعركة الحقيقية التي تصنف الناجحين والفاشلين ..في الطب كما في الهندسة كما في ابحاث الفضاء كما في الطاقات البديلة كما في خطط الاقتصاد كلها أروقة وميادين التسابق... والريادة لن تكون إلا لمن يملك العلم والمعرفة ..وعلى كل مسلم اليوم واجب الفهم لهذا الاستحقاق العالمي الوحيد لنكون خير أمة أخرجت للناس بالعمل والعلم والتنافس لا بالقتل والفتن والتدمير وإشعال الحروب والخلافات الطائفية والعرقية والمذهبية ..تولانا الله برحمته .