كشف مراسل صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، إريك جوزيف، عن أخطر رسالة وجهت للباحث الإيطالى جوليو ريجينى قبيل مقتله الخميس الماضى فى مصر والعثور على جسده آثار تعذيب ما خلق توترات بين القاهرةوروما التى تطالب بإجابات حول هذا الحادث. واستعرض جوزيف، فى تقرير لديه على ملابسات مقتل رجينى، بأنه فى مساء 25 يناير، غادر ريجينى منزله فى حى بوسط الدقي، كان يتقاسمه مع أربعة طلاب آخرين، وأخذ المترو من أجل الوصول إلى صديقه الإيطالى جينارو، الذى كان ينتظره بالقرب من ميدان التحرير. ولفت جوزيف إلى أنه فى هذا اليوم، الذى كان يصادف الذكرى الخامسة للثورة التى أطاحت بنظام حسنى مبارك، انتشرت الشرطة والجيش للتصدى ضد خروج مظاهرات لجماعة الإخوان المسلمين. وأوضح جوزيف بأنه فى الساعة السابعة و41 دقيقة، أرسل ريجينى عبر هاتفه الجوال رسالة إلى خطيبته الأوكرانية: أنا أخذت القطار فى طريقى لمقابلة جينارو"، ثم استقبل ردًا منها جاء فيه "اعتنى بنفسك يا حبيبي". وأضاف الكاتب بأن ريجينى بعد نحو نصف ساعة، لم يصل لجينارو الذى بدأ فى الاتصال بأصدقائهما، بما فى ذلك نورا، وهى باحثة مصرية التقت ريجينى فى جامعة "كامبريدج". وقال جوزيف: كدمات ورضوض على عينيه، وكسور متعددة وجروح عميقة على الصدر والذراعين والساقين، حيث أكد معهد الطب الشرعى فى روما أن ريجينى عذب وضرب حتى الموت، مشيرًا إلى أن ريجينى تعرض لضربة قاتلة فى الرقبة أدت إلى وفاته". وأضاف: "تم تشريح جثة الطالب يوم الأحد الماضى بعد نقلها إلى إيطاليا، إذ أن الطالب الجامعى البالغ من العمر 28 عاما، اختطف فى 25 يناير فى القاهرة وعثر عليه ميتًا بعد عشرة أيام، على حافة طريق، بإحدى ضواحى المدينة، موضحًا أنه منذ يوم الحادث تضغط روما على القاهرة للحصول على تفسيرات. لكن وحتى هذه اللحظة، يكتب جوزيف، حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسى تؤكد أنها تفعل ما بوسعها من أجل "الوصول إلى الحقيقة"، لكن الحرج يبدو واضحًا، فى الوقت الذى تتجه فيه الشكوك نحو أجهزة أمنية سيادية يخشاها المصريون. وبين أنه ليس من المؤكد أن جوليو تم استجوابه "من قبل الشرطة"، يصرح وزير الخارجية المصرى سامح حسن شكري، فى مقابلة مع صحيفة "كوريير ديلا سيرا"، قبل أن يقلل من حجم جريمة القتل:"أنا ليس لدى بالضبط إحصاءات، ولكن أنا متأكد من أن هناك، فى إيطاليا كما هو الحال بمصر، يقع يوميا أكثر من ضحية نتيجة جرائم العنف". وأوضح أنه فى البداية، قالت الشرطة إن وفاة الطالب نتيجة حادث سيارة. لكن سرعان ما نفيت هذه الرواية من المستشار حسام نصار، الذى تحدث بوضوح عن “قتل عمد” قائلا: كانت هناك كدمات وإصابات على جسده وكان يرتدى ملابس على الجزء العلوى من جسم فقط”. وفيما بعد، يؤكد الكاتب، أثيرت تكهنات حول مقتل الطالب، هل صلاته بشخصيات من المعارضة المصرية تسببت فى استهدافه على خلفية صراعات ممكنة داخل جماعات الحكم فى مصر؟ أو بين جهات سيادية فى هذا البلد؟. وبين أن الحكومة المصرية لا تزال تؤكد أن الباحث الإيطالى لم يعتقل من قبل الشرطة، مشيرًا إلى إلقاء القبض على اثنين من المشتبه بهم ثم أطلق سراحهم، فيما وصل محققون إيطاليون إلى القاهرة يوم الجمعة. واختتم جوزيف مقالته بأن سر وفاة جوليو ريجينى ما زال يؤجج التوتر بين القاهرةوروما، حيث غادر وفد من رجال أعمال الإيطاليون مصر عقب الحادث، كما أن اثنين من أصدقائه فى الجامعة فضلوا مغادرة البلاد، فيما ينوى إيطاليون آخرون حزم حقائبهم.