يرى القيادي الإخواني قطب العربي، أن الظروف الحالية من تاريخ الثورة تحتاج إلى خطاب ثوري يختلف عن الخطاب الحالي الذي يختزل الثورة كلها في قضية واحدة وهي قضية الشرعية، موضحًا أن الواجب يقتضي سرعة التحرك لسد هذه الثغرة وعلاج هذا الضعف، وذلك بالسعي لاستقطاب جمهور أوسع من أطياف وفئات الشعب المختلفة (عمال فلاحين طلبة محامين إعلاميين فنانين مهنيين إلخ). ويؤكد "العربي"، في مقاله بصحيفة "عربي 21"، أن حديثه عن عدم اختزال الثورة في شرعية الرئيس المعزول محمد مرسي، لا يعني البتة إنكارا لشرعيته، لكنه يعني وضع قضية الشرعية في موضع مناسب بين قضايا الثورة، وهموم الشعب الأخرى، فالشرعية هي جزء من كل، وهموم الناس المعيشية والإنسانية كثيرة، وحين يركز الخطاب الإعلامي على قضية الشرعية فقط، فإنه لا يصل سوى لأنصار الشرعية، علما أن ليس كل أنصار الشرعية إيجابيون ومشاركون في الحراك الميداني، وهذا من طبائع الأمور. وأضاف القيادي الإخواني: أما حينما يتسع الخطاب الإعلامي والسياسي إلى هموم المواطن الأخرى والتي تضمنتها شعارات الثورة (العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية)، فإن فرص الوصول إلى قطاعات شعبية جديدة ستكون أكبر بالتأكيد، وسيتحرك جزء كبير من هذه القطاعات الشعبية دفاعا عن لقمة عيشه وعن حريته وكرامته، وسيكون ذلك بمثابة مدد جديد للثورة والثوار. وأشار إلى أنه في السعي لتوسيع جماهير الثورة ينبغي للقوى الثورية أن تتجنب مواطن الخلاف، وتركز في المشتركات وفقا للقاعدة الذهبية "نتعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"، مع استمرار الحوار حول القضايا الخلافية بروح ملؤها إخلاص النية لله، والوفاء للثورة والشهداء، وحين تتوفر تلك الروح فمن المؤكد أن القدرة على الوصول إلى توافقات سيصبح أمرا ممكنا. وتابع: حديث الاصطفاف ليس موجها فقط للحركات الثورية التقليدية التي تستعصي حتى الآن على هذا الاصطفاف خوفا أو طمعا أو تأويلا، ولكنه موجه بالأساس لقطاعات شعبية كبيرة اكتوت بنار النظام الحالي وتريد الخلاص منه، كل هؤلاء سيمثلون زخما جديدا للعمل الثوري، ومرة أخرى لا يشرعن أحد سيفه في وجوهنا ووجوه هؤلاء الوافدين داعيا إياهم للتأخر إلى الخلف وعدم تصدر المشهد، فهذا ما لا يملكه أحد، بل إن التقدم أو التأخر سيكون حسب العطاء الثوري، وليس حسب الأقدمية.