كشفت صحف إثيوبية اليوم عن إنجاز إثيوبيا ما يقرب من 50 بالمائة من أعمال سد النهضة الإثيوبي، الذي تخشى مصر من أن يؤثر على حصتها في مياه النيل، وهو ما يعني الانتهاء من بناء السد سيكون قبل يونيو القادم. تزامنًا مع ذلك، حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم خلال افتتاحه لعدد من المشروعات بمدينة "6 أكتوبر"، من نقص الماء، مطالبًا المصريين بترشيد استهلاك الماء، وعدم مطالبته بخفض أسعار استهلاك الماء والكهرباء. واعتبر خبراء أن مصر في طريقها إلي دخول "مرحلة مقلقة للغاية" خصوصًا مع اعتماد إثيوبيا رسميًا سد النهضة كمولد للكهرباء. وقال مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي، المهندس سمنجاو بقلي، إن "عدد الوحدات التي سيرتكز عليها العمل في السد هي 10، وتوجد 6 منها في الجهة اليسرى، بمساحة طولها 1780 مترًا، وارتفاع 145 مترًا، و4 في الجهة اليمنى". وقال الدكتور أحمد الشناوي، خبير المياه بالأمم المتحدة، إن "إثيوبيا ستكمل بناء السد قبل يونيو القادم، لأنها تسير بخطوات سريعة في عملية البناء"، مضيفًا: "إكمال بناء السد معناه نقص حصة مصر من المياه ومن يقول غير ذلك مخطئ أو يُريد تضليل الشعب". غير إن وزير الري، حسام مغازي قال إن إثيوبيا لم تنته سوى من 20 بالمائة فقط من السد، وأنها لم تُكمل نصفه حتى الآن، مطمئنًا المصريين على أن حصة مصر من المياه ستظل ثابتة. وحذر الشناوي في تصريح إلى "المصريون" من أن "سد النهضة بمرور الوقت يكتسب قوة فيما ستُصبح مصر هيّ الخاسر الوحيد"، مستدركًا: "ما بالك بأن يستيقظ المصريين يومًا ليكتشفوا أن إسرائيل تتحكم في مياه شربهم.. بكل تأكيد كارثة". وقال الدكتور مغاوري شحاتة، خبير المياه العالمي، إن إكمال بناء نصف سد النهضة يُمثل خطورة بالغة على مصر، خصوصًا وأن هذا السد بمجرد البدء فيه وبدأت حصة مصر تنخفض تدريجيًا وأصبح التعتيم الآن على منسوب المياه من الحكومة نذير قلق. وأضاف شحاتة: "إثيوبيا لن تقتنع بسهولة بمطالب مصر وحقها في الخوف من وجود سد النهضة، لذلك فإن الطريق الصحيح حاليًا هو زيادة الاستثمارات المصرية هناك بدلاً من الصراع وبالتالي "ضمان ولاء الإثيوبيين" وهو ما تحاول إسرائيل فعله الآن".