ما بين الصفع والسحل والقتل، تراوحت انتهاكات الشرطة خلال الفترة الأخيرة، حتى بات من المشاهد المألوفة ألا يمر يوم دون أن تقع حوادث تدين جهاز الشرطة، ليس فقط في التعامل مع الأفراد العاديين، بل في التعدي على موظفين عموميين، بصورة جعلت البعض يقارن بين ما يحدث الآن، وانتهاكات الأمن في عهد وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي. لم تكن ال "الكرامة الإنسانية" بأحسن حالاً من باقي مطالب الثورة (العيش والحرية والعدالة الاجتماعية) التي لم يتحقق منها شيء حتى الآن- بحسب معارضين للسلطة - لاسيما أن هذا المطلب ارتبط بطريقة تعامل جهاز "الشرطة" الذي عرف بانتهاكاته لهذا المطلب، وكان الشرارة التي انطلقت منها الثوار في 25 يناير. "المصريون" ترصد أبرز حوادث اعتداءات الشرطة خلال الأيام الماضية على النحو التالي: سحل أطباء المطرية
في الساعة الثانية من صباح يوم الخميس 28 يناير،اعتدى أمناء شرطة بالضرب على أحد أطباء مستشفى المطرية التعليمي، عندما حضر مواطن يرتدي ملابس مدنية مصاب بجرح في وجهه، وطلب من الطبيب أحمد محمود "مقيم جراحة"، أن يقوم بإثبات إصابات "غير حقيقية"، بالإضافة إلى الإصابة الموجودة به فعليًا، وعندما رفض الطبيب قام المواطن بالإفصاح عن شخصيته بأنه أمين شرطة، وأن الطبيب عليه أن يكتب التقرير الذي يرغب فيه وإلا سيقوم بتلفيق قضية له". وظهر مقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة بالمستشفى، يروي خلاله الطبيب لحظة تعدي أمناء الشرطة عليه بقسم الاستقبال فى المستشفى.
صفع ممرضة بالبحيرة صفع أمين شرطة ممرضة بمستشفى كوم حمادة بمحافظة البحيرة على وجهها، مما أدى إلى إصابتها بانهيار عصبي ودخولها العناية المركزة، بعد تأخر الطبيب في الكشف على نجله المريض، ورفضها قيامه بتصوير استقبال المستشفى خاليًا من الأطباء. وانتقلت القيادات الأمنية إلى المستشفى عقب تضامن زملاء الممرضة معها، وأرسل الدكتور علاء عثمان وكيل وزارة الصحة بالبحيرة، مدير الإدارة الصحية ومديرة التمريض بالمديرية لمتابعة المشكلة. وتبين أن أمين الشرطة ذهب إلى المستشفى في الرابعة فجرًا للكشف على نجله الذي كان يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة وحالته متأخرة، ولم يجد سوى الممرضة التي حاولت الاتصال بالطبيب الذي رفض النزول من سكن الأطباء وقام بإبلاغ العلاج للممرضة بالتليفون. الأمر الذي أثار أمين الشرطة الذي حاول تصوير استقبال المستشفى خاليًا من الأطباء والتمريض، وعندما حاولت الممرضة منعه، ثار عليها وقام بصفعها على وجهها، مما أدى إلى إصابتها بانهيار عصبي، ودخولها العناية المركزة. صفع سيدة بمترو الخلفاوى الثلاثاء الماضي، صفع أمين شرطة سيدة في محطة مترو الخلفاوي بسبب تعطيلها القطار المتجه إلى المنيب لمدة 10 دقائق تقريبًا، وذلك لرفضها ركوب رجل أربعيني مع زوجته وابنه الصغير، حيث أمسكت أبواب العربة، ما أدى إلى عدم استطاعة سائق المترو أن يستكمل الرحلة. وقال اللواء أبوبكر عبدالكريم، مساعد وزير الداخلية للعلاقات العامة والإعلام، "زوج وزوجة ركبا عربية السيدات، ووقعت مشادة مع سيدة، وبسببها أوقف قائد المترو القطار وجاء ناظر المحطة والشرطة ونزلوا الست التي تشاجرت، ودفعت غرامة تأخير 400 جنيه"، مضيفًا: "ناظر المحطة قال إن أمين الشرطة لم يصفع السيدة، ومفيهوش أي حاجة»، وعرضت مقدمة البرنامج الفيديو مرة أخرى أمام اللواء أبوبكر للتأكد من وجود ضرب من جانب أمين الشرطة للسيدة، وعلّق قائلًا: "لا كده هنفحصه تانى".
صفع مواطن في قسم الدقى في قسم الدقي، تداول نشطاء مقطع فيديو لضابط شرطة يصفع مسجونًا، ويوجه له السباب بألفاظ خارجة وخادشة للحياء. ومنذ أيام عرض الإعلامي وائل الإبراشي، في برنامجه "العاشرة مساء"، على فضائية "دريم"، مقطع "هذه الخطوة التي قام بها الضابط من صفعه للمسجون حتى لو كان مخطئًا ليس مقبولًا"، مطالبًا وزارة الداخلية بالتحقيق في الواقعة، مؤكدًا أن الاعتداء على المسجون بهذا الشكل ليس مقبولا.
صفع فتاة بحدائق القبة وفى حدائق القبة اعتدي أمناء الشرطة على فتاة وصفعها على وجهها بقوة؛ وذلك لقيامها بتصويرهم أثناء إزالتهم لإشغالات الطريق في منطقة حدائق القبة. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، لضابط قام يُظهر الفيديو، الضابط وهو يطارد الفتاة، ثم يسحبها بالقوة، ويصفعها على جهها، عقابا لها على تصويرها إياهم.
صفع سيدة فى حضور المحافظ كما صفع المقدم أيمن حمزاوى رئيس مباحث قسم الجيزة سيدة على وجهها بمنطقة أرض عزيز عزت بإمبابة، أثناء محاولتها الوصول لمحافظ الجيزة والإعلامي عمرو الليثى لتقديم شكواها لهم. كان ذلك في حضور الدكتور على عبد الرحمن، محافظ الجيزة، أثناء قيامه بتسليم 60 وحدة سكنية لأهالي منطقة عزيز عزت بإمبابة، يونيو، 2014.