قال مسؤولون أمنيون في مصر يوم الخميس إن السلطات عثرت على جثة طالب إيطالي اختفى في القاهرة وإنها بدأت تحقيقا لمعرفة الملابسات بعد العثور على آثار تعذيب على جثته. وأضافوا أن جثة جوليو ريجيني (28 عاما) كانت ملقاة على طريق. واختفى ريجيني الطالب في جامعة كمبريدج يوم 25 يناير الذي يوافق الذكرى الخامسة للانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحسني مبارك بعد حكم دام 30 عاما. وقال عامل ومسؤولون أمنيون إن جثته نقلت لمشرحة في القاهرة. وتزايد التوتر في مصر قبل الذكرى السنوية للانتفاضة مع قيام الشرطة باعتقال نشطاء وتحذير الناس من التظاهر، ولم تحدث احتجاجات كبيرة. وقال أحد أصدقاء ريجيني إنه اختفى بعد أن غادر مسكنه في حي الدقي بالجيزة وذهب للقاء صديق بوسط القاهرة. وفي العام الماضي خطف متشددون موالون لتنظيم الدولة الإسلامية رجلا كرواتيا على مشارف القاهرة ثم ذبحوه. لكن مثل هذه الحوادث نادرة وكانت الشرطة منتشرة في وسط القاهرة عندما اختفى ريجيني. وعلى الرغم من أن أسباب الوفاة لا تزال غير معروفة فإن الحادث قد يضر بجهود مصر لتصدير صورة الاستقرار للعالم ولجذب السياح والاستثمارات الأجنبية بعد سنوات من الاضطرابات السياسية. وقال مسؤول أمني لرويترز إن تحقيقا يجري حاليا حول آثار التعذيب بالجثة. وقال مصدر بالنيابة العامة إن المعاينة التي أجرتها النيابة أظهرت وجود سحجات وكدمات وقطع في الأنف والأذن. وأضاف المصدر أن السلطات عثرت على جثة ريجيني نصف عارية في منطقة أكتوبر على طريق صحراوي يربط بين القاهرة والإسكندرية. وقطعت وزيرة الصناعة الإيطالية فيدريكا جيدي زيارة مدتها يومان لمصر مساء يوم الأربعاء بعد توارد أنباء عن وفاة ريجيني. وقال مكتبها الإعلامي إنها طلبت من مصر بالنيابة عن الحكومة الإيطالية التحقيق في وفاته قبل عودتها لروما. ويتضح من نسخة من سيرة ريجيني الذاتية قدمها صديق آخر له أنه يتحدث أربع لغات وحاصل على عدة منح دراسية. وكان يجري بحثا يتركز على النقابات العمالية في مصر بعد الانتفاضة. وتقول جماعات حقوقية إن الشرطة تقوم باعتقالات بناء على القليل من الأدلة وإن هناك حالات ضرب أو تعذيب وإن عشرات اختفوا منذ عام 2013. وتنفي السلطات مزاعم ارتكاب الشرطة لانتهاكات.