"لو كان حرامي أو سفاح كانوا اتصالحوا معاه، الرسم مخوفهم، ده جنان رسمي، النظام اللي يخاف من ورقة".. كان هذا مما ورد في التعليقات على اعتقال رسام الكاريكاتير إسلام جاويش، بسبب رسوماته المعارضة للنظام. واقتحمت مباحث المصنفات شركة "أيجيبشن نتورك" لتكنولوجيا المعلومات بأبراج الشرطة بمدينة نصر، وقبضت على جاويش، وصادرت الأجهزة الإليكترونية، واصطحبته إلى قسم شرطة أول مدينة نصر. دقائق معدودة وتصدر "جاويش" مؤشرات البحث على "جوجل"، واكتست مواقع التواصل الاجتماعي بصوره "فيس بوك وتويتر"، بعد أن أعلن آلاف النشطاء تضامنهم معه وسخطهم على النظام الذي اعتبروه نظامًا يحمل اسم صفحة جاويش "ورقة". تخرج جاويش من كلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان، ودرس في جامعة فرانكلين عبر المراسلة في inter active media design وبدأ حياته رسام صغير، وكان يرسل أعماله عبر البريد للصحف والمجلات وكانت تلقى الرفض التام، فقرر أن يتوقف عن إرسال أعماله مرة أخرى، وأن يثبت نفسه بنفسه دون مساعدة أحد. رغم صغر سنة إلا أنه يعد من أشهر رسامي الكاريكاتير في مصر لما يتميز به من خفة الظل في أعماله، ومحاكاتها لواقع وحال الأسرة المصرية. ذاع صيته من خلال صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحمل اسم “الورقة” والتي يتابعها ما يقرب من المليون ونصف مليون شخص. تُرجمت إحدى رسوماته إلى 36 لغة، وساهم في إضافة لمسة من الفكاهة والطابع المتميز للفن الساخر الذي زاد من انتشاره بين الجمهور في "الورقة"، ويتمني أن تصل إلى العالمية وكان أول نشر لها عام 2012، وصمم غلافها عبارة عن "ورقة". له الكثير من الأعمال التي أثارت الجدل في فترة حكم المجلس العسكري وحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، واستقبل العديد من الانتقادات والرسائل المسيئة بعد نشر رسمة بكار بوجه السيسي، وهو يقول "يا بلادي أنا أمتي هكبر وأضربهم". يعتبر صلاح جاهين مثله الأعلى ووالده الروحي، كما أنه تأثر بألكسندر صاروخان وفنان الكاريكاتير جمعة، ويستمد أفكاره من الرأي العام ولا يرتبط بقسم معين، فهو يعبر عن الاقتصاد والفن والسياسة والاجتماعيات. له عدد من المؤلفات آخرها الورقة الذي أصدره العام الماضي و لبن العصفور والراجل اللي واقف ورا الكتاب، الذي أحدث انتشارا سريعاً كما أصدر روايتان إلكترونيتان هما الجندي المجهول وإلى أن يطمئن قلبي. وصمم حوالي 30 غلاف في السوق، لكُتاب كثيرين منهم سامية أبو زيد، والكثير من الكُتاب الشباب. دشن النشطاء هاشتاجًا يحمل اسم (#متضامن_ مع_اسلام_جاويش، #الحرية_لاسلام_جاويش" تصدر تريند "تويتر" وابدوا خلاله تضامنهم مع رسام الكاريكاتير وشنوا خلاله هجومًا على النظام. واستنكر الناشط محمد المعتصم، القبض على "جاويش" وطريقة تعامل النظام مع الشباب قائلا: "هو حضرتك مش لاقى حاجة تعملها غير أنك تقبض على رسام كاريكاتير". وأوضح المعتصم على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن الرسام عامل تجربة جميلة اسمها "الورقة"و حققت انتشار وتتحدث في كل شيء، ولسبب ما قرر أحدهم انه يقبض عليه بتهمة رسم رسومات مسيئة للرئيس والنظام". وسخر الكاتب الصحفي محمد منير، من هذه الواقعة قائلا:"رسوم مسيئة للنظام ....ههههههه النظام المقدس" وفي السياق ذاته قال تامر فؤاد القاضي، أحد النشطاء الذين ظلوا إلي فترة قليلة ماضية يؤيدون النظام: "حتي الرسم مخوفكم وبتشغبطوا عليه؟ حتي الورقة رعباكم وعايزين تقطعوها؟، معلنًا تضامنه مع جاويش. بينما سخرت حنان أحمد أحد النشطاء من الاتهامات التي وجهت للناشط قائلة: "معقول ده جنان رسمي لما يتقبض عليه بتهمه " أداره صفحه ع الفيس بدون ترخيص, مضيفة يعني بالصلاه ع النبي كده كل واحد ع الفيس محتاج ترخيص لصفحته من المصنفات". وبدوره قال عبدالرحمن يوسف: "لو كان حرامي أو سفاح كانوا اتصالحوا معاه .. للأسف مفيش تصالح مع جريمة". وعن الاتهامات الموجهة ل"جاويش" قال مصدر أمني بوزارة الداخلية إن قوة من مباحث المصنفات قبضت اليوم على رسام الكاريكاتير إسلام جاويش، بإذن من النيابة العامة وبعد بلاغات تتهمه بإدارة موقع إليكتروني إخباري وصفحة على الفيس بدون ترخيص. وجاري حاليًا تحرير محضر ضد رسام الكاريكاتير بتهم إدارة موقع "أخبار مصر" بدون ترخيص، وإدارة صفحة "ورقة" بدون ترخيص، وبث بيانات على شبكة الانترنت على غير الحقيقة، وبدون الحصول على إذن من وزارة الاتصالات بالمخالفة لقانون الاتصالات 10 لسنة 2003، وحيازة برامج مقلدة ومنسوخة، بالمخالفة لقانون 82 لسنة 2002، وعرضه على النيابة. شاهد الصور..