من المؤسف أن يفكر الشباب العربي والمسلم في التقاعد وهو في سن الأربعين ..لا ندري ما الذي أنتج هذه العقلية وهذا السلوك في التفكير ..بعض الشباب يريد أن يتخلص و يتملص ويستريح وربما وهو في بداية مشوار الدنيا.. يريد أن يتخلص من العبء ..وكأن الحياة والعمل أصبحت عبئا ثقيلا عليه .. في الأمم المتحضرة ترى رجالا ونساء بأعمار متقدمة يطمحون ويأملون وينجزون ..ولا عجب أن تجد شيخا متقدما في السن يحمل روح شبابية ويفكر بعقلية مقبلة على العمل والحياة والإنجاز..أما في عالمنا العربي فقد دبت روح العجز والنفور من العمل والتفكير في الربح السريع نتيجة سياسة الحكومات الفاشلة التي أخفقت في إشاعة روح العمل والمبادرة وتشجيع وتثمين العمل الدؤوب وإعطاء المثل والقدوة في البذل والعطاء في مؤسسات الدولة وبخاصة المسؤولين والمشرفين على الأمور في أعلى هرم المسؤوليات . •••• الاعتراف بالخطأ والاعتذار والاستقالة وترك المنصب من الأخلاق النادرة الحدوث في أوطاننا ..لا ندري لماذا يُصّر المسؤول العربي على البقاء في منصبه حتى بعد الفشل و الفضائح و الجرائم و الخراب.. وحتى وإن كانت سياسته فاشلة وضحاياه بالآلاف يصرخون ويستنجدون ..هل يحس المسؤول برقابة ذاتية وتأنيب ضمير و هو في عين الناس مذنب ومُقَصِر.. وجدير بترك المسؤولية حفظا لكرامة الناس وكرامته.. واحتراما للدولة وهيبتها وقدسيتها ..ومراعاة للأمانة والثقة وتقديرا للمسؤولية التي هي تكليف وليست تشريفا...وهاهي وزيرة العدل الفرنسية تغادر منصبها لمجرد اختلاف في الرؤية مع الحكومة الفرنسية وتعطى المثل والقدوة في الانسجام مع الأفكار والمبادئ التي تؤمن بها حتى وإن اختلفت مع سياسة حكومتها. •••• لا تُقاد الأوطان بالشعارات والأموال والخطابات ..وإنما بالعمل والعدل وكرامة الإنسان وإعلاء كلمة الحق وسيادة القانون والحريات الأساسية دون تمييز ولا إقصاء ولا عنصرية ..لا مجد و لا مستقبل لبلاد يهان فيه المواطن .. ويطغى الغني ويُهمش الفقير ..لا مجد حين تغيب الحريات والحقوق ويَعِبثُ فسادا صاحب المال والسلطة ويرهن الدولة تحت سيطرته ونزوته يستعمل الإعلام والإدارة للتحايل والتمويه والتضليل والسيطرة والضحك على الغلابى والمحرومين بالكلام المعسول المنوم والمضلل..لا مستقبل لوطن يطحن القوي فيه الفقير ويصيغ القوانين والدساتير التي تحمي نفوذه وجبروته ومصالحه ..لا معنى لمواطنة شكلية تغيب فيها الحقائق وتسطع الأكاذيب والإشاعات المضللة ..حتى يصبح الأمين خائنا والخائن أمينا ..لا معنى لمواطنة دون حق الاختيار وحرية القول والفعل والقبول والرفض..لا كرامة لوطن دون كرامة لمواطنيه جميعا.. يعلو فيه القانون وتسمو العدالة ويسود الإنصاف بين الناس ..ذلك الوطن المنشود الذي يأمل فيه الجميع ليجد قيمته وعزته وكرامته وسعادته ..وطن بلا تصنيفات ولا درجات ولا رتب ..وطن للناس جميعا. *...elyazid-guenifi كاتب جزائري ...