الثوار يدفعون الثمن ب"الاعتقال والحبس" بتهم المشاركة في يناير جبهة ثوار: عفوية الثورة أفقدتها تحقيق مطالبها.. التحالف الشعبي: طريق يناير "سلمى ومستمر" تكتل القوى الثورية: الشعب المصري هو مَن خرج ب"عفوية" والثورة كانت ممهدة فهمي هويدي: العفوية سببت "انتكاسة" والشباب قادر على الاستمرار
ثورة لا يمكن وصفها إلا ب"العفوية" وعدم الترتيب، ف18 يومًا انطلقت بداية من دعوات عبر صفحات إلكترونية موجهة بشكل أساسي ل"الشباب" ضد نظام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك رفضًا للقمع والاستبداد والتوريث الذي ظهر على الساحة السياسية بعد الدفع بنجله جمال مبارك لتوريث الحكم له وتهيئته سياسيًا، وهو ما دفع الشباب للخروج والتظاهر رفضًا لذلك، استمر خروج الشباب والمواطنين المصريين من مختلف الأعمار والمحافظات خلال بداية الثورة في 25 من يناير بشكل عشوائي وعفوي تام دون الحديث عن انتماء أو سياسة سوى تحقيق مطالب واحدة، وهى "إسقاط النظام" وتحقيق "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية"، ولكن بعد مرور 5 سنوات أصبحت ثورة يناير "تهمة" يواجهها من شاركوا فيها فهل دفعت ثورة يناير ثمن "عفويتها"؟! الثوار يواجهون تهم "الانتماء" حملة "قوية وشرسة" تقوم بها وزارة الداخلية في مواجهة الشباب ممن شاركوا في الثورة وذلك باتهامهم بالتنظيم والتخطيط لقلب نظام الحكم مرة أخرى في أسلوب واضح من التعنت وفرض قبضتها الأمنية قبل الذكرى الخامسة لثورة يناير وهو ما تقوم به الآن من حملات ومداهمات على منازل الشباب الثوري والمقاهي بمنطقة وسط القاهرة. ومن بين التهم التي تواجه الشباب في الفترة الوجيزة السابقة لذكرى يناير هى "إثارة الشغب في ثورة يناير" ومن قبلها بتهم المشاركة في تظاهرات ودعوات لم تقم من الأساس وهى التهم التي واجهها عدد من شباب وأعضاء حركة 6 إبريل من بينهم "محمد نبيل القيادي بالحركة" جبهة أحمد ماهر وشريف الروبي القيادي ب"الجبهة الديمقراطية" والنشطاء من مختلف القوى منهم أيمن عبدالمجيد، بالإضافة إلى اتهام عضو لجنة الحريات بنقابة الأطباء طاهر مختار و2 آخرين بإثارة الشغب في أحداث يناير 2011 بعد إلقاء القبض عليهم من منزلهم بوسط القاهرة في إطار حملة وزارة الداخلية للقبض على الشباب الثائر الذي شارك في ثورة يناير ليدفع ذلك ثمنًا غاليًا من حريته. شباب الثورة: طريق يناير مستمر يقول رامي شعث، القيادي بجبهة طريق الثورة "ثوار"، إن عفوية ثورة ال25 من يناير أدت إلى ظهور العديد من الأخطاء التي جعلت الثورة المضادة تنجح في تفريق الأطياف والأحزاب والثوار الذين خرجوا من أجل مطالب واحدة وهى: "عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة" ولكن للأسف لم يتحقق منها أي شيء حتى هذه اللحظة. وأضاف شعث في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن عدم التوحد تحت أهداف ومساع واضحة أضعف القوى الثورية تجاه معاملتهم مع الشعب المصري وكسب تعاطفهم، بالإضافة إلى عدم القدرة على تكوين بنيان للجبهات الثورية الشبابية وتوسيع رقعتها بما يسمح للتخاطب مع القوى الثورية الأخرى، وهو الأمر الذي أصبح صعبًا حدوثه في هذه اللحظة والظروف التي تمر بها الدولة الآن. وتابع أن الثورة دفعت أثمانًا عديدة ليست سياسية فقط إنما دفعت ثمن التعليم الذي أصبح مترديًا والإعلام الجاهل والمجهل - بحد وصفه - الذي يدفع الشعب نحو سياسات معينة وعلى الرغم من ذلك إلا أن ثورة يناير كانت طبيعية دون حراك سياسي واضح "إنما بشكل عفوي سلمى تام تعلمت منه القوى السياسية والثورية ولكن سنزال ندفع ثمن ذلك لحين تحقيق جميع المطالب واستكمال طريق يناير الذي بدأه القوى السياسية والشعب في ثورة يناير 2011. ومن جانبه، قال معتز الشناوي، القيادي بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن ثورة 25 يناير هى ثورة عفوية وسلمية خرجت من القوى والشباب المعارض لنظام الاستبداد، وكان الشعب المصري هو العامل الأكبر في نجاح تلك الثورة وخروجها وتكليل ذلك النجاح بعزل مبارك، مشيرًا إلى أن الشباب هو من دفع دماءه في الميدان بحثًا عن الحرية وللقضاء على الظلم. وأضاف الشناوى ل"المصريون" أن ثورة يناير لا ترتبط بمدة زمنية أو شخص قائد إنما هو طريق لابد أن يتم استكماله بكل السبل سواء "ثوريًا أو سياسيًا"، مشيرًا إلى أن ثورة ال30 من يونيو كانت من إحدى مراحل هذا الطريق الذي لم يكتمل بعد، مؤكدًا أن مطالب الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية لم تتحقق ولكن لم يهدأ الشباب أو الكيانات المنتمية ليناير إلا حال تحقيقها. وفى سياق متصل، أكد تامر القاضي، القيادي بتكتل القوى الثورية، أن ثورة ال25 من يناير لم تكن عفوية بالمفهوم الواضح بأن القوى والشباب اتفقوا على يوم وقاموا بثورة إنما كل ثورة في أي دولة بالعالم لها مقدمات وأهداف واضحة، فالشباب المعارض والثوري والأحزاب شاركوا في الثورة ورتبوا لدعوة ومسيرات محددة وخرجوا، مشيرًا إلى أن الشعب المصري بعدها اجتذبه الشعارات والأهداف وشارك فيها. وأضاف القاضي في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن مَن يقول إن ثورة يناير ليست ثورة وأن شباب 25 يناير لم يشارك في ثورة 30 يونيو هم مجموعة من "الأفاقين" على حد قوله، مشيرًا إلى أن شباب 25 يناير هم مَن قاموا ب 30 يونيو، مؤكدًا أن الأهداف التي خرج بها الشباب خلال الثورتين لم تتحقق حتى بعد مرور 5 سنوات من قيامهما من "عيش وحرية وعدالة اجتماعية". هويدي: يناير انتكست ولكنها مستمرة وعلى الجانب السياسي والتحليلي، قال فهمي هويدي، المفكر السياسي، إن ما حدث لثورة يناير خلال السنوات الماضية هو مجرد "انتكاسة" وليس انتهاءً وذلك نتيجة للعفوية التي خرجت بها الثورة من دون قائد أو محرك سياسي قوى سواء جماعة أو حزبًا أو شخصية التف حولها الشباب الثار والشعب المصري بشكل كامل. وأضاف هويدي ل"المصريون" أن هناك جزءًا كبيرًا من الثورة مازال مشتعلاً في الشارع المصري من الناحية السياسية، حيث يعمل الشباب ويتحرك في اتجاه المواطن من خلال حملات توعية قوية للشعب ومعرفة ما له وما عليه، بالإضافة إلى المنظمات الحقوقية التي تكشف حقائق التعذيب والقتل داخل السجون المصرية ووجود عدد كبير من الفعاليات والتظاهرات التي تنطلق بين الحين والآخر لرفض سياسات النظام الحالي. وتابع هويدي أن العفوية التي خرجت بها الثورة أدت إلى ظهور أخطاء وقع فيها الشباب والكيانات التي شاركت في يناير، مؤكدًا أنه ليس هناك ثورة تنتهي بعد 5 سنوات بل أن الثورة تستمر لسنوات طويلة لحين تحقيق جميع المطالب التي خرج بها الشعب من "عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية".