رصدت الإذاعة الألمانية، تداعيات أزمة فيديو "الواقي الذكري" في مصر، واصفة ما حدث من أحمد مالك وشادي حسين بأنه "وجه آخر للسخرية من القمع في مصر". وقالت الإذاعة في تقرير لها إن الفيديو الذي يظهر شابا وهو يوزع على أفراد الأمن بالونات، أصلها واقيات ذكرية، مكتوب عليها: "من شباب مصر إلى الشرطة في 25 يناير"، كان يتضمن سخرية إزاء قمع حرية التعبير في مصر. ونقل الإعلام المصري عن مصدر أمني أن السلطات المصرية اعتقلت شادي حسين أبو زيد داخل منزله في القاهرة وأحيل للتحقيق. وكان أبو زيد نشر في صفحته على فيسبوك فيديو له أثناء إهدائه بالونات -أصلها "واقيات ذكرية"- على عناصر الأمن المصري في ميدان التحرير بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير في مصر. ونشر شادي أبو زيد في الإنترنت الفيديو الذي يظهر فيه وهو ينفخ الواقيات الذكرية لتصبح بالونات ويكتب عليها عبارة: "من شباب مصر إلى الشرطة في 25 يناير" . واعتبرتها السلطات المصرية "إساءة للشرطة". وفي سياق تفسيره لنشره هذا الفيديو كان شادي حسين أبو زيد قد عبّر في صفحته على فيسبوك عن استيائه من منع المظاهرات وعدم السماح للأصوات المعارضة بالتعبير عن نفسها في مصر، موضحاً أنه لم يتبقَّ إلا أسلوب السخرية للتعبير عن الحال. وكتب على صفحته: "طالما هي مبقاش فيها مظاهرات ولا صوت معارض.. يبقى هنفضل نسف عليكم". وأضاف في منشور آخر: "بكرة النكتة هتخلص وهتقلب بغم....واعتقد لما تقلب بغم كله هيعمل مش واخد باله". وتوعدت صفحة الشرطة المصرية على فيسبوك "أبو زيد" بالانتقام منه، بحسب تعبيرها. أما بالنسبة للفنان أحمد مالك الذي شارك شادي أبو زيد في الفيديو المنشور، فقد قرر مجلس المهن التمثيلية المصري وقفه عن العمل، وعدم إعطائه تصاريح للمشاركة في الأعمال الفنية. وأحدثت "فيديو الواقي الذكري" التي نشره مراسل برنامج "أبلة فاهيتا" التلفزيوني شادي حسين والفنان أحمد مالك جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي بين المديح والانتقاد. وكتب ناشط مؤيد ل"مالك وشادي": نحن لا نسخر من أوطاننا ولكن نسخر من الذين جعلوا أوطاننا مسخرة الأمم"، على حد قوله. بينما طالب آخرون بمعاقبة الشابين، ومحاكمتها، وبدأت حرب البلاغات تندلع ضدهما. وفي حين نأى برنامج "أبلة فاهيتا" بنفسه عن علاقته بشادي حسين مراسل البرنامج خارج إطار عمله، أثنى الإعلامي المصري الساخر الشهير باسم يوسف على فعله شادي حسين، وذلك في سلسلة من تغريداته. وأظهرت تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي مع الفيديو سخرية واسعة من الشرطة المصرية التي تتهمها منظمات حقوقية باعتقالات جماعية وتعذيب المواطنين داخل مقرات الاعتقال. وبعد خمس سنوات من اندلاع الثورة التي أطاحت بحسني مبارك، يحكم مصر مجددا نظام بقبضة حديدية يضيق الخناق على معارضيه ويصادر كل مساحة للاحتجاج، في وقت تواجه البلاد خطرا جهاديا متناميا واقتصاديا متداعيا، بحسبDW .