محللون: الرئيس يعلن 2016 عامًا للشباب.. ويصدر قانون التظاهر لاعتقالهم خوفًا من الخروج عليه منظمة حقوقية: يطالب بالإجماع لرحيله ويمنع حرية التعبير ضده «هيومان رايتس مونيتور»: قانون التظاهر لن يسمح بالخروج ضد السيسي
تمر مصر خلال مرحلة ما بعد ثورة يناير، بحالة من عدم الاستقرار السياسى فخلال الخمس سنوات الماضية حكمها ثلاثة رؤساء متتابعين ولم يحظ أى منهم على رضاء الشعب بأكمله وتشهد الحالة السياسية فى الوقت الحالى انقسامًا كبيرًا بين مؤيد للرئيس الحالى ويريد بقاءه فى الحكم لمدة إضافية، ومعارض له يطالبه بالرحيل فورًا من منصبه على رأس هؤلاء كل من جماعة الإخوان المسلمين وعدد من الحركات الثورية من بينها 6 إبريل والاشتراكيون الثوريين. ويحاول السيسي، أن يتلاشى الصدام بينه وبين شباب الثورة قبل أيام من الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، وقد أكد ذلك خلال افتتاحه الموقع الإلكترونى الخاص بمشروع بنك المعرفة، فى دار الأوبرا المصرية "حيث قال إن مصر ليست سكنًا نعيش فيه ونعمل من أجلها فقط وليست مجرد نهر وبحر وصحراء، ولكنها حالة من العشق يتحول فيها حب الوطن إلى جزء لا يتجسد من نسيج الروح. وأعلن الرئيس السيسي، عن أن عام 2016 هو عام الشباب، مشيراً إلى حزمة من القرارات تستهدف دعم الشباب وتمكينه على مدار العام، وكلف السيسى البنك المركزى المصرى بتنفيذ برنامج شامل يستهدف دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة المملوكة للشباب، بقيمة إجمالية تصل إلى مائتى مليار جنيه خلال السنوات الأربع المقبلة، ما يساعد فى توفير فرص عمل لنحو أربعة ملايين مصري، فى حين أنه يحاول أن يتفادى غضب الشباب الثائر ويحاول كسب ثقتهم إلا أن هناك العديد من الشباب فى المعتقلات كان أخرهم القبض على عدد من شباب 6 إبريل بالإضافة إلى عدد كبير من شباب جماعة الإخوان المسلمين وأغلبهم مقبوض عليه بتهمة خرق قانون التظاهر الذى يواجه النزول للميادين بالعصا الأمنية. فتطبيق قانون التظاهر، ومنع أى محاولة للتعبير عن الرأى يتناقض مع أقوال الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى قال فى عدة لقاءات إنه مستعد أن يترك الحكم فورًا بشرط أن تخرج الجماهير تطالبه بذلك، حيث قال "لو عايزينى أمشى هامشي، من غير ما تنزلوا، بشرط أن تكونوا كلكوا عايزين كدا، مش تيجى مجموعة توجه نفس الدعوات فى مناسبة الأعياد التى نحتفل بها، أنا طائع فى ترك السلطة، لأن السلطة بإرادة الله" . ويكون بذلك الرئيس السيسي، وضع الشرط المستحيل للخروج من السلطة ويناقض نفسه حيث يطالب الجماهير بالنزول للتظاهر ضده فى حين أنه يعتقل الشباب بتهمة خرق قانون التظاهر ولا يسمح لأحد بالتعبير عن الرأى . فكيف يطالب النظام بشرط خروج الأمة المصرية بالإجماع لرحيله، وفى نفس الوقت يضع قانونًا للتظاهر ويتم القضاء على أى محاولة للتظاهر فى الشارع المصرى باستخدام العصا الأمنية وبذلك يضع النظام نفسه فى موقف المتناقض. وفى إطار ذلك ترصد "المصريون" أراء المحللين حول تصريحات السيسى بأنه على استعداد أن يترك الحكم لو خرجت عليه الأمة المصرية بالإجماع فى ظل غلق الميادين وتفعيل قانون التظاهر..
"أشرف": السلطة تشترط الإجماع للرحيل وتمنع التظاهر فى نفس الوقت فى البداية تقول سلمى أشرف مسئول الملف المصرى بمنظمة هيومن رايتس مونيتور، إن قانون التظاهر الذى أصدره السيسى خصيصًا من أجل الشباب، يتنافى مع التصريح الذى أعلنه بأنه مستعد لترك السلطة لو حدث إجماع عليه من الأمة المصرية فكيف يحدث ذلك وقانون التظاهر الذى أصدره وإلى يسمح بالخروج للاعتراض عليه يخالف الدستور والقوانين الدولية، ولا يمكن تحقيق أى نوع من الحرية، فهو فقط تقنين لأفعال مجرمة ومخالفة للقانون يتم من خلالها إخماد ثورة الشباب وتخويفهم وملأ السجون بهم. ألان. خاصة بعد أن زادت حالات الاعتقالات المباشرة والتى لم تعد مقتصرة فقط على المتظاهرين وإنما شملت الداعين إلى التظاهرات، فالجهات الأمنية تخشى ثورة الشباب وتهددهم وتعدهم بالزج فى السجون وكل ذلك ب"القانون".
"الديب": السيسى لا يستطيع التخلى عن الحكم من جانبه يقول محمد الديب عضو حزب الوسط، إن السيسى لا يستطيع أن يتخلى عن الحكم لأنه لو تخلى عن الحكم سيكون مصيره مشابه لمصير الرئيسين السابقين حسنى مبارك ومحمد مرسي. وأضاف الديب، إن ما يقوله السيسى بأنه سيترك الحكم إذا خرج عليه الجماهير فهذا لا يتعدى كونه استهلاك للعواطف وأكبر دليل على ذلك لماذا الإصرار على تطبيق قانون التظاهر وغلق الميادين أمام المتظاهرين. وأضاف الديب، أن تصريحات السيسي، بأن عام 2016 هو عام الشباب كلام للاستهلاك المحلى كى لا يخرج الشباب فى 25 يناير لأن الشباب هم وقود الثورة وهو يخشاهم وكان من نتائج هذا على أرض الواقع هو سجن واعتقال وتشريد لكثير من الشباب من كل الأطياف وهذا يشجعهم للخروج على الظلم والفساد . "عبد اللطيف": السيسى يرفض أى محاولة للتظاهر والتعبير عن الرأى فى البداية تقول مايسة عبد اللطيف عضو المجلس الثورى المصري، إن السيسى لم ينفذ ماقاله منذ وصوله إلى السلطة وهو مرعوب من خروج الشباب فى 25 يناير القادم وكيف يشترط إجماع الأمة للرحيل من السلطة وهو فى نفس الوقت يضع قانون للتظاهر . وأضافت عبد اللطيف، أن السيسى يحاول أن يستميل الشباب خلال الفترة الحالية بالرغم من أن أجهزته الأمنية تقوم باعتقال الشباب من حين لآخر وترفض أى محاولة للتظاهر والتعبير عن الرأى .
"محفوظ": من يرفض التظاهر على يقين بأن الشعب يرفضه من ناحيتها تقول ماجدة محفوظ عضو نائب رئيس ائتلاف نساء من أجل حقوق الإنسان بالخارج، إن من يغلق الميادين ويمنع التظاهر أو حتى الإضرابات الصغيرة لبعض عمال المصانع ويعسكر الجامعات هو على يقين بأن الغالبية من الشعب ترفض تواجده. وأضافت محفوظ، أن الهلع الواضح فى وسائل الإعلام وبخاصة الحكومية من الذكرى الخامسة للثورة المصرية يظهر أن هناك تخوفًا من النظام من 25 يناير القادم لأنهم يعلمون جيدًا مدى الفشل الذى يلاحقهم خلال الفترة الماضية. فقد بدأ السيسى عام 2016، بتصفية ثلاثة شباب إضافة إلى ذلك الاعتقالات الأخيرة والتى استهدفت الشباب بصورة جلية للجميع، ولذلك فهو يقصد أنه سيقضى على الشباب نهائيًا إما قتل وإما اعتقال وتنكيل بهم .
"صقر": السيسى يتبع سياسة الاستعطاف لكسب مؤيديه من جانبه يقول عبد الرحمن صقر القيادى المنشق عن الجماعة الإسلامية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى يتبع حاليًا سياسية الرئيس الأسبق حسنى مبارك بخطابات الاستعطاف وهو يستخدم ذلك بقوة من أجل كسب مؤيدين من العامة، لأنهم يريدون الاستقرار ولكنه تجاهل أن الاقتصاد منهار والاعتقالات والاختفاء القسرى فى تزايد، إضافة إلى الاعتقالات التى وصلت لكل قرية فى مصر وهذه الاعتقالات تتم خارج القانون. وأضاف صقر، أن الرئيس السيسى يحاول دائمًا الظهور بأنه يحب الشباب فى وسائل الإعلام، ولكن فى الخفاء يعتقل الكثير منهم وتتم تصفية عدد أخر فالسيسى فقد المصداقية عند الشباب حتى شباب تمرد الذين ساندوه فهذا يعنى شيئًا واحدًا أنه اقترب من فقده الشرعية للسلطة بالنسبة لكثير من أنصاره وهذا أكبر دليل على أنه ممكن يرحل أو يترك الكرسى . "شوبير": العام الحالى سيكون عامًا سيئًا للشباب أما محمد شوبير منسق عام حركة غربة فيقول، إن المواطنين حاليًا يشعرون بمزيد من الضيق النفسى والاقتصادى بسبب الغلاء وتردى أحوال المعيشة وبسبب البطش والتنكيل بهم وكثرة الانفجارات والقتل وضعف المنظومة الأمنية والإهمال الطبى غير المسبوق ووصول مصر إلى المرتبة 139 فى جودة التعليم بين ال 140 دولة وغياب العدالة. وأضاف شوبير، أن الأمم التى بلغت أشدها تعتد على الشباب وفى دعوة السيسى أن يكون هذا العام هو عام الشباب نتساءل وكيف هو عام الشباب وتضع قانون التظاهر الذى يحرم الشباب من التعبير عن رأيهم من خلال التظاهر . وماذا قدم النظام الذى يشترط الرحيل مقابل الإجماع على رحيله خلال العامين ونصف الماضيين غبر السجن والقتل والتنكيل والمطاردة وحالات إعدام الشباب فى عرب شركس ناهيك عن التصفيات الجسدية التى تمت وتتم . والاحتفاء القسرى الذى يعد أكبر جريمة فى حق الوطن والمواطن واعتقال البنات ومنهن المعوقات وإهانة كرامة الوطن والمواطن المتمثلة فى الشباب فهذا ما قدمه السيسى وحكومته الآن للشباب المصرى. وتابع شوبير، هذا العام سيكون أسوأ عام على الشباب من الأعوام الماضية والدليل ما حدث مع بداية أول جلسة تشريعية لمجلس النواب.