حددت نيابة أمن الدولة العليا 28 يناير المقبل موعدًا لسماع أقوال سمير صبري، المحامي، في البلاغ المقدم منه ضد الناشط السياسي حازم عبدالعظيم، بتهمة الإساءة للدولة ورئيسها. كان صبري قد تقدم ببلاغ قال فيه إن عبدالعظيم أصدر بيانًا ذكر فيه أن لديه عددًا كبيرًا من الأسرار والخفايا التي شابت عملية تشكيل مجلس النواب الذي تعقد أولى جلساته الأسبوع المقبل، موجهًا العديد من "الاتهامات والادعاءات الكاذبة" للرئيس عبدالفتاح السيسي والأجهزة السيادية بالدولة، حيث قال إنهم تدخلوا في تشكيل البرلمان الجديد، ووجه اتهامات عديدة للمستشار القانوني للرئيس والمخابرات العامة بتشكيل قائمة "في حب مصر" التي فازت بأغلبية مجلس النواب. وأضاف، أن تصريحات "عبدالعظيم" الهدف منها "التشكيك في نزاهة الانتخابات ونظام الحكم بأكمله، ويؤدي ذلك إلى الإساءة للدولة وسمعتها السياسية". قد لا تجد أي خبر عن بلاغ مقدم يتعلق بشخصية مشهورة، وإلا تكتشف أن مقدمه المحامي سمير صبري. اشتهر ببلاغته التي تلقفتها صفحات الجرائد وتداولاتها مواقع الأخبار، نظرًا لكونها تمس شخصية مشهورة، فضلاً عن سرعة النيابة العامة في اتخاذ الإجراءات فيها وتحويلها إلى ساحات المحاكم. مع صباح كل يوم يُسارع الدكتور سمير صبري المحامي بالنقض والدستورية العليا، "وفقا لما يُعرف به نفسه مع نهاية كل بلاغ يقدمه لجهة التحقيق"، الذي بات من أشهر المحامين في مصر على متابعة كل جديد يطرأ على الساحة، وكل شخص أو كيان يثير الرأي العام بتصريح أو قضية؛ فيسارع صبري وبين يديه ملف يحوى قضيته إلى النائب العام لتقديم بلاغه، والذي يباشر من جانبه التحقيق باستدعاء الشخصية المقدم ضدها البلاغ، ثم ما يلبث إلى أن يتم تحويله إلى المحكمة. ووفقا للمعلومات المتداولة عن سمير صبري سعد الدين، فإنه من مواليد محافظة الغربية عام 1950، انتقل مع عائلته إلى حي الجمالية بالقاهرة، يعمل محاميًا بالنقض والدستورية العليا كما أنه عضو في اتحاد المحامين الدوليين. يُعتبر سمير صبري صاحب مئات البلاغات ضد مشاهير السياسة والفن، يبنى بلاغه في الغالب على تصريح أي شخصية لها موقف سياسي ضد النظام، فحاز بفضل بلاغاته لقب "محامى النظام"، حسب مراقبين. وسمير صبري أو "سمير بلاغات" كما يحلو للبعض تسميته به، نظرًا لكثرة البلاغات التي شغل بها الرأي العام، ذاع صيته وارتفع أسهمه بين المحامين منذ 30 يونيو 2013، بعد تقدمه على مدار العامين الماضيين بمئات البلاغات ضد شخصيات أو كيانات، استطاع من خلالها الوصول بتلك الشخصية إلى سرايا النيابة التي من جانبها أحالته إلى ساحات المحاكم. كان من بين بلاغاته التي أثارت الرأي العام بعد أن احتلت صفحات الجرائد العالمية، ما قضته محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في فبراير الماضي باعتبار حركة حماس كيانًا إرهابيًا، ويأتي ذلك بعد تقدمه ببلاغ للنائب العام يطلب فيه إدراج أسماء أعضاء منظمة حماس كحركة إرهابية. وترصد "المصريون" عددًا من البلاغات التي تقدم بها صبري وشغلت الرأي العام: بلاغ ضد وائل قنديل بعد أيام قليلة من عزل الرئيس محمد مرسي تحديدًا في 9 يوليو 2013، تقدم سمير صبري ببلاغ للمستشار المحامي الأول لنيابات أمن الدولة العليا ضد الكاتب الصحفي وائل قنديل عما نشره بجريدة الشروق بعددها رقم 1619 بتاريخ 9/7/2013 تحت عنوان "مرور الكرام.. ثوار كاذبون.. وعسكر" علق فيه قنديل على واقعة الحرس الجمهوري والذي سقط فيه أكثر 50 شهيدًا. واتهم صبري في بلاغه مدير تحرير جريدة الشروق السابق، بنشر أخبار كاذبة الهدف منها إساءة وإهانة الجيش المصري العظيم كذلك تعمده إلى ترهيب المواطنين الآمنين وكذلك تكدير الأمن العام، مطالبا في نهاية بلاغة بمنع وائل قنديل من مغادرة البلاد لحين الانتهاء من التحقيقات وتحقيق الواقعة وصولاً إلى اتخاذ الإجراءات القانونية المنصوص عليها بمواد قانون العقوبات وتقديمه للمحاكمة الجنائية. بلال فضل ولم يسلم السيناريست بلال فضل الكاتب الصحفي، من بلاغات سمير صبري، حيث تقدم ببلاغ ضده في 8 نوفمبر 2014، أمام المدعى العام العسكري يتهمه فيه بالتحريض على العنف وبث أخبار كاذبة والتطاول والسخرية من القوات المسلحة، مطالبًا بإحالته إلى للمحاكمة العسكرية. محمد جبريل امتدادًا لسيل البلاغات، تقدم سمير صبري ببلاغ للمحامي العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا ضد الداعية محمد جبريل أمام مسجد عمرو بن العاص، بعد دعاء القنوط في صلاة التراويح خلال شهر رمضان في 15 يوليو 2015. واتهم صبري في بلاغه جبريل، بأن دعاءه يعد تحريضًا وإحداث فتنة بين أبناء الوطن الواحد والوقوف لمساندة جماعة إرهابية بقوة القانون والدعاء لعناصرها وكان في دعاء المبلغ ضده، ضد رئيس الدولة المصرية يشكل كذلك أركان جرائم زعزعة الاستقرار داخل المجتمع مما يحق معه للمبلغ التقدم بهذا البلاغ لإصدار الأمر بالتحقيق فيه وإحالة المبلغ ضده للمحاكمة الجنائية.
نادر بكار تقدم ببلاغ لنيابة أمن الدولة العليا ضد نادر بكار مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام، في 18 أغسطس الماضي، على خلفية اتهامه بنشر الفتنة الطائفية بعد وصفه المسيحيين ب"الكفرة". أبو الفتوح وفي 21 نوفمبر، تقدم ببلاغ لنيابة أمن الدولة العليا ضد عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، يتهمه فيه بالخيانة العظمى، وذلك بعد دعوته لتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة. خالد يوسف أقام سمير صبري في 15 ديسمبر، دعوى مستعجلة أمام محكمة القضاء الإداري ضد النائب والمخرج خالد يوسف، تطالب بإسقاط عضويته من البرلمان، وذلك على خلفية اتهامه بالتحرش بزوجة عميد كلية آداب الإسكندرية. هشام جنينة حاز المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، بنصيب الأسد من بلاغات سمير صبري، وذلك بعد تقدمه ببلاغ 1 يوليو، ضد المستشار هشام جنينة، بتهمة إهدار المال العام. وفي 26 يوليو، تقدم ببلاغ عاجل لنيابة أمن الدولة العليا ضد جنينه رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، بتهمة تشويه مؤسسات الدولة ونشر أخبار كاذبة من شأنها الإضرار بالاقتصاد المصري. وقبل أيام، تقدم صبري، ببلاغ لنيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار تامر الفرجاني، ضد المستشار هشام جنينه، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، يطالب بالتحقيق معه في تصريحاته حول الفساد بمؤسسات الدولة. وأوضح سمير صبري في بلاغه، أن هشام جنينة تحدث لكافة وسائل الإعلام بصفته رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، عن كم هائل من الفساد داخل أجهزة الدولة بصفة عامة، والمؤسسات السيادية بصفة خاصة، دون أن يقدم دليلاً على هذه الاتهامات المزعومة. وطالب مقدم البلاغ، نيابة أمن الدولة، بفتح تحقيقات عاجلة فيما أدلى به المستشار هشام جنينة لوسائل الإعلام حول حجم الفساد داخل مؤسسات الدولة، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاهه حال ثبوت كذب تلك الإدعاءات. حمدين صباحي بعد يومين على استضافة الإعلامي وائل الإبراشي للمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي وتحديدًا في 9 يناير من الشهر الجاري، تقدم سمير صبري، ببلاغ عاجل لنيابة أمن الدولة العليا ضد حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق، وجاء نص البلاغ كالآتي: انتشرت مقالة على مواقع التواصل الاجتماعي وأرسلت لي شخصيا على الإيميل الشخصي تحتوي علي معلومات غاية في الخطورة ومرفق بها صور ضوئية وتحويلات بنكية لصالح المدعو حمدين صباح المرشح الرئاسي السابق وهي كلها وقائع تهدد الأمن القومي وتشكل العديد من الجرائم التي تمس أمن وسلامة الدولة ولخطرها يحق للمبلغ التقدم بهذا البلاغ ملتمسا ومتمسكا بالتحقيق فيها. وقال في نص بلاغه، يكفي صباحي ذلا وعارا علاقاته الحميمة مع إرهابي تنظيم القاعدة عبد المنعم أبو الفتوح، وشراكته السياسية مع خائن مصر والعراق والعرب وعميل الكيان الصهيوماسوني محمد البرادعي، وصداقته وقرابته بعديد من عناصر الجماعة التي تم إعلانها كافة تنظيما إرهابيا – بحكم الشعب ثم القضاء والقانون، فمن ساندها بأي شكل من الأشكال أو دعما تدعو له فهو منها يسري عليها ما يحكم به الشعب والقانون والحق والحقوق قصاص.
