نالت الاعتداءات التي تعرضت لها أكثر من مائة امرأة ليلة رأس السنة في كولونيا الألمانية اهتمام العرب على الإنترنت. البعض ألقى اللوم على سياسة إدماج الشباب، فيما رأى آخرون أنهم "قلة من السكارى" يستغلهم اليمين المتطرف. أثارت الاعتداءات الجماعية التي "تعرضت لها أكثر من مائة امرأة" ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا الألمانية سخطاً ألمانياً شعبياً ومؤسساتياً وردود أفعال قوية، وفتحت النقاش مجدداً حول اندماج المهاجرين في ألمانيا. ووفقاً لبيانات الشرطة، فإن نحو ألف شاب "يبدو أنهم ينحدرون من دول عربية أو شمال إفريقية" تجمعوا ليلة رأس السنة 2016 في ساحة محطة القطارات الرئيسية بكولونيا، وتشير التحقيقات إلى أن "عدة مجموعات تكونت من هذا التجمع وأحاطوا بالنساء من كل جانب وتحرشوا بهن وسرقوهن". ووصفت الشرطة ما حدث بأنه "جرائم جنسية" جرت بشكل جماعي بالإضافة إلى "حالة اغتصاب" واحدة. ونالت القضية اهتماماً كبيراً لدى مستخدمي "فيسبوك" العرب والمسلمين، الذين علقوا باللغة العربية. ويلقي إحسان باللوم على "الحكومة الألمانية بالدرجة الأولى نتيجة عدم نجاح سياساتها في إدماج هؤلاء الشبان في المجتمع الألماني"، بحسب تعبيره. ويضيف: "الكثير منهم عاطل عن العمل أو بدون أوراق رسمية ولا يلتفت إليهم أحد. تقصير كبير من الحكومة والجمعيات والمؤسسات الألمانية في هذا الموضوع". ويعزو ذلك إلى أن "من المعروف للجميع أن البعض من الشباب المغربي والجزائري وشباب دول أفريقيا الجنوبية يزاولون بيع الحشيش والمخدرات بدون أي رادع من الشرطة وتحت أنظارهم". مؤكداً: "وأنا رأيت ذلك بأم عيني". لكن ياسمين ترى أن "الأجانب من شمال إفريقيا كانوا موجودين منذ عقود في ألمانيا ولم يسبق أن أشارت إليهم أصابع الاتهام" بهذا الشكل. "أفعال لا تتوافق مع أخلاق المسلمين" ويصف وليد هذه الأفعال بأنها "فعلاً أفعال حقيرة لا تمت للأخلاق العربية بصلة"، مشدداً على أن "هؤلاء الشراذم المتحرشين يجب أن تطبق عليهم عقوبات رادعه جداً حتى يكونوا عبرة لغيرهم"، ويدافع عن معظم العرب والمسلمين في ألمانيا قائلاً: "حفنه من الأوغاد تشوه سمعة مئات الألوف من الناس المحترمة والخلوقة". وفي حين يعتقد فهمي أن "كل من تعدى على القيم الألمانية على الحكومة ترحيله"، فيما عتبر ياسر أن "الإحسان لا يقابل بقلة الأدب"، مضيفاً أنها "قلة تضر بالأمة الإسلامية". كما يقول فهد : "100 امرأة تعرضن لاعتداء من 100 شخص أساؤوا لسمعة أكثر من مليون لاجئ"، بينما ترى سلمى أن "أحداث رأس السنة لا تتوافق مع أخلاق المسلمين". وفيما نصحت رئيسة بلدية مدينة، كولونيا هنرييته ريكر، النساء في مؤتمر صحفي بأخد مسافة من الرجال الذين "لا نشعر معهم بالثقة"، انتقد وزير الداخلية الألماني توماس دي مزيير عدم تحرك شرطة كولونيا أثناء وقوع سلسلة الاعتداءات. وأقرت الشرطة أنها أخلت الساحة قبل الاعتداءات بسبب الألعاب النارية، ولكنها أوضحت أن الاعتداءات بدأت بعد ذلك ولكنها لم تتخذ الإجراءات اللازمة. وفي اليوم التالي، أي في الأول من كانون الثاني/ يناير، نشرت الشرطة بياناً أشارت فيه إلى أن احتفالات رأس السنة مرت بدون حوادث. ويعتقد مستخدم فيسبوك "عربي" بأن ما حدث "ليست مصادفة"، مطالباً الشرطة الألمانية بتوضيح ملابسات الحادثة بشكل أكبر وكشف أسماء المتهمين وجنسياتهم عبر وسائل الإعلام، و ألا تكتفي بالحديث العام". ويضيف: "الشرطة الألمانية تقول إن الغالبية من الشباب المتهمين من اللاجئين القدامى ومن ذوي السوابق"، متسائلاً: "إذا كان الجناة لاجئين قدامى فلماذا لم يقوموا بهذا الأعمال قبل سنوات، ولماذا تصادف ذلك مع موجة اللاجئين الحالية؟"