بدا في الأفق محاولة دءوبة من الجانب السعودي للتقريب بين الجانبين المصري والتركي، في ظل تدهور العلاقات بينهما منذ 3يوليو 2013، على خلفية رفض أنقرة لعزل الرئيس محمد مرسي، واعتبار ما حدث انقلابًا على الشرعية، ما أشعل وتيرة الغضب بين الجانبين وبدا واضحًا عبر الحملات الإعلامية التي تقودها القاهرة ضد أنقرة. إلا أن هذه الأيام تشهد محاولات من جانب السعودية لعودة العلاقات لطبيعتها بين البلدين، لكن هذا الأمر لم يمر دون التطرق إلى مصير جماعة الإخوان المسلمين عقب هذه المصالحة. وفي الوقت الذي رجح فيه مراقبون أن تكون هذه الخطوة جزاء من المفاوضات حول مصالحة بين (الإخوان والنظام) رآها الإخوان أمرًا افتراضيًا مقصودًا به التأثير على "الثورة القادمة". وقال وزير الخارجية سامح شكري في لقاء تليفزيوني منتصف الشهر الماضي: "نأمل في عودة العلاقات المصرية – التركية إلى عهدها السابق، الذي كانت فيه تلك العلاقات قائمة على الاحترام المتبادل وعلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية وسيادة الدولة والإرادة الشعبية في تحديد المسار"، فضلًا عن سفره للرياض وهو ما اعتبره البعض للتنسيق لهذا الأمر. وكشف الكاتب السعودي البارز، جمال خاشقجي، وجود علاقة وساطة تقودها المملكة العربية السعودية للصلح بين تركيا ومصر. أما الإعلامي الداعم للنظام، فأوقف هجومه بشكل مفاجئ على تركيا بعد علمه بوساطة السعودية للصلح بين الرئيس السيسي ونظيره التركي. وقال أحمد موسى عبر برنامجه "على مسئوليتي" على فضائية "صدى البلد" أمس، إن "المملكة العربية السعودية، تتوسط للمصالحة بين مصر وتركيا، تمهيدًا لعقد مؤتمر المنظمة الإسلامية في تركيا". في هذا الإطار رأى الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، أن هذه الخطوة قد تكون جزءًا من المفاوضات حول مصالحة بين (الإخوان والنظام)، مضيفًا: "لو حدث ذلك ربما توافق مصر على تقديم بعض التنازلات لحل الأزمة مع الجماعة". وتوقع نافعة أن يبحث كلا الطرفين قضية الإخوان والسجون، ووضع آليات للتقارب بين طرفي الصراع. بينما أعرب نافعة عن استيائه لتدخل أطراف خارجية لحل الأزمة، باعتبار أن قضية الإخوان داخلية في الأساس ولا يجوز تدخل تركيا أو السعودية لحلها - حسب قوله- قائلاً: "كنت أود المصالحات الداخلية - من خلال العودة للمبادرات التي طرحتها الشخصيات المصرية مؤخرًا- وليست الخارجية، حتى لا يضع النظام نفسه في مأزق". ورجح الخبير السياسي بحث "المصالحة" لأن المطلوب هو إعادة بناء الجسور مع الحركات الإسلامية المعتدلة وفي القلب منهم "الإخوان" لمواجهة الإسلام المتطرف". أما جماعة الإخوان المسلمين، فأكدت تمسكها بشرعية الرئيس محمد مرسي والمجالس النيابية المنتخبة، قائلة إنه لا تنازل عن محاسبة المتسببين في دماء الشهداء والمصابين والمعتقلين والمغتصبات ولا تصالح مع القتلة المجرمين". وقال محمد عماد الدين، القيادي بالجماعة، وعضو مجلس الشعب السابق، إن هذا الأمر افتراضي المقصود به التأثير على الثورة القادمة، مضيفًا: "اعتمادنا على الله ثم على حركة الثوار على الأرض". وأكد عماد الدين ل"المصريون" أنهم يقدرون دولة تركيا حكومة وشعبًا، ونشيد بمواقفها في مساندة الديمقراطية في مصر وكل الشعوب التي تقاوم من أجل حريتها، قائلاً: "لا نعتقد أن المواقف الأخلاقية التي تتبناها الدولة التركية يمكن أن تتحول عنها". وأشار القيادي بالإخوان إلى أن مواقف الجماعة ثابتة: "فلا تنازل عن شرعية مرسي ولا دستور البلاد ولا المجالس النيابية المنتخبة ولا تنازل عن محاسبة المتسببين في دماء الشهداء والمصابين والمعتقلين والمغتصبات ولا تصالح مع القتلة المجرمين". إلى ذلك، استبعد الدكتور محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين"، أن تكون مصالحة "النظام المصري التركي" على حساب الجماعة قائلاً: "إن الأتراك ناس محترمين فالسوريون ضيوف مكرمون عندهم وكذلك المصريون"، مضيفًا: "لا يضير المحترم كيد العبيد". وتابع: "لا أظن أن أردوغان يمكن أن يصافح السيسي لأنه صرح بذلك أكثر من مرة، لافتًا إلى أن عودة العلاقات شغل سياسة ومصالح، لكن الكبير كبير والوضيع وضيع حتى لو ملأ جيوبه بذهب الدنيا الحق أبلج والباطل لجلج"- على حد قوله.