بالرغم من تفعيل قرار عودة أسيوط إلى الخريطة السياحية والذي اعتمده محافظ الإقليم الأسبق اللواء السيد البرعى، حيث قامت هيئة الآثار باعتماد مبالغ مالية لترميم معظم الأماكن الأثرية وخاصة "قنطرة المجذوب" ولكن سرعان ما توقفت هذه المشاريع دون معرفة الأسباب. وتعد القيسارية عالمًا تجاريا تراثيا أثريا يقع فى قلب مدينة أسيوط، حى غرب، بين دكاكينها التجارية التى تتعدى الثلاثة آلاف دكان، مبانٍ ووكالات وحمامات وجوامع. وأصبحت حاليًا سوق للغلابة، والبداية كانت مع العصر العثمانى، حيث كانت "قيسارية أسيوط" السوق الأشهر فى الصعيد، وما زالت تلك البداية حاضرة بين جوانب السوق، التي تستقبلك روائح عطوره وعطارته المختلطة "البن المحوج، والبخور، والبهارات"، والأرض المرشوشة بالمياه، وكوب الشاى فى الصبح، وضحكة أولاد البلد الجدعان، والدعوات بتوسيع الرزق، فمرور السنوات لم يزد السوق إلا عراقة بينما أهله تمسكوا به، وتوارث كل منهم تجارته من الأجداد إلى الأحفاد، حيث يوفد إليه التجار والزبائن، من مراكز وقرى أسيوط كل. وقد أصبحت تلك الوكالات مرتعًا لدابغى الجلود ومخازن للتجار، وغاب عنها المتابعة الأثرية علمًا بأن وكالة لطفي أصبحت في مهب الريح واستولى عليها التجار لاستغلالها كمخازن. وانتقد عبد الكريم محمد جاد الحق من أهالى القيسارية ما وصلت إليه حال أقدم منطقة أثرية واحتلال الباعة الجائلين تلك المناطق فى غياب تام للمتابعين فى هيئة الآثار فكان لابد من التنسيق مع التربية والتعليم لإقامة رحلات تعليمية لتلك المناطق والاستفادة منها وعدم تركها لضعاف النفوس للقضاء عليها. كما أكد صابر كمال أحد تجار القيسارية أن المنطقة بأكملها فى خطر بسبب الطفح المستمر للصرف الصحى وأنهم عانوا كثيرا من الذهاب والشكوى للشركة ولكن دون جدوى. وأضاف أن "حمام ثابت" معرض للانهيار فى أى وقت بسبب الصرف الصحي ناهيك عن قيام الأهالى باحتلال هذه المناطق وأنهم توجهوا بالشكاوى ولكن دون جدوى. وطالب الأهالى هيئة الآثار بالاهتمام بتلك المناطق ووضعها فى الخطط وتطويرها والاستفادة منها.
يذكر أن قيسارية أسيوط هى الأقدم بعد خان الخليلي، والقيسارية لفظ يطلق على الأسواق المسقوفة، أى التى تُسقف بالقواصر، وقيسارية لفظة يونانية الأصل تطلق على البناء الملكى أو الحكومى المبالغ في جمال عمارته وزخرفته.
وتنقسم قيسارية أسيوط إلى أقسام متعددة منها: قيسارية الخياطين، وسوق اللحم، وسوق الحمام، وقيسارية المنجدين، وعلى مقربة منها جامع سيدى المجذوب.
كما تحوى القيسارية الأسيوطية مسجد سيدى جلال الدين السيوطي، الذى كان يدعى مسجد الحمصي، نسبة إلى تاجر من حمص بسوريا. شاهد الصور ..