(1) هذه جملة شعبية مصرية كانت مشهورة في الأرياف، تطلق على من يفقد عقله ويصاب بالجنون، وهي مستوحاة من اسطورة شعبية تقول أن هؤلاء الذين أصيبوا بالجنون قد سمعوا نداء (ساحرة الغيطان)، إمرأة جميلة، رمز الغواية، تندههم فيفقدون عقولهم، ويتبعون نداء غوايتها الذي لا تسمعه إلا آذانهم.
(2) كتب الأستاذ سليمان جوده - وكان معروفًا قبل سنوات، قبل أن تسري النداهة بندائها في بر مصر، بأنه من أفضل الكتاب وأكثرهم موضوعية – كتب في جريدة (المصري اليوم) يوم 23 ديسمبر الجاري مقالة بعنوان (أفتحوا أمامهم التحرير)، ظننتها دعوة لإعمال الوسائل الديموقراطية واطلاق الحريات في البلاد بعد عامين ونصف من القمع والكبت، فإذا به يكتب فيها ما يلي: - كنت أتصور أن يتكلم الرئيس عن الداعين إلى ثورة فى 25 يناير، بشكل مختلف، وأن يدعوهم إلى أن يقوموا بما يدعون إليه فعلاً، وأن يفتح أمامهم ميدان التحرير فى هذا اليوم، ومعه أى ميدان آخر!، لأننا نريد أن نرى عددهم، ونريد أن نرى كم بالضبط يمثلون بين المصريين. - وأظن أنهم سوف يصبحون «فُرْجة» لنا إذا خرجوا، وأظن أيضاً أنها سوف تكون فرصة لنراهم، ليس فقط من حيث عددهم الهزيل، وإنما من حيث وجوههم التى نريد أن نعرفهم منها واحداً.. واحداً!. - ثم كنت أتصور أن يقطع الرئيس خطوة أبعد من هذا، بأن يخاطب الرئيس هؤلاء الداعين إلى ثورة، فى ذكرى عيد الشرطة، بأن يقول لهم إنه يرحب بدعوتهم وبثورتهم، وإنه سوف يتيح لهم كل الميادين التى يريدونها، بشرط وحيد، هو أنه سوف يترك عليهم سائر المصريين، وساعتها سوف يرى الداعون إلى الثورة حقيقة مشاعر المصريين، فى غالبيتهم الكاسحة، إزاءهم، وسوف يرون بأعينهم ماذا سوف يفعل المصريون بهم! (كذا بالنص) !! - الداعون إلى ثورة يعرفون تماماً أن مشاعر المصريين، فى غالبيتهم، مع الرئيس، وأنهم واثقون به، وأنهم متأكدون من صدق نواياه، ومن صدق وطنيته، وأنهم يقدرون له تماماً وقفته معهم فى 30 يونيو 2013. - الرئيس وحده مدعو إلى أن يقود ثورة بالمعنى الذى أشرت إليه (ثورة تبني لا تهدم).. وكل الذين هم سواه يمتنعون!.
(3) ولم يطل إنتظار الأستاذ سليمان طويلًا إلى يوم 25 يناير ليعرفهم، فقد قاموا بالرد عليه في مقالته ليتعرف على بعض ملامح شعبيته وشعبية نظامه – ذي الأغلبية الكاسحة – أن لم يكن قد علمها من مشاهد لجان الاقتراع في الإستحقاقات الإنتخابية الأخيرة !!.
(4) حظيت المقالة بثمانية وثلاثين تعليقًا لستة وثلاثين معلقًا، أربعًا منهم فقط مؤيدين للكاتب والباقين يعارضونه بل ويهاجمونه لدعاويه التحريضية، أي أن نسبة التأييد لمقالته هي حوالي 12%.
(5) وكان من بين التعليقات ما يلي: - عمر دياب: ''سوف يترك عليهم سائر المصريين''، ده اسمه ايه؟. - أحمد صبره: انت عايز الشعب يقوم على بعضه يا سليمان ؟. - علام عامر: وتبقى مدبحة ؟، ده عقل ؟. - حسين المهدي: بهذا المنطق أنت تريدها حرب أهلية ، حتى لو خرج 50 شخصاً ستصبح بهذا المنطق الأعوج مذبحة. - حمدي فضة: ايوه كده بان على اصلك. - آدم جالس: أتدعوا الي حرب أهلية أيها الكاتب ؟، يا خسارة يا مثقفين !. - فتحي مهدي: نعتقد انك مع التعددية، الرأى والرأى الآخر، ولكنك فى هذا المقال ملت كل الميل. - محمد السيد: يعنى ايه سوف يترك عليهم سائر المصريين (؟)، يعنى الشعب يخلص على بعضه (؟)، مش ده برضو تحريض (؟). - معتز فتحي: اه ده اللى بتسموه حق التظاهر (؟!)، ولا عايزن يبقى فى زى واقعة الجمل وفى الاخر يبقى الطرف التالت هو اللى سبب انت المفروض تتحاكم على الكلام ده او يطلع عليك شوية من الطرف التالت يرنوك ع. - شاهيناز المهدي: اتري ياعم سليمان دعوتك دي للتخويف عايز تعرف اشكالهم علشان تطاردهم مخابراتك ولا علشان تدخلهم السجون فقط لتظاهراتهم السلمية .. فقط للتعبير عن غضبهم .. الذي لايجدون من يسمعهم .. صحيح ان لم تستح فقل ما شئت.
(6) وأما بعض التعليقات القليلة المؤيدة فكانت كالتالي (لنعلم تأثيرات تلك المقالات): - آية البنداري: لو رجالة انزلوا وشوفوا الشعب يعمل معاكوا اية. - علي شوشان: التحرير نضف خلاص .. مش عايزين نوسخه ثاني. - جمال كواسه: انهم قلة فاشلة أو حاقدة أو مأجورة ...... انهم مجموعة لا مثيل لها الا قطع الشطرنج او عرائس الماريونيت.
(7) كان الأستاذ سليمان جوده من أفضل أقرانه، وأصبحت اليوم تلك كتاباته، (خليهم يروحوا التحرير كي نعرفهم فردًا فردًا)، (لنترك عليهم سائر المصريين)، (وسوف يرون بأعينهم ماذا سوف يفعل المصريون بهم) !!.
(8) هذا إعلام ندهته النداهة، لنظام ندهته النداهة !!.
م/يحيى حسن عمر عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.