فى إطار المخططات غير الأخلاقية من الإعلام غير الأخلاقى الذى لاهدف له إلا الهجوم على الإسلام والمسلمين، بعد أن هالهم اتجاه الشعب إلى الإسلام ورغبته فى صياغة نظم الحياة فى مصر تبعًا لتعاليم الشريعة الإسلامية، فقد أقدم أحد مشاهيرالإعلاميين الذين كنّا (أكرر كنّا) نحترم ونقدر برامجهم، على تدبير ملعوب غريب فى برنامج يقدمه فى إحدى القنوات الفضائية، بعد أن تم طرده من التليفزيون الحكومى، الذى كان يتقاضى منه راتبًا شهريًا يتجاوز المليون جنيه.. فقد كلف أحد معدى البرنامج الذى يقدمه بأن يرتدى الجلباب والغطرة ووضع على وجهه لحية مستعارة، ثم استضافه فى البرنامج، وقدمه على أنه من الهيئة التى أسمت نفسها "هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" ليؤكد أن هذه الهيئة موجودة على أرض الواقع فعلا.. كانت الهيئة المذكورة قد أعلنت عن تأسيسها على شبكة الإنترنت، ونسبت نفسها إلى السلفيين.. سارع حزب النور إلى التبرؤ منها ونفى أى علاقة أوصلة له بها، ونشر حزب الأصالة على الصفحة الرسمية للحزب على الفيس بوك بيانًا جاء به: (يعلن حزب الأصالة أنه ليست لديه معلومات أو أى علاقة أو صلة بالجماعة الغامضة المشبوهة المسماة ب"هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" فى مصر). ولكن ذلك لم يعجب الذين أنشأوا هذه الهيئة وروجوا لهاعلى الإنترنت وألصقوها بالمسلمين على خلاف الحقيقة غدرا وعدوانا، فجعلوا منها مادة حيّة فى القنوات الفضائية تدور حولها الحوارات والمناقشات للإساءة إلى الإسلام والمسلمين وتنفير الرأى العام منهم، دون أن يُثبت أى أحد أن هذه الهيئة لها وجود واقعى، حتى جاء مُقدم ذلك البرنامج وعمل ذلك الملعوب مستعينًا بأحد مساعديه ليُثبت أنها موجودة فعلا، ولكن الله قدر أن يفتضح أمره أثناء إذاعة البرنامج بناء على مداخلة من الأستاذ نادر بكار، المتحدث الإعلامى باسم حزب النور، فاكتفى باعتذار باهت مشوب بعدم الخجل أو الاكتراث.. وقد فضح كل ذلك الأستاذ الداعية الكبير خالد عبد الله فى برنامجه "مصر الجديدة" الذى شاهدته على الهواء الساعة 8 مساء السبت 7 يناير الجارى فى قناة الناس. وعلى أى حال فقد أعلن مجمع البحوث الإسلامية بجلسته المنعقدة الأربعاء 4 يناير 2012 برئاسة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر، رفضه لما تناقلته بعض وسائل الإعلام من قيام البعض بتكوين ما يسمى بهيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وأكد المجمع أن الأزهر الشريف هو المرجعية الإسلامية الوحيدة القائمة على الشأن الدينى فى مصر، وأن هذه المهمة الشرعية يحددها القانون، وتؤكدها المسيرة التاريخية للأزهر الشريف وأداؤه المستمر لهذه الرسالة. كما أكد المجمع - وهو أعلى هيئة فقهية فى مشيخة الأزهر- خلال اجتماعه سالف الذكر أن الأزهر هو المرجعية الإسلامية الوحيدة فى مصر، والتى تقوم على الشأن الدينى، وهى مهمة يحددها القانون، مضيفًا فى بيان له أن "إنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى مصر، يعد خروجا والتفافا على دور الدولة بسلطاتها التشريعة والقضائية والتنفيذية". وهكذا ثبت على وجه القطع واليقين براءة المسلمين من تلك الهيئة المشبوهة. والسؤال الآن: من هم الذين وراء هذه الهيئة الذين أرادوا إحداث الفتنة والإساءة لسمعة السلفيين؟ أترك الإجابة للقارئ. ولكن تلك القنوات المشبوهة لا تألو جهدا فى ممارسة أنشطتها المشبوهة، فقد لجأت إلى أسلوب آخر فى إعلامها، وذلك باستضافة بعض الأساتذة المشايخ ممن ينتسبون - مع الأسف- إلى الأزهر الشريف، ليصدروا فتاوى غريبة ما أنزل الله بها من سلطان، فأفتى أحدهم بأن الخمر ليست كلها حرامًا!! وأفتى الآخر- فى وصلة نفاق - بأن النبى الكريم صلوات الله وسلامه عليه قد استقبل وفدا من النصارى فى مسجده الشريف وسمح لهم بإقامة "قداس" فى المسجد، وجلس النبى صلى الله عليه وسلم يتفرج عليهم؟؟!! وقد دعا الأستاذ خالد عبد الله الشيخين المذكورين إلى الحضور للبرنامج وعقد مناظرة مع الشيخ الدكتور محمد عبد المقصود حول هذين الموضوعين. هل لديهما الشجاعة الأدبية الكافية لإجابة الدعوة وقبول المناظرة إذا كانا على حق فيما قالاه؟ لسوف نرى. [email protected]