أثار قرار اللجنة العليا على الانتخابات بحل اتحاد طلاب مصر وعدم الاعتراف به موجة غضب شديدة لدى الطلاب؛ حيث هدد الطلاب بتصعيد الموقف في حالة إصرار الوزير على عدم الاعتراف بنتيجة الفائزين، مطالبين برحيل وزير التعليم العالي لتدخله في العملية الانتخابية والعمل على إعادتها لصالح بعض المرشحين من أتباع الوزارة. وهدد أعضاء الاتحاد بمقاطعة أى انتخابات تجرى إعادتها بالجامعات وعدم الاعتراف بنتائجها بعد إعلان فوز الطالب عبد الله أنور رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة بعد صراع شرس مع رؤساء اتحاد طلاب طنطا بمنصب نائب رئيس اتحاد طلاب مصر. وأشار الطلاب إلى أن إعادة الانتخابات يفسد مناخ الديمقراطية التي أجريت فيه الانتخابات ويعيد الطلاب إلى عهد التزوير والتلاعب في العملية الانتخابية. تعود الأزمة ل 2 نوفمبر الماضي، بعد فتح وزارة التعليم العالي الباب لتلقي أوراق الراغبين في الترشح للانتخابات الطلابية، للمرة الأولى منذ عامين، حيث تم إلغاء الانتخابات آخر مرة في الموسم الدراسي الماضي بتاريخ 2 مارس 2015، مع وجود اعتراضات من قبل الحركات الطلابية بدأت منذ أكتوبر 2014، بعد تمرير تعديلات اللائحة الطلابية بقرار إداري، دون الرجوع للطلاب أو عمل استفتاء حولها. واعتبرها الطلاب بأنها فرض قيود على حرية الترشح وتمثل بوابة لتدخل الأمن، ومحاولة من السلطات في تعجيز حركات النضال الشبابية، وإيقاف لعجلة الحركة الطلابية بحظر النشاط السياسي للطلاب داخل الجامعات، فضلًا عن اعتقادهم بميل اللجنة لتمرير أعضاء بعينهم والرغبة في الإتيان باتحاد طلاب موالٍ للسلطة، وبعد شد وجذب وافق الطلاب على خوض الانتخابات رغم تحفظاتهم السابق عرضها على اللائحة. وتطورت القضية بعد انتهاء الانتخابات بفوز عبد الله أنور، رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة بمنصب رئيس اتحاد طلاب مصر، بعد إعادة اللجنة لجولة الإعادة مرتين بينه وبين هشام عبد الله, وتأخرت اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات فى إعلان النتيجة, وخاصة بعد مرور 10 أيام دون إعلانها، وتضارب تصريحات مسئولي اللجنة بشأن الطعون المقدمة وموعد إعلان النتيجة، ما دفع اتحاد الطلاب المنتخب منذ يومين لإصدار بيان "المهلة الأخيرة"، أعلنوا فيه يوم أمس مهلة أخيرة للجنة لإعلان نتيجة الانتخابات، مهددين بالتصعيد. وفجرت اللجنة المشرفة على الانتخابات المفاجئة في نفس اليوم، بإعلانها قبول الطعن الخاص ببطلان انتخابات جامعة الزقازيق وبالتالي إعادة انتخابات طلاب مصر التى أجريت منذ أسبوعين، بسبب خطأ إجرائي خاص بقبول صوت طالب غير مقيد في انتخابات جامعة الزقازيق، ما أكده عبد الله نور، الرئيس المنتخب، أنه سبق لهم الاعتراض على صوته أثناء إجراء الانتخابات وكان رد اللجنة وقتها بأن ما حدث خطأ إجرائي يمكن تداركه ولا يؤثر على نتيجة الانتخابات. وفي هذا السياق، قال "عبد الله أنور" رئيس اتحاد طلاب مصر: "إن قرار إلغاء الانتخابات يمثل التفافًا حول إرادة الطلاب، ومحاولة لإعطاء فرصة لقائمة "صوت طلاب مصر" المدعومة من الوزارة، والتي خسرت الانتخابات، كما اعتبر إعادة الانتخابات إهدارًا للمال العام، مؤكدًا أن القضية غير متعلقة بأشخاص، ولكن بفكرة الاتحاد بشكل عام. وتابع "أنور" في تصريحات ل"المصريون": "الانتخابات جرت في ظل لائحة طلابية لم يشارك الطلاب في إعدادها، ولم يوافقوا عليها، ولكنهم قرروا المشاركة وتحملوا كل العقبات، مضيفًا بأن الطلاب المستقلين أصروا على خوض المعركة حتى النهاية رغم مواجهتهم قائمة مدعومة بشكل مباشر من وزارة التعليم، ولم يتوقف هنا بل تحملوا مماطلة اللجنة في رفع تقريرها للوزير والبت في الطعون المقدمة على العملية الانتخابية لمدة أسبوعين كاملين دون أي مبرر، حتى فوجئوا بقرار إعادة الانتخابات. واستنكر مكتب طلاب حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، اليوم الجمعة، في بيان رسمي قرار اللجنة بإلغاء الانتخابات، معتبرًا القرار مظهرًا واضحًا من تجليات الثورة المضادة، وانتصارًا للدولة الأمنية، وإعلانًا رسميًا من الدولة بكراهيتها للشباب والطلاب، بسبب عدم رضا الدولة الأمنية عن رئيس لاتحاد طلاب مصر يتحدث عن الطلبة المعتقلين كأول هم للاتحاد، وأول قضية جديرة بالمناقشة، بحجة وجود خطأ في الإجراءات، الذي اعتبروه حجة واهية لا تكفي لتكسير عظام طلاب مصر والالتفاف على إرادتهم، مؤكدين رفضهم التام لأي محاولات للتنكيل بالاتحاد العام المنتخب، وتمسكهم به وبما جاءت به إرادة الطلاب. وكشف الدكتور "أشرف الشيحي" وزير التعليم العالي والبحث العلمي ملابسات أزمة حل اتحاد طلاب مصر على هامش المؤتمر الخامس عشر للوزراء المسئولين عن التعليم، مبيِّنًا أنَّ اتحاد الطلاب لم يكن كيانًا قائمًا حتى يتم حله، وأنَّ نتيجة الانتخابات الخاصة به لم يتم اعتمادها بعد، لافتًا إلى أنَّ الطلاب هم من قدَّموا طعونًا في صحة الانتخابات وليس الوزارة. وأضاف "الشيحي" أن إلغاء الانتخابات جاء لحدوث خطأ إجرائي، حيث إنَّ المتبع وجود أمين وأمين مساعد لكل جامعة لاختيار اتحاد طلاب مصر، فيما كان الخطأ بتصويت عضو بجامعة الزقازيق بدلاً من الأمين العام المساعد، ولم يكن من المفترض تواجده، وبالتالي أصبح خطأ إجرائيًّا ومؤثرًا في نتيجة الانتخابات". وأشار إلى أنَّه لم يعتمد نتيجة الانتخابات بعد أن أكَّد له أساتذة القانون أنَّ ما حدث هو خطأ إجرائي، بالإضافة إلى طعن بعض الطلاب على النتيجة، مؤكِّدًا أنَّ الوزارة لم يكن لها أي تدخل في هذا الشأن.