فى مقالى بالأمس تناولت قضية تعد إحدى القضايا وثيقة الصلة بالأمن القومى لمصر , وهى قضية الإذاعات المصرية الموجهة للخارج والتى تبث ارسالها حتى الآن ب 23 لغة - وفقا للأرقام الرسمية المعلنة - . وكشفنا أن هذه الإذاعات التى كان لها تاريخ وطنى مشرف على مدى سنوات طويلة أصبحت مثل (البيت الوقف ) ولم تعد تحقق الأهداف المرجوة منها رغم إنفاق مئات الملايين من الجنيهات عليها كل عام ( ملحوظة .. خلال العام الماضى قدمت الإذاعات الموجهة 26156 ساعة و 18 دقيقة بمتوسط يومي 71 ساعة و 38 دقيقة ) . ولعل أكبر دليل على ذلك ما قاله محمد الوكيل رئيس الإذاعات الموجهة السابق فى تصريحات له حيث قال " إن المشكلات التقنية هي العائق أمام وصول المحتوي الاعلامي للإذاعات الموجهة الي المستمعين و50% من المحتوي الاذاعي لا يخرج خارج نطاق ماسبيرو بسبب تهالك الأجهزة التي تحتاج الي خمسة ملايين دولار من اجل تغييرها, والقطاع بصفه عامه يعاني من مشكلة تمويل رهيبة, وقد تم طرح بعض البدائل منها استخدام السفارات لإعادة بث الخدمات ولكن وجدنا أنها لن تخرج خارج نطاق العواصم فقط او إقامة محطات إرسال في الدول الموجه اليها البث " . هذه التصريحات تؤكد عدم تحقيق تلك الإذاعات الموجهة من القاهرة أهدافها الأساسية ومنها تعريف شعوب العالم بمصر وحضارتها وثقافتها و إبراز وجهة النظر المصرية فى مختلف القضايا العالمية والتعريف بمبادئ وقيم الدين الإسلامي والرد على الدعايات المغرضة والافتراءات الموجهة إلى الإسلام من منطلق إن مصر بلد الأزهر الشريف إلى جانب التعريف بواقع مصر الاقتصادي والسياحي مع الحرص على إبراز انتماء مصر العربي والأفريقي والإسلامي .
وقبل أن نتطرق للموضوع الأهم والأخطر المتعلق بالإذاعات الموجهة وهو الإستعانة بعدد كبير من الأجانب وتجديد التعاقد معهم للعمل بها على مدى سنوات طويلة , وهو أمر يراه الكثيرون يمثل خطورة داهمة على الأمن القومى المصرى .. نشير إلى المناطق التي تغطيها الإذاعات الموجهة :
منطقة أفريقيا تغطى الإذاعات المصرية الموجهه قارة افريقيا بسبع عشرة اذاعة تبث 24 ساعة و 15 دقيقة يوميا وهى كما يلى : غرب أفريقيا : تذاع البرامج الموجهة لتلك المنطقة بخمس لغات وطنية هي (الهاوسا - الفولانية - اليوريا - البمبرة - الاولوف ) اضافة الى الانجليزية والفرنسية والعربية . شرق أفريقيا : وتذاع البرامج الموجهة لتلك المنطقة بأربع لغات وطنية هي ( السواحيلي - الأمهري - الصومالي - العفرى ) إضافة إلى اللغة الإنجليزية . وسط وجنوب أفريقيا : تذاع البرامج الموجهة لتلك المنطقة بأربع لغات وطنية هي ( اللينجالا - الشونا - الاندبيلى - الزولو ) . منطقة أسيا واستراليا والشرق الأوسط تغطى الإذاعات الموجهة منطقة أسيا واستراليا والشرق الأوسط بخمس عشرة إذاعة تبث 21 ساعة و 5 دقيقة يوميا وهى كما يلي : جنوب أسيا : تذاع البرامج الموجهة لتلك المنطقة بثلاث لغات وطنية هي (الاوردية - البنغالية - الهندية ) إضافة إلى الإنجليزية . جنوب شرق أسيا واستراليا : تذاع البرامج الموجهة لتلك المنطقة بثلاث لغات وطنية هي ( الإندونيسية - الماليزية - التايلاندية ) اضافة الى اللغة العربية . الشرق الأوسط : تذاع البرامج الموجهة لتلك المنطقة بست لغات وطنية هي ( التركية - الفارسية - البشتو - الاوزبكية - الطاجيكية - الآذرية ) . منطقة أوروبا: تغطى الإذاعات الموجهة قارة أوربا بست لغات وهى ( الفرنسية - الإنجليزية - الألمانية - الإيطالية - الألبانية - الروسية ) وهى تبث 7 ساعات و 45 دقيقة يوميا . منطقة الأمريكتين : تغطى الإذاعات الموجهة قارتي أمريكا بأربع لغات وهى ( البرتغالية - الأسبانية - العربية - الإنجليزية ) وهى تبث 10 ساعات و 45 دقيقة يوميا .. فلسطينالمحتلة: نظرا للتكوين السكاني في إسرائيل تذاع الإذاعات المصرية الموجهة بأربع لغات هي ( العبرية - الروسية - الفرنسية - الإنجليزية ) وهى تبث 7 ساعات يوميا .
وبعد أن استعرضنا المناطق التى - من المفترض – أن تغطيها تلك الإذاعات .. نعود الى قضية الإستعانة بالعمالة الأجنبية داخل مبنى ماسبيرو وثيق الصلة بالأمن القومى المصرى , وحتى ندرك طبيعة المخاطر التى تؤكد هذه المخاوف نشير إلى أن هناك – على سبيل المثال لا الحصر - أحد المذيعين الأتراك والذى يعمل فى الإذاعة منذ قرابة ال 30 عاماً , وما يزال يعمل حتى الآن رغم أنه أحد المتعصبين جدا للرئيس التركى رجب طيب أردوغان – أحد أعداء مصر والمحرضين عليها فى الوقت الحالى - كما أنه أحد المؤيدين بشدة لجماعة الإخوان , وفى كل حواراته يرد بغطرسة على زملائه من المصريين عندما يؤكدون له أن مصر كانت محتلة من قبل العثمانيين : "طيب الخلافة العثمانية مشيت من 100 سنة و انتم بقى عملتم ايه ؟ انتم بتقتلوا بعض " . كما يؤكد فى كل أحاديثة أن " تركيا متقدمة 30 سنة عن مصر " . والآن نسأل : اذا كان مثل هذه المذيع تتم الإستعانة به للترويج لصورة مصر فى الخارج , فكيف بالله عليكم يقوم بدوره المطلوب اذا كانت هذه هى أرائه ومعتقداته . ونظراً لخطورة القضية نواصل الحديث عنها فى الأيام القادمة لنكشف وقائع ومفاجآت أكثر خطورة ..ونتمنى أن تدرك الجهات العليا فى مصر أن الصمت على مثل هذه المهازل ستكون له تداعيات سلبية على الأمن القومى المصرى .