على الرغم من تحذيرات منظمات حقوقية للنظام من سوء الرعاية الصحية المقدمة للمساجين والمعتقلين داخل السجون، والتي تهدد أكثر من 5آلاف شخص موزعين على سجون ومقار الاحتجاز في عموم الجمهورية بالموت، بعد وفاة ما يزيد عن 270 معتقلاً داخل غياهب السجون منذ عزل الرئيس محمد مرسي نتيجة إصابتهم بأمراض مزمنة، إلا أن تلك التحذيرات صارت سرابًا ولم تلق آذانًا صاغية. تأتي تلك التحذيرات في ظل ما أوردته عدة تقارير طبية عن تعرض عدد من قيادات جماعة "الإخوان المسلمين" ومعارضي النظام لأمراض مزمنة تهدد حياتهم بالخطر، والتي كان آخرها ما نُشر عن حالة الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب السابق، بعد نقله إلى مستشفى المنيل إثر تعرضه لأزمة صحية داخل سجن العقرب، وانخفاض وزنه بشكل ملحوظ، مما بعث برسالة خطيرة حول تعرضه للقتل البطيء، حسبما عبر بذلك النشطاء على مواقع التواصل. وترصد "المصريون" أبرز الشخصيات المهددة بالقتل البطيء، بحسب منظمات حقوقية. سعد الكتاتني أثارت صورة تداولها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي للكتاتني يظهر مرتديًا بدلة الإعدام، أثناء محاكمته في حالة من الإعياء والهزال الشديدين، غضب المراقبين ومنظمات حقوق الإنسان، كون حالة الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب السابق وأحد قيادات الإخوان، تأتى مخالفة لما كان عليه قبل شهور. وبالأمس القريب، نقلت إدارة سجن المزرعة الكتاتني من مستشفى السجن إلى مستشفى المنيل الجامعي عقب تدهور حالته الصحية. وكشف التقرير الطبي الخاص برئيس مجلس الشعب السابق، أنه يعانى من "دوخة" مستمرة، وتعرض لنزيف من الأنف أكثر من مرة، فضلاً عن وجود دهون على الكبد وتضخم في البروستاتا، ونظراً لمعاناته من جملة هذه الأمراض عزف عن تناول الطعام بشكل طبيعي، وكان يتناول مأكولات قليلة للغاية، الأمر الذي تسبب في نقص حاد في وزنه حتى ظهر هزيلاً وضعيفاً. وأوضح التقرير الطبي، أنه تم إجراء موجات صوتية على البطن للكتاتنى، وأن الضغط تحسن للغاية بعد تناوله العلاج باستمرار داخل عنبر المعتقلين في مستشفى المنيل، وأوصى التقرير بأن حالته تحسنت وأصبحت مستقرة وعليه يمكن نقله إلى محبسه مرة أخرى. وشغل الدكتور محمد سعد الكتاتنى، منصب رئيس مجلس الشعب دورة 2012، ثم ما لبث أن تم حله بقرار من المحكمة الدستورية. يُعد الكتاتني أحد أبرز قيادات جماعة الإخوان ووكيل المؤسسين وأمين عام سابق لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، وعضو سابق بمكتب الإرشاد. وفي يونيو الماضي، قضت محكمة جنايات القاهرة، حكمًا بالإعدام على الكتاتني بجانب محمد مرسي ومحمد بديع في قضيتي اقتحام السجون والتخابر. مجدي قرقر ويأتي الدكتور مجدي قرقر، الأمين العام لحزب الاستقلال، والمعتقل داخل سجن العقرب، ليشهد على الوضع المأساوي للمعتقلين داخل السجون، ويضع النظام والداخلية في حرج أمام المنظمات الحقوقية، وذلك بعد قامت إدارة سجن العقرب بنقله إلى مستشفى ليمان طره أمس، بعد تدهور حالته الصحية. وفي السياق ذاته، قالت ابنته مديحة قرقر، إن والدها فقد 40 كيلو، نتيجة قلة الطعام وتدهور حالته الصحية، مضيفةً أنها لم تتمكن من إدخال العلاج إلا 3 مرات فقط خلال 10 أشهر، مما يعني بقاءه دون علاج لمدة 7 أشهر, كما أنه يعاني من مرض فيروس "سي" ولديه مشكلات أيضًا في القلب، إلى جانب معاناته من ارتفاع ضغط الدم، كما سبق أن أجرى عملية بالعمود الفقري وما تزال آثارها واضحة من خلال عدة مسامير جرى تركيبها في ظهره. وأضافت، في تصريحات صحفية، أن إدارة السجن نقلت والدها للمستشفى نتيجة ارتفاع ضغط الدم لديه، خاصة مع إصابته بتضخم في القلب. وتجدر الإشارة إلى أن مجدي قرقر تم اعتقاله في يوليو من العام الماضي بعد دعوة تحالف دعم الشرعية للتظاهر في ذكرى عزل مرسي. وخلال حضوره جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من المتهمين، في قضية إهانة القضاء، في يوليو الماضي، نادت المحكمة على القيادي بتحالف دعم الشرعية المتهم مجدي قرقر وهو المتهم الوحيد الذي كان يرتدي ملابس السجن البيضاء، رد قائلا: أنا لم يحقق معي في القضية، مما دعا القاضي إلى توضيح ذلك قائلا: "أنت مالكش اتهام هنا أنت جاي خطأ"، وقد أثار رد القاضي جدلاً واسعًا عن كيفية محاكمة المتهمين؟ عصام سلطان انضم عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، إلى قائمة المهددين بالموت مؤخرًا، بعد أن حذرت زوجته نهى دعادر، من تعرضه للموت البطيء داخل السجن، نظرًا لمنع الدواء والطعام عنه لفترات طويلة، بما في ذلك شهر رمضان الماضي. وقالت "دعادر" في تصريحات سابقة ل"المصريون": إنها "بعد ثلاثة أشهر من الزيارة، وجدت زوجها فاقدًا أكثر من 20 كجم من وزنه، خلال زيارة لم تتعد خمس دقائق". وأضافت أن إدارة السجن كانت تمنع عنه الطعام بطريقة متواصلة طوال شهر رمضان، بالإضافة إلى مضايقته أثناء النوم"، متابعة: "المجاري كانت متسابة وطافحة (مفتوحة) والناموس هو صاحب الزنزانة". وكانت قوات الأمن اعتقلت عصام سلطان بجانب المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط، في 29 يوليو 2013 عقب عزل الرئيس محمد مرسي. ويذكر أن محكمة جنايات القاهرة قضت بحبس سلطان لمدة عام بتهمة إهانة المحكمة أثناء نظر قضية تجديد حبسه على ذمة التحقيقات في أحداث مدينة نصر. محمود الخضيري يُعتبر المستشار محمود الخضيري، نائب رئيس محكمة النقض السابق، من أبرز المعتقلين المهددين بالموت داخل سجن المزرعة، وذلك بعد تعرضه لعدة انتكاسات صحية أخضعته لعملية قلب مفتوح في سبتمبر من العام الماضي. وما يزال يعانى الخضيري أنين آلامه داخل زنزانته التي يقبع بها منذ عامين، بعد أن أصدر النائب العام أمرًا بضبطه وإحضاره بتهمة القبض على محامٍ واحتجازه لمدة ثلاثة أيام وتعذيبه وهتك عرضه وصعقه بالكهرباء داخل مقر إحدى شركات السياحة بميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير. وعلى إثر القرار قامت الشرطة بالقبض عليه أثناء تواجده بالإسكندرية، على الرغم من أنه يعاني من أمراض مزمنة، فيما رأى معلقون آنذاك أن التهمة سياسية لتأييده مرسي ومشاركته في مظاهرات رابعة. وقضت محكمة جنايات القاهرة في 11 أكتوبر 2014 بالسجن 3 سنوات للمستشار محمود الخضيري، وأسامة ياسين، وزير الشباب الأسبق، وعمرو زكى، ومحسن راضى القياديين بالجماعة، في تلك الواقعة. وكان عدد من المنظمات والمراكز الحقوقية منها المركز العربي لحقوق الإنسان ومركز النديم والمرصد المصري للحقوق والحريات، طالبت بإطلاق سراح جميع المعتقلين من أصحاب الأمراض المزمنة، بسبب سوء الرعاية الصحية، خصوصاً السجناء المحبوسين احتياطياً في السجون والمعتقلات.