حذرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية من التداعيات الكارثية لتصاعد جرائم الكراهية ضد المسلمين في الولاياتالمتحدة, وأكدت أنها تصب في خدمة تنظيم الدولة "داعش". وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 18 ديسمبر, أن جرائم الكراهية ضد المسلمين , شملت التخريب المتعمد للممتلكات، وتكسير نوافذ أحد المساجد، ووضع رأس خنزير بمدخل مسجد في فيلادلفيا، وكتابات مستفزة على جدران مساجد أخرى، وتهديد أفراد مسلمين أبرياء مثل إشهار أحدهم سكينا في وجه امرأة ببلدة شينو هيلز بكاليفورنيا. وتابعت أن جرائم الكراهية, التي تصاعدت عقب أحداث سان بيرناردينو في كاليفورنيا بالثاني من ديسمبر، تساعد "داعش" في تجنيد المزيد من الشباب في صفوفه, وتضعف مناخ الحريات الشخصية والعامة في الولاياتالمتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن هجمات "داعش" الأخيرة في أوروبا والولاياتالمتحدة, تستهدف قيام الغرب برد عنيف, يساعد التنظيم في جذب المزيد من "المتطرفين". وكانت مجلة "ديلي بيست" الأمريكية سخرت من المرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب, لدعوته منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة. وقالت الصحيفة في تقرير لها في 8 ديسمبر, متهكمة :" يجب على المسلمين المقيمين في الولاياتالمتحدة الإغداق على ترامب بالأموال لكي يحظون بحبه". وتابعت أن ترامب يحب فقط "المسلمين الأغنياء", مشيرة إلى العلاقات الوطيدة التي تربطه برجل الأعمال الإماراتي حسين سجواني، مؤسس شركة "داماك" العقارية. وأضافت " ترامب طالما وصف سجواني بالصديق الجيد والرجل العظيم ، كما قام في مايو 2014 بزيارة دبي لقضاء بعض الوقت مع صديقه المسلم". وأشارت إلى أن ترامب كان أعلن أيضا عن إقامة مشروع عقاري ضخم في الإمارات, يحتوي على بناء 104 فيلات تتراوح أسعارها بين مليون وأكثر من 10 ملايين دولار, كما أعلن أيضا عن إنشاء "نادي ترامب الدولي للجولف" هناك". واستطردت المجلة " يبدو أن ترامب يحب فقط المسلمين الأغنياء, وغالبا ما يكونوا من دول الخليج, الذين يغدقون عليه بالأموال الطائلة". وكان ترامب، الذي يسعى للفوز ببطاقة الحزب الجمهوري في الترشح لرئاسة البيت الأبيض لعام 2016 , دعا في 7 ديسمبر، إلى منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة. ونقلت "رويترز"عن ترامب, قوله في بيان صحفي، إنه يدعو إلى "منع كامل وشامل للمسلمين من دخول الولاياتالمتحدة حتى يتمكن المشرعين من فهم ما يحدث". وأضاف ترامب الذي دعا إلى مراقبة المساجد وتأسيس قاعدة بيانات للمسلمين الذين يعيشون في الولاياتالمتحدة "من الواضح أن الكراهية تجاوزت حدود الفهم، ولذا يجب أن نعرف من أن تأتي الكراهية ولماذا". وتابع "حتى نحدد ونفهم هذه المشكلة والتهديد الذي تمثله، دولتنا لا يجب أن تكون ضحية لاعتداءات من أشخاص يؤمنون فقط بالجهاد وليس لديهم أي احترام للحياة الإنسانية". وقال البيت الأبيض في بيان له الثلاثاء 8 ديسمبر إن تصريحات دونالد ترامب عن المسلمين تجعله غير مؤهل لسباق الرئاسة، ودعا الجمهوريين إلى إقصائه فورا، بينما أكد مسؤول أمريكي أن مقترحات ترامب عن المسلمين ستقوض أمن أمريكا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن نوعية حملة ترامب الرئاسية فيها خطاب مكانه "مزبلة التاريخ"، وإن "تصريحاته مسيئة وتسمم الأجواء، ولا تمنحه أهلية شغل منصب الرئيس". وأضاف أن تصريحات المرشح الجمهوري المحتمل لسباق الرئاسة "منحطة أخلاقيا وسيكون لها عواقب على أمننا الوطني"، مشيرا إلى أن "السؤال الحقيقي للحزب الجمهوري هو هل سيسمح لنفسه بالانجرار إلى مزبلة التاريخ مع دونالد ترامب؟". وأكد إرنست أن مرشحي الرئاسة الجمهوريين الذين تعهدوا بدعم الشخص الذي سيفوز بترشيح الحزب ينبغي أن يتبرؤوا من ترامب "فورا"، قائلا إن اقتراحه فرض حظر على دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة يجرده من أهلية أن يكون القائد العام للقوات المسلحة. ومن جانبه, قال وزير الخارجية جون كيري إن تصريحات ترامب "غير بناءة" في الحرب التي تخوضها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة "داعش". وبدوره, قال وزير الأمن الداخلي الأمريكي جي جونسون في 8 ديسمبر إن "اقتراح دونالد ترامب فرض حظر على دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة مهين، بل وسيقوض الأمن الأمريكي بإحباطه الجهود الرامية إلى التواصل مع الطائفة المسلمة". وأضاف جونسون في تصريح تليفزيوني "ليس من الصواب عمل هذا، وهو ضار بجهود أمننا القومي". وجاءت تصريحات ترامب المثيرة للجدل في أعقاب اتهام زوجين مسلمين بإطلاق النار في 2 ديسمبر خلال احتفال في مركز لذوي الاحتياجات الخاصة بسان برناردينو في كاليفورنيا، مما أدى إلى مقتل 14 شخصا، وقال مكتب التحقيقات الاتحادي إن الحادث كان له دوافع متطرفة. وشبه ترامب اقتراحه بتلك المقترحات التي نفذها الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت على أناس ينحدرون من أصول يابانية وألمانية وإيطالية أثناء الحرب العالمية الثانية. ويسعى ترامب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة عام 2016، وقال لتليفزيون "إي.بي.سي", مهاجما المسلمين :"ليس لدينا خيار إلا أن نفعل هذا.. بيننا أناس يريدون أن ينسفوا مبانينا ومدننا". وأكدت منظمات وهيئات مدنية في الولاياتالمتحدة وكذلك البيت الأبيض أن اقتراح ترامب يتعارض مع القيم الأمريكية، إذ إنه يستهدف أناسا لا لشيء إلا بسبب دينهم. وحسب "الجزيرة", قوبلت تصريحات ترامب باستهجان مرشحين جمهوريين وكذلك دول ومنظمات أوروبية، كما رفضتها الأممالمتحدة والمنظمة الدولية للهجرة.