عندما تلقى العملة إلى أعلى فإنك تتوقع أن تسقط على أحد وجهيها، فإما (ملك) وإما (كتابة)، السؤال هو: ما هى احتمالية أن تلقى عملة إلى أعلى فتسقط على سيفها (الاحتمال الثالث) ؟!، لا ريب أنها إذا حدثت مرة لأحد منا فسيصيح مندهشًا من تحقق هذا الاحتمال النادر، وهو نادر جدًا لأن التوازن لا يسمح به، لكنها قد تحدث مرة لعملة عريضة الحافة، قد نصدق أن تحدث مرة، ولكن هل نصدق أن تلقى العملة مرة بعد مرة وإذا بها فى كل مرة تقف على الحافة، بلا ملك ولا كتابة ؟!، هذا لن يكون طبيعيًا بحال، وإنما ينقلنا إلى خانة السحر والشعوذة. المجلس العسكرى المكون من القيادات العليا للجيش المصرى المشهور بقيم الضبط والربط، والمسئول عن حفظ النظام فى البلاد كونه الحاكم الحالى لها، أصبحت تعجبه نظرية الطرف الثالث، وأصبح هذا الطرف الخفى الذى لا يقبض عليه أبدًا مسئول عن كل الأحداث الأخيرة، انتهاء بقتل المتظاهرين فى محمد محمود وأمام مجلس الوزراء. لقد قلبنا نظرية الطرف الثالث فى أحداث ماسبيرو، على أمل أن تكون هذه آخر رمية للعملة، فلا نضطر بعدها لأن نصيح (ملك) ونلقى التبعة على المجلس العسكرى فى قتل المتظاهرين، أو نصيح (كتابة) ونحمل المسئولية للثوار أو المتظاهرين ونتهمهم باستخدام الأسلحة أو بالفساد، لكن الأحداث ظلت تتوالى، ومازال المجلس مصرًا على إلقاء العملة، ثم تأخذه الحيرة بعد أن يلقيها، هل يقول خرجت (ملك) ويدين نفسه ويضطر للاعتذار، أو يقول (كتابة) ويهيج عليه الثوار ومن شايعهم، فيضطر كل مرة أن يقول إن العملة نزلت على سيفها، وأن الطرف الثالث هو المسئول !!. كل مرة يا سيادة اللواء ؟!، كل مرة العملة تنزل على سيفها ؟!، وعندما نقول لك: لا يا سيادة اللواء، (ملك)، (ملك) بدليل عشرات الجنود الموتورين الذين يضربون الثوار بمنتهى العنف، ملك بدليل الذخيرة الحية والقناصة والذين يعتلون الأسطح، يرد اللواء: لا يا ابنى، نزلت على سيفها، نقول له: يا سيادة اللواء (ملك) بدليل أنكم المسئولون أولاً وأخيرًا عن حفظ الأمن، وبالتالى فالطرف الثالث فى نطاق مسئوليتكم، ويرد اللواء: لا يا ابنى، نزلت على سيفها. يا سيادة اللواء، صعب أكذب عينى وأصدق سيادتك، وصعب أعطى عقلى إجازة وأصدق سيادتك - مع كل احترامى لسيادتك – بس طول عمرنا بنرمى العملة يا سيادة اللواء، مرات قليلة جدًا نزلت على سيفها، ولو حصلت مرة ما تحصلش التانية، ولو حصلت التانية ما تحصلش التالتة، وإلا يبقى فيه سحر وشعوذة.....والموضوع لا سحر ولا شعوذة يا سيادة اللواء !!.....وبعدين يا سيادة اللواء كلمة أخيرة...قواعد اللعبة بتقول، لو نزلت على سيفها...يبقى برضه تتحسب (ملك) . [email protected]