أثارت تصريحات المرشح الجمهورى المحتمل لرئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية دونالد ترامب جدلا واسعا فى الأوساط الدولية ، بعد أن دعا إلى حظر دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة ردا على هجوم كاليفورنيا الذي أطلق فيه زوجان مسلمان النار عشوائيا فقتلا 14 شخصا الأسبوع قبل الماضي. فهذه التصريحات العنصرية صادرة عن شخص أحمق لا يعى ماذا يقول، ستنمى الكراهية وستؤدى إلى مزيد من التطرف وإشعال الحرائق المعادية للإسلام والمسلمين ليس فى أمريكا فقط بل فى العالم كله. ففى الوقت الذى يعانى فيه حوالى مليار ونصف المليار مسلم حول العالم من تشويه صورة الإسلام على أيدى حفنة من المتأسلمين الذين ليس لهم علاقة بالإسلام وهو منهم براء، يأتى هذا "الترامب" ليصب الزيت على النار ويطلق تصريحاته العدائية بضرورة إغلاق الحدود فى وجه المسلمين بزعم أنهم يكرهون الأمريكيين، وهو بذلك يستميل أصوات اليهود الأمريكيين الذين يلعبون دورا كبيرا فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية وترجيح كفة أى مرشح. والسؤال هنا هو كيف بمرشح رئاسى من المحتمل جدا أن يكون رئيسا لأكبر وأهم دولة فى العالم وهى الولاياتالمتحدة أن يقود العالم فى ظل هذا الكم من الاضطرابات والحروب والنزاعات المسلحة ، وتصاعد وتيرة الإرهاب الذى يضرب دولا كثيرة. وكيف يدعو إلى استبعاد شريحة كبيرة من المجتمع الأمريكى ( يوجد حوالى 8 مليون مسلم فى الولاياتالمتحدة) ، فى حين أنه من المفترض أن يكون – فى حالة فوزه - رئيسا للجميع على اختلاف مستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبغض النظر عن اتجاهاتهم الفكرية والدينية. فالشخص الذى يرأس أكبر اقتصاد فى العالم، ويتحمل مسئوليات أعلى منصب تنفيذى فى الولاياتالمتحدة يجب أن يكون حكيما يمتاز بالتعقل وضبط النفس والكياسة، والقدرة على إدارة أى أزمة ، لكن السير دونالد ترامب هو شخص فاقد لأى مؤهلات يتطلبها هذا المنصب للأسف الشديد. لقد أكد المرشح الرئاسى المحتمل دونالد ترامب بهذه التصريحات أيضا جهله الشديد بالدين الإسلامى الذى يدعو إلى الرحمة والتسامح والسلام ونبذ العنف، والتعايش بين الناس على اختلاف ديانتهم من أجل عِمارة الأرض لا لتخريبها. وليس معنى أن يقوم بعض المتطرفين بأعمال عدائية إجرامية وينسبوها ظلما وزورا إلى الإسلام، أن يعقاب المسلمون جميعا، فالتطرف موجود فى كل مكان ولا يمكن حصره فى ديانة معينة أو بلد معين.