"كسر في الحوض، انزلاق في العمود الفقري، قطع في وتر الركبة، ارتجاج في المخ، رباط صلبي، كسر في القدم".. جملة إصابات وزعت بين معتقلي سجن العقرب بجناح ( H4 دواعي) نتيجة لإعلان إضرابهم عن الطعام واعتراضهم على سوء المعاملة ومنع الأدوية. ونشرت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي أن شرطة سجن العقرب اعتدت على عدد كبير من المعتقلين وأصابتهم بكسور وجروح متفرقة من الجسم. ونشرت صفحة تدعى "سمنود ضد الانقلاب" بيانًا تناشد فيه المنظمات الحقوقية والشخصيات السياسية بالتدخل لإنقاذ ذويهم بسجن العقربالذي وصفوه ب"جوانتانامو العقرب". وأشارت إلى قيام مجموعة من الضباط والأمناء باقتحام الزنازين الاعتداء بالضرب على المعتقلين وإحداث إصاباتهم في الشخصيات الآتي أسمائها "طارق قطب كرداسه- جلطه في النصف الشمال من الجسد، مهندس مسعد قطب المحلة -كسر في الحوض، خالد سحلوب -غير معلوم الإصابة، حازم محمود عبد اللطيف -انزلاق في العمود الفقري، مسعد احمد أبو زيد الصف عنده شلل اطفال-كسر في عضم الفك وجرح عميق وعمل 8 غرز في رقبته، أحمد عبد الله حمدان سيناء -قطع في وتر الركبة، محمد عبد الحكيم المنصور -أربع غرز وجرح عميق بالفم، أسامه عباس المنصورة ارتجاج في المخ". بالإضافة إلي "محمود طلعت عبد الحميد المطرية -كسر في القدم اليمني، مادة أبو شتيا - رباط صليبي، محمود طلعت - كسر في القدم، صبري محمد - كسر في القدم، نبيل عندة شلل اطفال - جرح في الوجه، ياسر محمد خضير - جرح في الوجه، محمد عبد الحكم جرح في الرقبة، إسلام شعبان - كسر في الرقبة، طارق أبو العزم-غير معلوم الإصابة، سمير-غير معلوم الإصابة، سعد-غير معلوم الإصابة". وادعت أن السبب هو قيام معتقلي العقرب بإضراب عن الطعام لمنع الأدوية بجناح (H4 دواعي)، الأمر الذي قابلته قوات الشرطة بقطع النور عنهم لمدة يومي الجمعة والسبت الماضيين، لإجبارهم علي فك الإضراب بالقو". وقال شقيق أحد المصابين، وهو أحمد طلعت عبدالحميد، شقيق محمود طلعت المعتقل بسجن العقرب، إن شقيقه تم التعدي عليه في مجزرة الدواعي h4w4 مما أدي إلي إصابته بكسر في القدم اليمنى وخدوش في الظهر وجروح عامه في باقي الجسد. وأضاف أنه تم اعتقال شقيقه في أحداث 30 يونيو 2015 ومنذ ذاك الحين أي ما يقرب من خمسة أشهر لم تتمكن أسرته من رؤيته ولو لمرة واحدة. وتابع بنبره حزن: "مش عارفين إيه اللي بيحصل فيهم ده، مش قادرين نطمئن عليه، تغيرت ملامحه تمامًا ووزنه حف بطريقة غريبة". وعن انتماءات شقيقه السياسية، أوضح أن أخاه ليست له أي توجهات سياسية ولا ينتمي لأي حركات سياسية على الإطلاق.
وأشار إلى أنه رأى نجله للمرة للأولى وهو معروض على نيابة أمن الدولة ب "يعرج" علي قدمه بعدما تم حقنه بأدوية ليقوى على الحراك في هذا اليوم، لافتًا إلى أن شقيقه أخبره بأنهم "خلعوا ملابسهم وأصابهم في أماكن متفرقة بالجسد". وبسؤاله حول ما إذا كانت الأسماء المذكورة بسجن العقرب فقط أم بأكثر من معتقل، قال إن ذلك يحدث في "ب H4 wing4" بسجن العقرب، موضحًا أن أخاه تقدم ببلاغ لنيابة أمن الدولة. من جانبها، وصفت شقيقة أحد المعتقلين المصابين بسجن العقرب أن الأوضاع في السجن سيئة جدًا، مشيرة إلى أن من به يموتون بالبطيء، قائلة: "أكلهم فنجان أرز". وأضافت في تصريح لها رافضة نشر اسمها، أن "لبسهم يقتصر على البدلة الميرى الخفيفة وتحتها "غيارهم الداخلى" الذي لا يغير إلا عندما يعرضون على النيابة؛ لأنه ممنوع دخول الملابس الداخلية لهم فيغسلون ملابسهم ويرتدونها مبللة لأن مفيش غيرها ومافيش شباشب فى رجلهم". وأوضحت أنهم عندما قاموا باحتجاج عوقبوا وسحب منهم الفراش الذي كانوا ينامون عليه فأصبحوا بلا فراش ولا غطاء، مشيرًا إلى أن الزيارة تمنع بالشهور بدون أي أسباب ويبقى أهلهم يموتوا وينتظرون أي خبر يطمئنهم. وذكرت أن "الزيارة حاليًا ممنوعة وأول أمس بعض الإخوة كان عندهم جلسة ونقلوا لنا أخبارهم". وذكرت أن في "يوم الخميس 3/12 قام أضرب مجمعة من قسم العقرب عن الطعام لمنع الأدوية بجناح ( H4 دواعي)، فقطعوا عنهم النور يومي الجمعة والسبت وأجبروهم علي فك الإضراب". وتابعت: "يوم الأحد دخلوا عليهم مجموعه من الضباط والأمناء والمخبرين ضربوهم وعذبوهم وأحدثوا بهم إصابات بالغة"، وأشارت إلى أن "الضباط الذين فعلوا ذلك هم: أحمد البنا، محمد فوزي، محمد الشافعي". وقال أحمد مفرح الناشط الحقوقي، عضو مؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان إن "الانتهاكات لا تقتصر فقط على سجن العقرب بل هي موجودة في كل السجون لكن بشكل متفاوت". وأوضح مفرح ل"المصريون"، أنه "خلال الأسبوع الماضي زادت حدة الانتقادات الموجهة إلى طريقة تعامل منتسبي جهاز الشرطة ضد العديد من المواطنين الذين تم إلقاء القبض عليهم دون وجه حق أو تم اعتقالهم وتعذيبهم داخل مراكز الشرطة المختلفة، وأسفرت عن حدوث وفيات بداخل أماكن الاحتجاز لبعض ممن تم إلقاء القبض عليهم باعتبار أن الجرائم بداخل أقسام الشرطة هي جرائم ممنهجة وذات سلوك اعتيادي". وأشار مفرح إلى أنه تم تأكيد هذا الأمر عن طريق الطب الشرعي والذي تحدث على لسان أحد مسؤوليه مؤخرًا عن أن الانتهاكات بداخل أقسام الشرطة وخلال الفترة الماضية زادت بنسبة كبيرة، وأنهم يوميًا يصلهم العديد من قضايا التعذيب بداخل أماكن الاحتجاز المختلفة. وذكر أن 12شخصًا ماتوا بسبب الاختناق وارتفاع درجات الحرارة بالبطء، ولم تقم إدارة الأربع أماكن الاحتجاز بنجدتهم أو حتى بإخراجهم من الجحيم الذي ماتوا بداخله، ورغم ذلك لم يتم مساءلة أي مسؤول بوزارة الداخلية، ولم يتم فتح أي تحقيق معهم بتهمة الإهمال الجسيم الذي أدى إلى الوفاة، ناهيك عن أكثر من 353 حالة وفاة حتى نهاية نوفمبر الماضي داخل مراكز الاحتجاز. جدير بالذكر أن وزارة الداخلية تنفي على لسان العديد من مسئوليها ممارسة أي نوع من أنواع الانتهاكات التي تتم بداخل مراكز الاحتجاز سواء فيما تخص قضايا الإخفاء القسري أو فيما يتعلق بجرائم التعذيب".