"انتهاكات شرطية، تدهورات اقتصادية، احتقانات شعبية، استعدادات ثورية، واصطفافات جماهيرية".. مؤشرات كفيلة لتغيير أعتي الأنظمة تجمع كلها قبيل ذكرى 25 يناير التي بدأ العد التنازلى لاستقباله انتهاكات الشرطة فخلال أسبوع واحد شهدت مصر أربع حالات تعذيب في أقسام الشرطة انتهت ثلاث منها بموت المواطن الضحية، إحداها في الأقصر والثانية في الإسماعيلية والثالثة في شبين الكوم، ورابعة في قسم عين شمس، ما جعل المواطنين يستشيطون غضبًا في تلك المواقع، كما شهدت الأقصر مظاهرات غاضبة قطعت الطرق وحرقت الإطارات وهاجمت مديرية الأمن وتوعدت الشرطة بالعقاب. تلك المشاهد التي أصبحت تتكرر بشكل يومي على يد رجال وزارة الداخلية، جعلت محللين يتوقعون نجاح ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير على غرار 2011.
دعوات الاصطفاف عدد كبير من قوى المعارضة تبنت منذ شهور قريبة مسئولية الدعوة لاصطفاف وطني، استعدادًا لنزع فتيل الأزمات العالقة بين المعارضين لنظام 3 يوليو. وكان من أبرز الوجوه الداعية لهذا الاصطفاف الدكتور سيف عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية، والشاعر عبدالرحمن يوسف، والسفير إبراهيم يسري، والدكتور طارق الزمر،رئيس حزب البناء والتنمية، والدكتور محمد محسوب، الوزير السابق للشئون القانونية والمجالس النيابية، وآخرين ممن حملوا على عاتقهم مسئولية توحيد الصفوف قبيل الذكرى الهامة. وفي هذا الإطار أصدرت خرجت 6 إبريل لتدعو لإجراء حوارًا وطنيا بين الأطراف الوطنية لرأب الصدع بين القوى المتناحرة ووضع ميثاق شرف إعلامي، وترسيم العلاقات المدنية العسكرية، والتي لاقت ترحيبًا واسعًا. استعدادات ثورية مع اقتراب الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير تسعى قوى المعارضة للالتقاء في نقطة اتفاق، مع شعورها بخطر وجود النظام على مستقبل الحريات، فيما تستعد الحركات المعارضة لوضع خطة مناسبة لهذا اليوم بدأت تضح معالمها مع اقتراب ذكرى الثورة.
تدهورات اقتصادية علت نغمة ثورة جياع مؤخرًا، ما تعد إنذارا آخر ينبئ بنجاح الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، وصفها خبراء بالكارثة أبرزها، سقوط الاقتصاد المصري بعد ارتفاع الدولار وتعويم الجنيه المصري وما يلاحقه من ارتفاع الأسعار، والغلاء، والتراجع الحاد في احتياط النقد الأجنبي، وضرب مجال السياحة عقب قرارات عدد من الدول بمنع رحلات الطيران لمصر على خلفية ضعف الحالة الأمنية وإسقاط الدائرة الروسية.
احتقانات شعبية ما سبق ذكره ساعد في نمو حالة الاحتقان الشعبي، نتيجة غلاء المعيشة، وزيادة الأسعار، وسوء معاملة مؤسسات الدولة للمواطن وفجر غضب المواطنين قبل 25.
قوى ثورية: 25 نقطة التقاء في هذا الإطار يقول محمد نبيل، المتحدث الإعلامي لحركة 6 إبريل، إن غضب الشعب ينبغي أن يوجه في الطريق الصحيح لنجاح الثورة، محذرًا من الانفجار الشعبي العشوائي الذي لا يسيطر عليه أحد ويضر أكثر مما ينفع. وعلق نبيل، علي استعدادات 6 إبريل لهذا الحدث بقوله، إن "الحركة دعت لاصطفاف ثوري ناشدت الجميع خلاله بالرجوع خطوة للوراء وتكون 25 يناير نقطة التقاء. ونفي قيادي إبريل، أن تكون الحركة رفضت النزول في 25 يناير، قائلاً: مازلنا ندرس القرار حتى الآن والقرار سيكون شعبيًا، مرحبا بأي قوى تسعى للتوحد.
من جانبه قال إبراهيم الشيخ، أحد مؤسسي حملة البداية، إن الثورة ليس لها موعدًا، مشيرًا إلى أن مصر تعيش أجواء ما قبل 25 يناير 2011 من تعذيب، وغلاء أسعار، وبرلمان مشوه، قائلاً:"كل الشواهد تقول إن القادم ثورة". وأضاف الشيخ ل"المصريون"، أن المواطنين لم يعودوا خائفين وسينزلون في الشارع لرفض النظام، مؤكدًا أن نجاح الثورة غير مرتبط بموعد. وعن رأيه في الاصطفاف وبواد التوحد قبيل 25 يناير قال الشيخ، "مفيش قوى مؤثرة، والتعويل علي الشعب، أما القوة المنظمة ليس لهم حضور أو دور يذكر".