رئيس «الطرق والكباري» يوضّح الفرق بين الأتوبيس الترددي والعادي (فيديو)    سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري ببداية تعاملات الأربعاء 17 أبريل 2024    إجراء عاجل من "دي دي مصر" بعد واقعة "فتاة الشروق"    شاهد.. الأمطار تحول مطار دبي إلى بحر وتغرق الطائرات    إنريكي : مواجهة برشلونة لم تكن سهلة.. وفعلنا كل شيء لنكون أفضل منهم    إصابة صفقة الأهلي المنتظرة بالرباط الصليبي (تفاصيل)    أيمن يونس: الزمالك مطالب بتحقيق الكونفدرالية.. والجزيري استعاد الثقة    رئيس مودرن فيوتشر: ننتظر اعتذار الزمالك بسبب ناصر ماهر    اتحاد العاصمة يتأهل لنصف نهائي كأس الجزائر    الأهلي يهزم الزمالك ويتوج ببطولة السوبر الأفريقي لكرة اليد    اختلست مليون و150 ألف جنيه.. السجن 15 سنة ل أمين مخزن مستشفى ببورسعيد    إصابة شخصين فى حريق حظيرة مواشي بأسوان    يتمتعون بجاذبية خاصة.. 3 أبراج لا تكشف أوراقها في الموعد العاطفي الأول    غادة عبد الرازق: «عائلتي قالتلي هتبقى كومبارس وتفضحينا.. قلت لهم هبقى نجمة كبيرة»    غادة عبد الرازق: عمري ما اخترت الراجل الصح اللي اتسند عليه.. كلها كانت غلط    دعاء قصير للمريض: اللهم أذهب من حولِه الهم والحزن والمرض وبدل مرضه بالشفاء العاجل يا كريم    عاجل من استشاري المناعة لكيفية تعامل هذه الفئات مع المنخفض الخماسيني    مصرع مبيض محارة انهارت عليه حفرة أثرية بسوهاج    ملامح تحسين أحوال أئمة الأوقاف المعينين في عهد الرئيس السيسي    بسبب سياسة الهجرة.. بدء عزل وزير الأمن الداخلي الأمريكي    العراق يتسلم قطعة أثرية تعود للعصر السومري من متحف المتروبوليتان بنيويورك الأمريكية    هند عاكف ل صدى البلد: شيرين سيف النصر كانت محبوبة من الكل    الفنان أحمد ماهر ينهار باكيًا على الهواء مع لميس الحديدي.. اعرف السبب    المبعوث الأممي إلى ليبيا يستقيل من رئاسة البعثة عقب تقديم إحاطته بمجلس الأمن    ارتفاع كبير في درجات الحرارة وتدهور الرؤية الأفقية.. الأرصاد تصدر تحذيرا عاجلًا    في مشروع القانون الذي أقره " النواب " .. تعرف علي تفاصيل حقوق كبار السن فى الرعاية حتى بحالات حدوث كارثة طبيعية    القمص بطرس بسطوروس يهنئ رئيس مدينة دسوق بكفر الشيخ بعيد الفطر المبارك|صور    عشرات المحاضر والمخلفات.. المحافظ يقود حملة مسائية لإزالة التعديات ومستوى النظافة بشبرا    السجن المؤبد لعاطلين والمشدد 15 سنة لآخرين بتهمة سرقة توك توك بالإكراه فى سوهاج    تذبذب أسعار الذهب اليوم.. وهذه قيمة عيار 21 الان    هتركب عربية.. أرخص 5 سيارات تحت ال 50 ألف جنيه بسوق المستعمل    حزب الله اللبناني يوقع قتلى وجرحى باستهداف آلية إسرائيلية على الحدود (تفاصيل)    ريمونتادا باريس سان جيرمان أمام برشلونة بدورى الأبطال على تليفزيون اليوم السابع    أول رد من نادي الزمالك على عقوبات رابطة الأندية بعد فوزه على الأهلي| اعرف الحكاية    غادة عبدالرازق: نجاح مسلسل صيد العقارب كسر «نحس» نجاحات كبيرة أردت تجاوزها    مستشار بمركز الأهرام للدرسات السياسية: العالم يعيش مرحلة من السيولة    مدير مركز «استدامة» للتدريب بكفر الشيخ يحصل على الماجستير في إدارة الأعمال|صور    أمير قطر وولي العهد السعودي يؤكدان ضرورة خفض التصعيد بقطاع غزة    أبرز أدعية شفاء المريض.. تعرف عليها    فتاوى تشغل الأذهان.. حكم الدعاء الجماعي عقب الصلاة.. هل تجوز سجدة التلاوة في الصلاة السرية؟ دار الإفتاء تجيب    وزير المالية: القطاع الخاص يجب أن يقود 70% على الأقل من الاقتصاد المصري    سفارة اليونان بالقاهرة تحتفل بالعيد الوطني وسط حضور دبلوماسي كبير    نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: مقترح ببيع الفينو بالكيلو.. و11 غطاسًا يواصلون البحث عن جثمان غريق الساحل الشمالي    ننشر جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني لجميع المراحل في بني سويف    حجازي يوجه بتشكيل لجنة للتحقيق في ترويج إحدى المدارس الدولية لقيم وأخلاقيات مرفوضة    بالفيديو.. خالد الجندي: الأئمة والعلماء بذلوا مجهودا كبيرًا من أجل الدعوة في رمضان    النيابة العامة تنشر فيديو مرافعتها في قضية حبيبة الشماع (فيديو)    إحالة 5 من العاملين بوحدة تزمنت الصحية في بني سويف للتحقيق لتغيبهم عن العمل    محافظ دمياط تناقش استعدادات مدينة رأس البر لاستقبال شم النسيم وموسم صيف 2024    وزارة النقل العراقية توضح حقيقة فيديو الكلاب الشاردة في مطار بغداد الدولي    "من 4 إلى 9 سنين".. تعرف على سن التقدم للمدارس اليابانية والشروط الواجب توافرها (تفاصيل)    روشتة صحية لمواجهة رياح الخماسين غدا.. وهؤلاء ممنوعون من الخروج للشارع    خبير تغذية يحذر من هذه العادات: تزيد الوزن "فيديو"    بالشيكولاتة.. رئيس جامعة الأزهر يحفز العاملين بعد عودتهم من إجازة العيد.. صور    شولتس يعلن اتفاقه مع شي على التنسيق بشأن مؤتمر السلام الخاص بأوكرانيا    بعد تحذيرات العاصفة الترابية..دعاء الرياح والعواصف    وزير التعليم: مد سن الخدمة للمُعلمين| خاص    بعد التحذير الرسمي من المضادات الحيوية.. ما مخاطر «الجائحة الصامتة»؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السناوي: سقوط الشرطة محتمل ويتبعه سقوط الدولة
نشر في المصريون يوم 02 - 12 - 2015

انتقد الكاتب الصحفي عبدالله السناوي الانتهاكات التي قام بها افراد من جهاد الشرطة ضد عدد من المواطنين في الايام السابقة لافتاً إلى أنه لا توجد خطة واضحة تحافظ على الامن والحريات في آن واحد .
ولفت السناوي إلى أن "أي سقوط محتمل للأمن سقوط للدولة" مطالباً بضرورة وضع إستراتيجية أمنية لمكافحة الارهاب في إطار أفق سياسي "بحسب وصفه"
وإلى نص مقال "السناوي" المنشور في الشروق:
لا يجدى تلخيص الأزمة الأمنية فى انتهاكات بعض الضباط للحق فى الحياة ولا إحالتهم إلى جهات التحقيق ولا تبرؤ وزير الداخلية من أن يكون التعذيب ممنهجا.
التبرؤ إيجابى كأنه عهد بوقف أية انتهاكات والتزام بألا يفلت أحد من العقاب.
غير أنه يقصر بذاته عن أن يكون حلا أو شبه حل لظاهرة تفشت حتى تكاد تنزع الغطاء الشعبى عن الأمن كله فى لحظة حرب ضارية مع الإرهاب.
الذين ينتهكون الكرامة الإنسانية لمواطنيهم يخونون فى الوقت نفسه الدماء التى بذلها مئات الضباط والجنود تثبيتا للدولة من أى سقوط محتمل.
الوزير يتحدث عن أن هناك محاولات تتعمد إسقاط الشرطة، وهذا كلام صحيح فى المجمل غير أنه يستدعى التساؤل عن مدى مسئولية الشرطة نفسها فى توفير الأجواء لمثل هذا السقوط.
الاستهتار بالمواطنين العاديين أول علامات السقوط كأن أحدا لم يتعلم شيئا من تجربة «يناير».
بعد ثورتين يصعب التنكيل بالمواطنين دون عواقب وخيمة.
المظاهرات والاحتجاجات التى خرجت فى توقيت واحد بأكثر من محافظة تحتج على القتل خارج القانون بأقسام الشرطة ليست كل التداعيات المتوقعة.
أخطر ما هو متوقع ضخ دماء جديدة فى شرايين الإرهاب، كأن الضابط الذى ينتهك يحشو رصاصا جديدا فى بنادق الإرهاب التى تستهدف ضباطا آخرين.
عندما يقول وزير الداخلية اللواء «مجدى عبدالغفار» بما يشبه الاعتراف إن الدولة تواجه حاليا مشكلة انضمام مئات الشباب إلى التنظيمات الإرهابية فإن الأزمة أكبر مما نعتقد ومواطن الخلل تستدعى حسما ‪كاملا‬ وفق قواعد معلنة.
التصريح بنصه دليل على افتقار الدولة لأية استراتيجية شبه متماسكة تواجه الإرهاب.
وهذا كلام فى السياسة قبل الأمن.
غياب السياسة يفضى إلى تغول الأمن خارج أدواره الدستورية والقانونية.
حيث الفراغ السياسى فإنه يتقدم إلى غير ميادينه.
وحيث لا توجد قواعد فهو القاعدة.
هذا وجه رئيسى للأزمة لا يمكن إنكاره.
بمعنى صريح لا يمكن بناء أية استراتيجية كفؤة لمواجهة الإرهاب بلا أفق سياسى يمتد إلى إصلاح مؤسسات الدولة التى أصابها العطب وجرفت على نحو نال من احترامها.
عندما لا يكون هناك مسار سياسى واضح فإننا داخلون لا محالة إلى أزمات جديدة تضرب فى بنية دولة تتعافى بالكاد ومن بينها أجهزتها الأمنية.
تعريف دور الأمن مسألة ضرورية فى أية نظرة ممكنة لإصلاح منظومته.
دور الأمن أن يحفظ القانون لا أن يعتدى، أن يخدم شعبه لا أن يفترى.
الاستهتار بالمواطن العادى غطرسة قوة لا هيبة دور.
فى أى سقوط محتمل للأمن سقوط للدولة.
السؤال عن دور الأمن هو نفسه سؤال دولة القانون.
يصعب الادعاء بأن فى مصر دولة قانون.
أحد وجوه الأزمة إغفال أية صيغة توفق بين الأمن والحرية أو بين ضرورات الحرب مع الإرهاب وصون الحريات العامة.
فى غياب أية صيغة حديثة تمدد الأمن إلى أمور لا شأن له بها وفق أية قواعد دستورية وقانونية كإنشاء أحزاب والتدخل فى تشكيل قوائم انتخابية والترتيب لائتلاف الأغلبية فى البرلمان الجديد.
على ذات النهج سحب تدخله من الجامعات استقلالها ومن العمل الطلابى السلمى حقه الأصيل.
بصورة أو أخرى الانتهاكات المتواترة تعبير خشن عن هذا التغول.
أسوأ استنتاج ممكن أن يعتقد بعض الضباط أنهم سلطة فوق النظام والقانون والشعب.
وضع الأمور فى نصابها أول خطوة جدية لأى إصلاح ممكن فى الجهاز الأمنى.
تعريف دور الأمن قبل ممارسة صلاحياته.
احترامه واجب لأداء وظيفته غير أنه لابد أن يعامل شعبه وفق القواعدالقانونية.
غياب القواعد أحد أسباب السقوط فى يناير (2011).
لم يكن يتردد وزير الداخلية الأسبق «حبيب العادلى» فى القول «إن أى ضابط يسقط تقطع رقبته».
بمعنى نزع أية حماية عمن يثبت علنا أمام الصحافة ضلوعه فى جرائم يحاسب عليها القانون.
رغم إحالة عدد من الضباط لجهات التحقيق لم يحدث أدنى تحسن فى علاقة الأمن بمواطنيه ولا انخفضت الانتهاكات فى أقسام الشرطة ولا منعت اختراقات الأحزاب السياسية والتدخلات فى المشروعات الاقتصادية ولا أى شىء آخر خارج القانون.
منذ عام (2005) تحول اللواء «العادلى» إلى وزير داخلية «التوريث».
فى هذا التحول أفقد الجهاز الأمنى طابعه الوطنى العام، وهذا سبب جوهرى آخر فى السقوط الذى جرى.
بعد «يناير» تبدت الحاجة إلى إعادة بناء الجهاز الأمنى من جديد.
لا بلد فى العالم يستغنى عن أمنه، الجنائى قبل السياسى، وكلاهما ضرورى.
غير أن الذى يفرق بين دولة وأخرى وجود الحدود القانونية الفاصلة بين ما هو ضرورى وما هو متغول.
فى ذلك الوقت العصيب طرحت أفكار كثيرة من داخل وزارة الداخلية وخارجها على السواء لإعادة هيكلتها من جديد.
غير أن تعبير الهيكلة أسىء استخدامه من جماعة الإخوان المسلمين إلى حد أنه بات مرادفا ل«أخونة الشرطة» وتصفية الحسابات القديمة باسم مشروع «التمكين».
وقد جرت اختراقات لمناطق أمنية حساسة دفع ثمنها من اغتيالات ممنهجة لبعض ضباط الشرطة فى أعقاب (30) يونيو.
فى اللحظات العصيبة تمردت الأغلبية الساحقة من الجهاز الأمنى على سلطة الجماعة وتعليماتها بقمع التظاهرات السلمية التى قادتها القوى المدنية وشبابها غير أن الروح الجديدة أخمدت سريعا وأفلتت فرصة لا تعوض لمصالحة تاريخية بين الشرطة وشعبها.
من «التوريث» إلى «التمكين» تهاوت تصورات ورهانات وسقط رجال غير أن أحدا لم يستوعب التجربة المريرة ولا أقدم على إصلاح الجهاز الأمنى لتتسق مهامه مع ثورتين دعتا إلى دولة مدنية ديمقراطية حديثة تصون كرامة مواطنيها.
فى تقويض الرهانات الكبرى مشروع سقوط جديد لا تحتمله مصر المنهكة.
القضية ليست فى أن بعض الضباط انفلتوا عن أى قيد قانونى أو أخلاقى بقدر ما هى أن تكون وجهة الحركة واضحة وسمعة الأمن مستحقة وحقوق الإنسان مصانة.
الأزمة الأمنية الوجه الآخر للأزمة السياسية فى بلد قام بثورتين ولم يحقق إنجازا حقيقيا فى طبيعة الدولة.
هذه هى الحقيقة بلا تزيد.
الفرصة مازالت متاحة لإصلاح كل ما تهدم بشرط احترام الدستور لا الاستخفاف به.
بكلام آخر الإصلاح الأمنى ضرورى لكنه لابد أن يدخل فى سياق سياسى أشمل يعلى شأن دولة القانون فى هذا البلد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.