مبكراً دخل الخليفة التقي في مواجهة مع امراء بني أمية.. طالبهم برد أموال يرى انها ليست من حقهم وانما حق لبيت مال المسلمين او حق لأصحابها.. لم يكفه ذلك بل بعث في وضح النهار منادين ينادوا في الناس بأن يعرضوا مظالمهم من بني امية وحقوقهم في اموال ينعمون بها..مغامرة غير مأمونة العواقب.. يفعلها وهو مازال يتحسس طريقه في قصر الخلافة.. غيره يطلب رضا قومه ويتجنب سخطهم.. لكنه عمر بن عبد العزيز وهذا يكفي ليفعلها.. ويفعلها الآن وليس غداً..جاءته مظالم الناس من بني أمية..وكان شغله الشاغل هو رد المظالم لأهلها.. يوماً انهكه التعب فقال لابنه " لنستكمل رد المظالم بعد صلاة الظهر " رد عليه ابنه " وما يدريك أبي أنك تعيش حتى الظهر"!!.. ابنه تقي مثله..في بيت عمر التقوى بالوراثة!! يأتيه مظلوم من أهل الذمة فيشكو اليه قطعة أرض أخذها العباس بن الوليد بن عبد الملك، الاثنان يحضران في مجلس عمر، يطلب عمر من العباس ان يرد على شكوى الذمي، يرد العباس بانها قطعة أرض اهداها له امير المؤمنين الوليد بن عبد الملك.. وبكتاب مكتوب.. رد عليه عمر رداً قاطعاً " كتاب الله أحق أن يتبع من كتاب الوليد.. رد له أرضه ".. امراء بني امية يتذمرون ويلجأون الى سيدة من البيت الأموي لها قدرها وهيبتها.. فاطمة بنت مروان عمة الخليفة التقي..تذهب اليه تحمل غضبها وغضب أهلها.." بنو أمية يهانون في زمنك يا عمر..تاخذ اموالهم فتعطيها غيرهم ..يسبهم الناس عندك فلا ترد ولا تنكر؟! " أخذ الخليفة التقي بيدها ليخفف من غضبها ويخبرها بمقصده..مقصده كان النهر الذي تركه رسولنا الكريم فياضاً وعادلاً..صانه اصحابه من بعده..تغير الحال بعدهم وكاد النهر ان يجف بفعل فاعلين..الأغنياء يشربون من النهر والفقراء يظمأون على ضفافه.. مهمته العاجلة هي اعادة النهر الى حالته الأولى..يجري فياضاً وعادلاً.. لن يتراجع عمر عن مهمته..فشلت مهمة عمته..خرجت من عنده ليستقبلها أمراء بني أمية يستبشرون خيراً .. صدمتهم بحقيقة ساطعة كالشمس " تزوجتم من بيت عمر بن الخطاب..هذا قدركم.. عمر مثل عمر ". عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. Facebook: Albarjal