انطلقت صباح اليوم الاثنين، عملية تصويت المصريين في 139 بعثة دبلوماسية بالخارج، وذلك في جولة الإعادة بالمرحلة الثانية من الانتخابات النيابية، والتي من المفترض أن تستمر ليومين، وذلك بحسب توقيتات الدول الموجودة بها. ويتراوح عدد المصريين في الخارج ما بين 8 و10 ملايين، يتمركز أغلبهم في منطقة الخليج، خاصة في السعودية والكويت والإمارات. ويخوض 426 مرشحًا المنافسة على 213 مقعدًا في هذه الجولة التي تضم 99 دائرة انتخابية، وذلك بعدما فاز 9 مرشحين في الجولة الأولى من المرحلة الثانية. فيما تقتصر جولة الإعادة على الانتخاب بالنظام الفردي، وذلك بعدما فازت قائمة "في حب مصر" بالمقاعد المخصصة للانتخاب بنظام القوائم من الجولة الأولى. وقائمة "في حب مصر"، يتزعمها وكيل المخابرات العامة السابق سامح سيف اليزل، وظلت تنفي اتهامات لها بأنها محسوبة على السلطات الحالية طيلة الفترة الماضية، وفي تصريحات متلفزة مؤخرًا اعترف اليزل أن القائمة تضم مرشحين سابقين للحزب الوطني المنحل (حزب مبارك)، غير أنه قال إنهم من "نظيفي اليد". وافتتحت سفارة مصر في نيوزيلاندا الاقتراع بجولة الإعادة باستقبال الناخبين الراغبين في الإدلاء بأصواتهم، وتلحقها اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان ومنغوليا وروسيا والصين وإندونيسيا على التوالي، وذلك نظرًا لوجود فارق توقيت بين القاهرة وعواصم تلك البلدان، حيث يتم فتح باب التصويت اعتبارًا من الساعة التاسعة صباحًا بتوقيت كل دولة. ويدلي المصريون بأصواتهم في 139 سفارة وقنصلية مصرية، بينما لم يجر الاقتراع في أربع دول هي سوريا واليمن وليبيا وإفريقيا الوسطى بسبب الأوضاع الأمنية فيها. وشهدت عملية التصويت في الخارج خلال المرحلة الأولى مشاركة ضعيفة للغاية، حيث وصلت نسبة المشاركة 0.11٪ من إجمالي عدد الناخبين، الذين يحق لهم التصويت في تلك المرحلة، مقارنةً بنسبة تصويت مصريي الخارج في انتخابات مجلس الشعب 2011، والتي اقتربت من 35% من إجمالي أعداد الأصوات. فيما شهدت الجولة الثانية، بحسب حمدي لوزا نائب وزير الخارجية المسؤول عن ملف انتخابات المصريين بالخارج، زيادة نسبية عن المرحلة الأولى، لافتًا إلى أن إجمالي عدد الأصوات في المرحلة الثانية بلغ 37168 صوتًا، بزيادة حوالي 22% من إجمالي الأصوات في المرحلة الأولى من الانتخابات. ومن أبرز المرشحين لخوض الصراع الانتخابي، مرشحون كانوا في الحزب الوطني المنحل، حزب الرئيس الأسبق حسني مبارك، وحزب "النور"، وحزب "المصريون الأحرار"، والوفد (ليبرالي)، إضافة إلى قائمة "في حب مصر" التي اكتسحت أصوات المرحلة الأولى. ويشهد الشارع السياسي حالة من التلاسن والصراعات بين الأحزاب والقوائم الانتخابية والمستقلين، فيما يرى مراقبون تحدثوا للأناضول في وقت سابق أنها ستنتج "برلمانًا ضعيفًا اعتمادًا على المصالح الشخصية والحزبية وليست الكفاءة". والانتخابات النيابية، التي تقاطعها جماعة الإخوان المسلمين، هي ثالث الاستحقاقات، التي نصت عليها "خارطة الطريق"، والتي تم إعلانها في 8 يوليو/ تموز 2013 عقب إطاحة الجيش ب"محمد مرسي" أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً، وتضمنت أيضاً إعداد دستور جديد للبلاد (تم في يناير/ كانون الثاني 2014)، وانتخابات رئاسية (تمت في يونيو/ حزيران 2014). ويبلغ عدد مقاعد مجلس النواب 568 مقعدًا، 448 يتم انتخابهم بالنظام الفردي، (226 مرحلة أولى، و222 مرحلة ثانية)، و120 مقعدًا من قوائم الأحزاب المغلقة في أنحاء الجمهورية على مرحلتين (60/60)، إضافة إلى عدد من المقاعد لا يزيد عن نسبة 5% (من إجمالي مقاعد المجلس) يعينهم رئيس البلاد. وأقر الدستور المصري الجديد، نظام "الغرفة البرلمانية الواحدة"، وتمت تسميتها ب"مجلس النواب"، وأُلغيت الغرفة الثانية التي كان يشملها الدستور السابق، وهي ما كانت تُعرف ب"مجلس الشورى".