دافع رئيس تحرير جريدة "المشهد" الأسبوعية مجدي شندي عن الزيارة, التي قام بها البابا تواضروس الثاني, بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة المرقسية, إلى القدسالمحتلة، للمشاركة في جنازة الأنبا أبراهام, مطران القدس والشرق الأدنى. وقال شندي ل"الجزيرة" إن "سفر تواضروس إلى القدس, لا يمكن تفسيره سياسيا، خاصة أن الزيارة لا تتضمن لقاء أي مسئول"، حسب تعبيره. وتابع "الزيارة استثنائية, وتعد نوعا من التكريم من جانب الكنيسة المصرية لمطران القدس الراحل، الذي يعتبر ثاني أهم شخصية في الكنيسة الأرثوذكسية بعد البطريرك". ورجح شندي ألا تفتح الزيارة الباب أمام الأقباط للسفر إلى القدس، مشيرا إلى أن شرائح واسعة من المصريين ترفض زيارة المدينة, وهي تحت الاحتلال. ورغم تبرير شندي للزيارة، فإنه رفض توقيتها, الذي يحاصر فيه الاحتلال المسجد الأقصى, ويمارس انتهاكات يومية بحق الفلسطينيين. وأثارت زيارة تواضروس إلى القدس جدلا واسعا, بالنظر إلى أن المجمع المقدس كان قرر في جلسته بتاريخ 26 مارس 1980 منع سفر المسيحيين المصريين للحج في الأراضي المقدسة, دون حل القضية الفلسطينية. واعتبر المؤيدون للزيارة أنها دينية ولا تحمل أبعادا سياسية، فيما نظر إليها الرافضون، علي أنها كسر لقرار الحظر, الذي أصدره المجمع المقدس. ولم يقتنع البعض بالتبرير, الذي قدمته الكنيسة حول زيارة البابا تواضروس للقدس، وهي الصلاة على جثمان مطران القدس الراحل، ومن وجهة نظرهم, فالقول بأنه من الضروري أن يصلي البابا علي الأسقف, لم يحدث عندما توفي الأنبا ميخائيل مطران أسيوط, فلم يذهب البابا تواضروس لأسيوط للصلاة علي جثمانه, كما أن البابا الراحل شنودة قد صلي علي جثمان أسقف القدس الأسبق بكنيسة العذراء بالزيتون. وكان تواضروس وصل إلي القدس في 26 نوفمبر ، علي رأس وفدي كنسي يضم 8 من كبار القساوسة, لصلاة الجنازة علي روح الأنبا إبرام , الذى وافته المنية صباح الأربعاء 25 نوفمبر . والأنبا إبرام, الذي توفي عن عمر ناهز 73 عاما, قضى فى منصبه مطرانًا للقدس 24 عاما, دافع خلالها عن أملاك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى القدس والأراضى الفلسطينية المحتلة من اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلية. وقال المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية، القس بولس حليم، إن زيارة البابا إلي القدس لا علاقة لها بأي أجندة سياسية وإنما تأتي لأسباب دينية وروحية، وأوضح أن الكنيسة كانت تنوي، في بادئ الأمر إرسال وفد كنسي لحضور جنازة الأنبا إبرام دون أن يترأسه البابا شخصياً، ولكن تغير الأمر بعدما علمت الكنيسة بوصية الأنبا إبرام بأن يدفن في القدس, وليس في مصر، وهذا يعني أن البابا تواضروس لن يستطيع أن يصلي علي الجثمان داخل الأراضي المصرية، وقد دفعه هذا للسفر إلي القدس بنفسه. ورفض البابا الراحل شنودة مشاركة الكنيسة المصرية الأرثوذكسية في تطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل, وحظر السفر إلى القدس في 1980، على خلفية توقيع اتفاقية السلام . وكان البابا الراحل شنودة رفض السفر إلي جوار الرئيس الراحل أنور السادات في نهاية السبعينيات، الأمر الذي كان بداية الخلاف بين البابا والرئيس والذي انتهي بإبعاد البابا إلي دير وادي النطرون في سبتمبر 1971، كما أن البابا كيرلس السادس الذي سبق البابا شنودة كان له موقف ماثل، حيث رفض زيارة القدس عام 1967 , بعد وقوعها في يد الاحتلال الإسرائيلي.