ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية أن حادث تحطم الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء المصرية, والتوتر المتصاعد بين أنقرةوموسكو, جاء بنتائج إيجابية لإسرائيل. وقالت الصحيفة في تقرير لها في 26 نوفمبر إنه بعد حادث طائرة الركاب الروسية, كانت تركيا هي المكان المفضل للسياح للروس, الذين غادروا مدينة شرم الشيخ المصرية, للتمتع بأجوائها الدافئة, مقارنة بالبرد القارس في بلادهم, بالإضافة إلى الاستفادة من نظام التأشيرة الحرة بين موسكووأنقرة. وتابعت " لكن بعد إسقاط تركيا لطائرة عسكرية روسية, وتصاعد التوتر بين البلدين, سعت شركات السياحة الإسرائيلية لاستغلال هذا الأمر, ومحاولة جذب المزيد من السياح الروس". وأشارت إلى أنه حتى قبل تصاعد التوتر بين موسكووأنقرة, سعت إسرائيل لجذب السياح الروس, الذين غادروا مصر, عبر استثمار 2.6 مليون دولار إضافية في حملة ترويجية. وأضافت الصحيفة أنه ضمن هذه الحملة, نشرت شركات السياحة الإسرائيلية إعلانات بالتليفزيون الروسي للترويج لشواطيء منتجع إيلات. وأشارت "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن تل أبيب تسعى بقوة لجذب ملايين السياح الروس بعيدا عن مصر وتركيا, بعد أن استحوذت الدولتان العام الماضي على ثلث السياحة الروسية. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توعد في 17 نوفمبر بملاحقة من يقفون خلف حادث إسقاط طائرة الركاب فوق سيناء أينما كانوا، مؤكدا أن موسكو ستتصرف وفقا للمادة 51 من الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة . وأضاف "سنتعقبهم أينما كانوا وسنجلبهم فردا فردا من أي بقعة من بقاع الأرض، وعلينا أن نزيد من وتيرة الضربات الجوية لمواقع الإرهاب في سوريا". وجاءت هذه التصريحات عقب انتهاء التحقيقات بشأن الطائرة الروسية المنكوبة، وإعلان موسكو أنها أسقطت بفعل عبوة ناسفة . ويقول خبراء قانونيون إن المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة، تجيز للدول التحرك بشكل منفرد أو جماعي لمكافحة الإرهاب بالاستناد إلى حق الدفاع عن النفس في حالة التعرض لهجمات إرهابية، ولكن المشكلة تكمن في أن هذه المادة يمكن تفسيرها بطرق مختلفة. وأثارت تهديدات موسكو بملاحقة المتورطين بإسقاط طائرتها تساؤلات عن المدى الذي قد تذهبت إليه روسيا عسكريا وإمكانية أن تستهدف مواقع في سيناء. وكانت مجلة "دابق" الإلكترونية التابعة لتنظيم الدولة " داعش" نشرت في 18 نوفمبر صورة قالت إنها للقنبلة بدائية الصنع التي تم بها إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء . وحسب "رويترز", ظهر في الصورة عبوة مياه غازية وبجوارها ما يبدو أنه جهاز تفجير ومفتاح، كما نشرت صورة تضمنت جوازات سفر تخص ضحايا من المسافرين الروس, حصل عليها التننظيم. وقال التنظيم إنه تمكن من تهريب القنبلة إلى الطائرة الروسية من خلال ثغرة أمنية في مطار شرم الشيخ، مضيفا أنه خطط في البداية لإسقاط طائرة غربية فوق سيناء، وتحولت إلى هدف روسي بعدما بدأت روسيا الضربات في سوريا. وفي تبريره لتفجير الطائرة التي خلف سقوطها 224 قتيلا، أشار التنظيم إلى أنه "يريد أن يري الروس وحلفاءهم أن لا مكان آمنا في أرض المسلمين وسمائهم، وأن قتل طائراتهم للعشرات يوميا في الشام لن يجلب عليهم سوى المصائب، وأنهم سيُقتلون كما يَقتلون", على حد قوله. وأعلنت موسكو في 17 نوفمبر أن قنبلة وراء تحطم الطائرة الروسية التى انشطرت في الجو بعد 23 دقيقة من اقلاعها من مطار شرم الشيخ في طريقها إلى سان بطرسبورغ. وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتكثيف حملة القصف الجوي في سوريا ردا على تفجير الطائرة، فيما أعلنت وكالة الأمن القومي الروسية عن مكافأة بقيمة خمسين مليون دولار (47 مليون يورو) لقاء أي معلومات تؤدي إلى القبض على المسؤولين عن تفجير الطائرة. وبعد أيام على تحطم الطائرة، علقت روسيا كل الرحلات إلى مصر ومنعت شركة مصر للطيران من القيام برحلات إلى روسيا. وأعلنت مصر في 17 نوفمبر تعزيز إجراءات الأمن في مطاراتها, بما فيها التعاون مع خبراء من بلدان وممثلي شركات الطيران لضمان "أقصى مستوى من الأمن". وانتقد المحامي المصري ناصر أمين عضو المجلس القومي لحقوق الانسان، ما صرح به بوتين، حول اعتماده على نص المادة "51 " من ميثاق الأممالمتحدة, للبحث عن الجناة المتورطين في إسقاط الطائرة الروسية داخل سيناء. وفي تدوينة له علي موقع "تويتر" في 18 نوفمبر , قال بوتين :"إعلان روسيا استخدام المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة بشأن استهداف طائرتها فى سيناء تصريح كارثى". وتابع "المادة 51 من الميثاق تتيح حق التدخلات العسكرية الفردية أو المتعددة لحين صدور قرار من مجلس الأمن بشان اتخاذ قرار متصرفا بموجب الفصل السابع". وطالب أمين بتحرك الدبلوماسية المصرية, قائلا :"على الدبلوماسية المصرية التحرك فى أسرع وقت للرد على هذا التصريح. الامر خطير وغير مقبول الصمت امامه.. الصمت على حق روسيا فى استخدام الماده 51 من ميثاق الأممالمتحدة .جريمة لا يجب التضليل عليها". وكانت الطائرة الروسية المنكوبة -وهي من طراز إيرباص 321- تحطمت في سيناء في 31 أكتوبر الماضي بعد دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، وتبنى تنظيم الدولة إسقاطها، وهو ما رجحته عواصم غربية, قبل أن تؤكد روسيا فرضية العمل الإرهابي.