منذ عام 1981، يحتفل العالم بذكرى مناهضة العنف ضد المرأة، والتي اتفق أنصار حماية حقوق المرأة على أن يوم 25 نوفمبر من كل عام سيسجل كيوم عالمي لمحاربة العنف ضد المرأة، وذلك انطلاقًا من ذكرى الاغتيال الوحشي للأخوات الثلاثة ميرابال، وهن من الناشطات السياسيات في جمهورية الدومينيكان في 1960 بناء على أوامر الحاكم الدومينيكى روفاييل تروخيليو، وعلى هذا فقد أعلنت الجمعية العامة يوم 25 نوفمبر يومًا دوليًا للقضاء على العنف ضد المرأة، ورغم توقيع مصر العديد من الاتفاقيات الدولية لحماية المرأة والقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة عام 1984، لكن ما زالت هناك العديد من الانتهاكات التي تمارس ضد المرأة في المجتمع بكل أشكالها وأنواعها. ثلاث.. نلن نصيبهن من العنف حديثًا رغم تعدد الحالات للسيدات اللاتي واجهن عنفًا في الفترة الأخيرة، منهن والتي «إسراء الطويل» تتصدر حالات الانتهاكات ضد المرأة، «مصابة وعرجاء ولا تستطيع أن تمشي إلا خطوات بسيطة داخل المنزل»، بهذه الكلمات وصف محفوظ الطويل ابنته إسراء معلنًا عن اختفائها، وعدم مقدرته معرفة أسباب اختفائها. اختفت بصحبة زميليها صهيب سعد وعمر محمد من على كورنيش النيل بالمعادي، بعد توجههم للعشاء وركوب الخيل، وكانت تحمل كاميراتها الشخصية، التي لم تفارقها أبدا، بحسب المتعاملين معها، وذلك وفقًا لرواية والدها وأصدقائها. وجهت لها تهمة الانضمام لجماعة إرهابية، أسست على خلاف القانون، وبث أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن والسلم العام، وما زالت أسيرة خلف الأسوار رغم سوء حالتها الصحية. وتلتها «ماهينور المصري» ناشطة سياسية ومحامية مصري، وثاني أشهر حالات الانتهاكات،عضو بحركة الاشتراكيين الثوريين، اشتهرت بمواقفها المؤيدة لحقوق العمال، بالإضافة إلى مشاركتها في ثورة 25 يناير ومظاهرات 30 يونيو. تم تأييد الحكم عليها في 20 مايو 2014، بالحبس عامين بحسب قانون التظاهر بتهمة «التظاهر دون تصريح، والتعدي على قوات الأمن»، خلال مشاركتها في وقفة تضامنية بالتزامن مع محاكمة المتهمين بقتل خالد سعيد، وتقضي فترة عقوبتها بمحبسها في سجن الأبعدية بدمنهور. و«شيماء الصباغ» من أكثر حالات الانتهاكات المثيرة للانتقاد، أمينة العمل الجماهيري في أمانة حزب التحالف الشعبي بالإسكندرية، كانت قد قتلت شيماء الصباغ، أثناء مشاركتها في مسيرة نظمها أعضاء الحزب في ميدان طلعت حرب بمنطقة وسط البلد لإحياء الذكري الرابعة 25 يناير، واتهم الحزب قوات الأمن بإطلاق الخرطوش تجاه "الصباغ" من مسافة قريبة ما أدى إلى مقتلها.
«التحرش» من نصيب فتيات الجامعات ومن أكثر الحالات المنتشرة في الفترة الأخيرة حالات الاعتداءات على المرأة حتى وصل الأمر إلى طلبة الجامعات، فقد شهدت كلية الحقوق في أحد الجامعات جريمة اعتداء عامل "فراش "على إحدى الطالبات، فضلا عن وجود 5 حالات تحرش خلال هذه الفترة، منها 3 حالات من قبل العاملين بالجامعة "الفراشين" لطالبات بالجامعة، وأخرى من قبل أستاذ بالجامعة. كما رصد الائتلاف العالمي للحريات والحقوق أبرز الانتهاكات ضد المرأة منذ عام 2013 والتي تمثلت في 1147حالة تحرش جنسي و317 حالة كشف الحمل قسرا، و90 حالة قتل النساء، و82 حالة في السجون، و25 حالة إحالة للمحاكمات العسكرية و3 حالات اختفاء قسري و4 حالات إعدام و5 حالات مؤبد. وأورد تقرير منظمة العفو الدولية تكرار حوادث الاعتداءات على الجماعية على المرأة في الفترة الأخيرة خاصة في الأماكن التي شهدت تجمعات كبيرة مثل تظاهرات ميدان التحرير، كما تتعرض النساء أحيانا إلى التعدي عليهن بالضرب بالعصي والآلات الحادة، فيما لم تظهر السلطات الاهتمام اللازم لحماية السيدات من مثل هذا النوع من التعديات. ووفقا لاستطلاعات الرأي أجرتها وزارة الصحة المصرية، فإن نحو نصف النساء اللاتي شاركن في الاستطلاع قلن إنهن تعرضن للعنف الأسري، فيما قال أخريات إنهن تعرضن للإيذاء الجسدي والنفسي، حيث يقوم أزواجهن بضربهن. ومن أكثر حالات العنف ضد المرأة حالات التحرش التي تتعرض له المرأة، خاصة في أيام العيد في الأماكن المزدحمة، حيث تم ضبط ما يقرب من 115 حالة تحرش لفظي بالفتيات خلال يومي عيد الأضحى المبارك، بالإضافة إلى حالة واحدة فقط تحرش جسدي، وتم تحرير محضر لكل واقعة وإحالة المتهمين إلى النيابات المختصة، وتشهد منطقة السينمات في الأعياد بشوارع وسط البلد الكثير من حالات الاعتداءات بسبب الإقبال الكثيف للصبية والمراهقين والعائلات منذ منتصف النهار ويأخذ في الازدياد حتى ساعات متأخرة من اليوم، حيث تم رصد 112 واقعة تحرش لفظي، وكذلك رصد 24 وقائع تحرش جسدي. وفي عيد الأضحى شهدت منطقة كوبري قصر النيل حادث اعتداء استهدف أربع فتيات تعرضن للتحرش الجنسي الجسدي أكثر من مرة من قبل بعض المجهولين من المراهقين والشباب، حيث تدخل بعض الأفراد لمنع استمرار تعرضهن للتحرش، ومساعدة الفتيات في إيقاف الأشخاص الذين قاموا بالانتهاكات، وهو الأمر الذي دفع مرتكبى التحرش والاعتداءات لاستخدام الأسلحة البيضاء وإشهارها تجاه المتطوعين ومحاولة الاعتداء عليهم. وكشف العميد محمد كمال، رئيس قطاع حقوق الإنسان بمديرية أمن الإسكندرية، في كلمته التي ألقاها ضمن فعاليات اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي ينظمه المجلس القومي للمرأة بالإسكندرية، عن قيام مديرية الأمن بشن حملات يومية بسيارات الشرطة أمام المدارس، لمنع محاولات التحرش الخاصة بالشباب، بالإضافة إلى وجود حملات توعية في المدارس والجامعات ضد التحرش والعنف ضد المرأة. كما أكد «كمال» وجود مختصين بحقوق الإنسان والعنف ضد المرأة في جميع وحدات أقسام الشرطة بالإسكندرية، فضلا عن الاستعانة بضابط و2 معاونين مهمتهم فقط تلقى مثل هذه البلاغات. وعلى الرغم من كل هذه الجهود إلا أن مصر صنفت من أسوأ دول العالم في التمييز ضد المرأة وفقًا لعدد من الدراسات، منها دراسة مؤسسة «تومسون رويترز» التي أجريت عام 2013، والتي رأت أن مصر هي أسوأ بلد في العالم العربي يمكن للمرأة أن تعيش فيه، بينما اختارت المؤسسة "جزر القمر" كأفضل دولة في معاملة المرأة في العالم العربي. وفي عام 2006 رصد المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية عدد حالات الاغتصاب المعلن عنها في مصر، ووجد أن نسبة الاغتصاب ارتفعت إلى 20 ألف حالة اغتصاب في السنة، أما المركز المصري لحقوق المرأة فقد أجرى مسحًا وجد فيه أن نسبة 64.1% من المصريات يتعرضن للتحرش بصفة يومية.