* بعيدا عن المبالغات والمجاملات وقلب الحقائق والغش والتزوير , تعالوا معى ندقق ونحقق ونفكر ونعود معا نقلب صفحات تاريخ برلمانات مصر . فى عهد مبارك تولى صوفى أبو طالب رئاسة البرلمان من 1978 إلى 1983 . محمد كامل ليلة من 1983 إلى 1984 . رفعت المحجوب من 1984 إلى 1987 . ثم من 1987 إلى 1990 . وأخير أحمد فتحى سرور من1990-1995ثم من 1995- 2000 ثم من 2000- 2005 ثم من 2005 حتى 2010 ثم من 2010 -2011 الذى حل بقرار المجلس العسكري بعد قيام ثورة 25يناير المجيدة . * حوالى تسع برلمانات وقفت وساندت السلطة ضد الشعب لأن الشعب لم ينتخبها أصلا . نتج عن هذه البرلمانات المزورة تزايد أعداد الفقراء والعاطلين والمرضى والمشردين والمعتقلين والمسجونين والعشوائيات . وكان هناك مايعرف بنواب التأشيرات والمخدرات والنهب والسرقة والسطو على أراضى الدولة . فهل ياترى برلمان اليوم الذى صعد على جثة برلمان الثورة الذى مازال ينزف دما , يستطيع أن يحاسب الحكومة والسلطة ويحقق الديمقراطية , ويقضى على الفساد , ويقيل الحكومة , ويستجوب الوزراء , ويقضى على البطالة , ويسترد أموال مصر المنهوبة , ويغلق المعتقلات ويخرج المعتقلين المظلومين , ويحقق الديمقراطية ويقضى على الديكتاتورية ..؟ أم أنه سيكون منبطحا راكعا ساجدا أمام السلطة ويعطى ظهره للشعب خشية أن يفعل بهم مافعل بأعضاء برلمان الثورة الذى انتخبه مايزيد عن ثلاثين مليون مصري...؟ الأيام بيننا خير شاهد وإنا لمنتظرون .
* إن أى برلمان إما يكون نعمة أو نقمة . ولايمكن لأى برلمان منتحب انتخابا شفافا وصحيحا أن يقف ضد مصالح الشعب وينحاز للسلطة على حساب الفقراء والغالبية العظمى من الشعب . إن برلمانات مبارك فى معظمها شهدت تزويرا مبالغا فيه . ولا أدل على ذلك من برلمان عز الأخير الذى حله المجلس العسكرى بعد ثورة يناير . لقد كان هذا المجلس مفصلا تفصيلا كاملا على مقاس عز ورجاله وكان من أسباب ثورة يناير المجيدة . ويجب أن يعى أى برلمان قادم الدرس جيدا ويتعلم من دروس التاريخ . إن الانحياز للشعب ومصالحه ضد الفاسدين هو التجارة الرابحة دوما وأبدا . ومن لم يتعلم من الماضى لن يتعلم من الحاضر ولا من المستقبل .
* إن كل الشواهد تدل حتى الآن على أن المال السياسي قد لعب دورا فعالا فى جذب الناخبين ورشوتهم عيانا بيانا أمام الناس . كما إن هناك رؤوسا كثيرة أسقطتها ثورة يناير عادت لتطل من جديد من جحورها . فما العمل ..؟ وما الحل ..؟ وكيف سيكون المستقبل ..؟ ثم أين الحزب القوى الذى نجح ونال ثقة الناخبين حتى يشكل الحكومة ..؟ بل أين المعارضة القوية التى سوف تناقش وتعارض وتستجوب ..؟ بل أين النائب المخضرم القوى الذى تخشاه الحكومة ...؟ تشعر من أول وهلة أن الموضوع برمته غير مبشر . تشعر أنها لعبة مكشوفة وفقط . تشعر أن العملية ليست جادة وأن الهزل فيها أكثر من الجد .
* إن وطننا الغالي هو الخاسر الأكبر إن ماتت السياسة . إن وطننا هو الخاسر الوحيد إذا ثبت التزوير . إن وطننا هو الخاسر الأكبر إن لم يكن هناك حياة ديمقراطية صحيحة . إن مصر أكبر من أى حزب ومن أى جماعة ومن أى مؤسسة ومن أى سلطة لأنهم كلهم زائلون ومصر هى الباقية . فهل مانحن فيه اليوم من عبث يليق بمكانة دولة عظيمة وكبيرة بحجم مصر ..؟ هل هذا البرلمان سوف يقوم بدوره كاملا فى التصدي وإيجاد الحلول لكل مشاكل الوطن . التجربة هى التى ستثبت ذلك لان مصر فى خطر ولم تعد تتحمل اى مراهقة سياسية أو أى مجازفة عبثية . الله أسال أن ينجى مصرنا من العبث واللهو الخفى وأن يردنا جميعا إلى الحق المبين ..