في خطوة لم تحدث منذ عام 1968، يزور البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الأراضي المحتلة، حيث يرأس البابا وفدًا كنسيًا يتكون من ثلاثة أساقفة وكاهن وشماس، للسفر إلى القدس للصلاة على مطرانها الراحل الأنبا أبراهام الذي توفي أمس الأربعاء. من جانبه أكد نادر الصيرفي منسق حركة أقباط 38، أن زيارة البابا تواضروس للأراضى المحتلة من الناحية الدينية لا شىء فيها، مثله كشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذي زار القدس بعد 40 يوما من وفاة البابا الراحل شنودة، ولكن المشكلة من الناحية السياسية وهى أنه لا يجوز كسر قرارات المجمع المقدس. وأضاف الصيرفي ل"المصريون"، أن هناك تخوفا من كسر البابا تواضروس لقرارات المجمع المقدس ويكمن في أن بعض الحركات القبطية "حماة الإيمان" وبعض الأساقفة تتخذ هذه القرارات كوسيلة ضغط لتشويه البابا والتحريض ضده. وتابع الصيرفي أنها خطوة في الطريق الصحيح لتغيير قرارات المجمع المقدس ووضع قرارات تواكب العصر والتغيرات التي يشهدها المجتمع القبطي والتي من شأنها المساهمة في تغيير بعض القوانين مثل "توحيد الطوائف، الأحوال الشخصية". ويعتبر سفر البابا تواضروس إلى القدس كسرًا لقرار المجمع المقدس منذ 26 مارس 1980 التي منع فيها المجمع سفر المسيحيين للحج في الأراضي المقدسة التزامًا بمقاطعة قطاعات واسعة من الشعب المصري زيارة فلسطين عقب اتفاقية كامب ديفيد، وفي أعقاب رفض البابا شنودة الراحل السفر إلى جوار الرئيس السادات في نهاية السبعينيات، الأمر الذي كان بداية الخلاف بين البابا والرئيس والذي انتهى بإبعاد البابا إلى دير وادي النطرون في سبتمبر 1971، كما أن البابا كيرلس السادس الذي سبق البابا شنودة كان له موقف مماثل، حيث رفض زيارة القدس عام 1967 بعد وقوعها في يد الاحتلال الإسرائيلي. يذكر أن البابا تواضروس الثاني، أكد عدة مرات على استمرار التزام الكنيسة بقرار مقاطعة زيارة القدس، حتى أنه أعلن في لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في الكاتدرائية منذ أسابيع، أنه يتمنى زيارة القدس مع شيخ الأزهر بعدما دعاه الرئيس الفلسطيني لزيارتها كسرًا للحصار. جدير بالذكر أيضًا أن الكنيسة أرسلت وفدًا في يناير عام 1992، في عصر البطريرك الراحل البابا شنودة الثالث لتجليس الأنبا إبراهام مطرانًا للقدس وكرسي أورشليم كان يرأسه الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري وعدد من الأساقفة نيابة عن البابا شنودة الثالث الذي رفض السفر بنفسه.