قالت مجلة "فوربس" الأمريكية إن حادث تحطم الطائرة الروسية كشف أيضا عدم صحة ادعاءات السلطات المصرية المتكررة حول القضاء على "الإرهاب" في سيناء, حسب تعبيرها. وأضافت المجلة في تقرير لها في 18 نوفمبر أن تعامل السلطات المصرية مع الحادث كشف أيضا عما سمته موقفا غير عقلاني, عبر إنكار فرضية العمل الإرهابي, رغم تأكيدها من قبل الغرب وروسيا. وتابعت أن وسائل الإعلام المصرية سارعت للحديث عن نظرية "المؤامرة", والتحذير من أن الغرب وجماعة الإخوان المسلمين يسعون لتدمير الاقتصاد والسياحة في مصر في محاولة لإسقاط النظام الحالي, وإعادة حكم الإخوان. واستطردت المجلة " الحديث عن نظرية المؤامرة بات أمرا شائعا في الإعلام المصري, إلا أن التصريحات الرسمية التي تصر على رفض الاعتراف بفرضية العمل الإرهابي, هي التي تحمل خطورة بالغة". وأضافت " هذا الموقف الرسمي اللاعقلاني من شأنه أن يثير الشكوك في روسيا والغرب حول احتمال عدم التزام الشفافية من قبل القاهرة, خلال التحقيق في الهجوم". وأشارت المجلة إلى أن استمرار حالة الإنكار من قبل السلطات المصرية سيحرجها أكثر أمام العالم , لأن الحادث أظهر أمرين خطيرين هما: وجود ثغرات أمنية, وعدم نجاح الحملة العسكرية ضد تنظيم "داعش" في سيناء، حسب تعبيرها. وكانت صحيفة "كومرسانت" الروسية ذكرت في 18 نوفمبر, أن القنبلة التي أسقطت طائرة الركاب الروسية في سيناء في 31 أكتوبر الماضي, زرعت في قمرة الركاب بالطائرة، لا في منطقة الأمتعة كما ذكر سابقا. ونقلت الصحيفة عن مصدر قريب من التحقيقات قوله :"إن مركز الانفجار حدث فيما يبدو في مؤخرة القمرة قرب منطقة ذيل الطائرة". وتابعت الصحيفة " طبقا للنسخة الأولية من التحقيق, يمكن أن تكون القنبلة وضعت أسفل مقعد للركاب مجاور للنافذة, وقد أدى تشغيلها إلى تدمير الإطار (للنافذة) ما أدى إلى انخفاض الضغط في القمرة، وهو أمر له طبيعة تفجيرية". وكانت مجلة "دابق" الإلكترونية التابعة لتنظيم الدولة " داعش" نشرت في 18 نوفمبر صورة قالت إنها للقنبلة بدائية الصنع التي تم بها إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء . وحسب "رويترز", ظهر في الصورة عبوة مياه غازية وبجوارها ما يبدو أنه جهاز تفجير ومفتاح، كما نشرت صورة تضمنت جوازات سفر تخص ضحايا من المسافرين الروس, حصل عليها التننظيم. وقال التنظيم إنه تمكن من تهريب القنبلة إلى الطائرة الروسية من خلال ثغرة أمنية في مطار شرم الشيخ، مضيفا أنه خطط في البداية لإسقاط طائرة غربية فوق سيناء، وتحولت إلى هدف روسي بعدما بدأت روسيا الضربات في سوريا. وفي تبريره لتفجير الطائرة التي خلف سقوطها 224 قتيلا، أشار التنظيم إلى أنه "يريد أن يري الروس وحلفاءهم أن لا مكان آمنا في أرض المسلمين وسمائهم، وأن قتل طائراتهم للعشرات يوميا في الشام لن يجلب عليهم سوى المصائب، وأنهم سيُقتلون كما يَقتلون", على حد قوله. وأعلنت موسكو في 17 نوفمبر أن قنبلة وراء تحطم الطائرة الروسية التى انشطرت في الجو بعد 23 دقيقة من اقلاعها من مطار شرم الشيخ في طريقها إلى سان بطرسبورغ. وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتكثيف حملة القصف الجوي في سوريا ردا على تفجير الطائرة، فيما أعلنت وكالة الأمن القومي الروسية عن مكافأة بقيمة خمسين مليون دولار (47 مليون يورو) لقاء أي معلومات تؤدي إلى القبض على المسؤولين عن تفجير الطائرة. كما تعهد الرئيس الروسي بالعثور على المسئولين عن إسقاط الطائرة الروسية في سيناء ومعاقبتهم. وبعد أيام على تحطم الطائرة، علقت روسيا كل الرحلات إلى مصر ومنعت شركة مصر للطيران من القيام برحلات إلى روسيا. وأعلنت مصر في 17 نوفمبر تعزيز إجراءات الأمن في مطاراتها, بما فيها التعاون مع خبراء من بلدان وممثلي شركات الطيران لضمان "أقصى مستوى من الأمن