تستعد القوى الدولية برد عسكري عنيف على تنظيم "داعش" بسورياوالعراق، ردًا على هجمات باريس الأخيرة، بعد أن استمرت حرب جوية بقيادة الولاياتالمتحدة أكثر من عام دون أن تتمكن من احتواء التنظيم. وقال موقع "هافينجتون بوست" الأمريكي، إن واشنطن ستتطلع بالتحديد لحلفائها من الأوروبيين والعرب لزيادة مشاركتهم العسكرية في الحرب في كل من سورياوالعراق، وفقًا لمسئولين أمريكيين. وأوضح الموقع، أنه مازال من غير الواضح ما إذا كانت باريسوواشنطن سترغبان في توسيع مجال مشاركتهما العسكرية الحالية بشكل كبير، في ضوء العزوف الشديد عن الانزلاق إلى حرب برية واسعة النطاق في الشرق الأوسط، إلا أن الرئيس باراك أوباما خصص المزيد من الإمكانيات للقتال في الأشهر الأخيرة. ومن الممكن أن تعزز فرنسا، التي وصفت الهجمات بأنها عمل من أعمال الحرب، مساهمتها في الحملة الجوية على أهداف الدولة الإسلامية على نحو سريع. وحتى قبل وقوع هجمات باريس أعلنت فرنسا أن حاملة طائراتها الوحيدة شارل ديجول ستتجه إلى الشرق الأوسط لتصل إلى المنطقة في 18 نوفمبر. وقال مارتن ريردون، المسئول السابق في مكتب التحقيقات الاتحادي الذي يعمل الآن لدى مجموعة سوفان الاستشارية "لا تفصلنا سوى أيام عن رحيل الحاملة الفرنسية واتجاهها إلى الخليج الفارسي لبدء توجيه ضربات. أعتقد أن فرنسا ستفعل المزيد". وفي الشهر الماضي وافق أوباما على إرسال قوات خاصة إلى سوريا للتنسيق مع مقاتلي المعارضة على الأرض وهو أمر كان مستبعداً من قبل، كما أمر بإرسال المزيد من الطائرات الأمريكية إلى قاعدة "أنجرليك" التركية. ويقول مسئولون أميركيون إنهم يجرون مشاورات مع الحلفاء بما في ذلك دول عربية لزيادة مشاركتهم في الحملة الجوية. كما تجري المحادثات حول احتمال قيام الحلفاء بنشر قوات خاصة في العراقوسوريا. وقال بروس ريدل، الخبير السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في شئون المنطقة، ومسئولون أمريكيون آخرون، إن أحد الأساليب السريعة التي تستطيع الولاياتالمتحدة وحلفاؤها اللجوء إليها هو زيادة الضغوط على قيادات تنظيم الدولة الإسلامية، وتتزايد مثل هذه الضغوط على نحو مطرد من خلال الضربات الموجهة بدقة في الأشهر الأخيرة. وفي اليوم الذي توالت فيه هجمات باريس نفذت الولاياتالمتحدة عملية قتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، وقبل ذلك بيوم واحد أعلنت مقتل "الجهادي جون" الذي تولى إعدام رهائن غربيين كما اتضح من خلال تسجيلات الفيديو. وقال مسئول أمريكي إن الولاياتالمتحدة تبحث استهداف التنظيم في أي مكان يمكنها استهدافه فيه، غير أن الولاياتالمتحدة أحجمت حتى الآن عن القصف المباشر للمباني التي تمثل مقار التنظيم في عاصمته المعلنة الرقة في سوريا. وقال المسئولون والمحللون إن أحد الأسئلة الأخرى يتمثل فيما إذا كانت بريطانيا ستوسع نطاق الضربات الجوية وقدرات جمع المعلومات المحمولة جواً المستخدمة حالياً في سماء العراقوسوريا. ولم توجه لندن ضربات للدولة الإسلامية في سوريا رغم ما يتردد عن حرص رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على مثل هذه الخطوة فهو يواجه معارضة من أعضاء البرلمان. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسئوليته عن الهجمات التي وقعت يوم الجمعة وأسفرت عن سقوط 129 قتيلاً في باريس في أسوأ عمليات من نوعها في فرنسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي الأسبوعين الأخيرين وقعت هجمات كبرى أعلن التنظيم أيضاً مسئوليته عنها، فقد أسفر تفجيران انتحاريان في الضاحية الشيعية في جنوببيروت عن مقتل 43 شخصاً كما لقي 224 شخصاً مصرعهم عندما سقطت طائرة روسية في شبه جزيرة سيناء المصرية.