جدد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إدانته للهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، وأدت إلى سقوط 128قتيلاً وإصابة مئات الجرحى. وقال الطيب عبر مداخلة مع قناة "سكاي نيوز عربية" مساء اليوم إنَّه تلقى نبأ هذه الأحداث الإجرامية كما يتلقاها كل شخص له قلب وله مشاعر وأحاسيس، واصفًا ما حدث في باريس بأنه "جريمة شنعاء وبشعة لا يقرها دين ولا يقرها إنسان ولا تُقرُّها الحضارات". وأضاف: "لقد فُجعنا وفوجئنا بما سمعناه وشاهدناه ليلة أمس بمقتل هؤلاء الأبرياء الذين خرجوا من البيت يمارسون حياتهم العادية ولا يدرون أو يتوقعون ما الذي سيحل بهم، وإنني من هنا أعزي الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، وأعزي الشعب الفرنسي في هذا المصاب الأليم وأعزي أهالي الضحايا بشكل خاص واسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل". وأعرب شيخ الأزهر عن رفضه الشديد على وصف بعض القنوات الأوروبية لتنظيم داعش الإرهابي بأنه تنظيم إسلامي، "فالإسلام لا يقر هذا الإرهاب وإنما هو دين الرحمة والسلام، كما أنَّ رسول الإسلام قال في آخر خطبة للناس "أيها الناس إنَّ دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا"، وأول بند من هذه البنود هو حرمة دماء الإنسان". وشدد على أنه "لا ينبغي أبدًا أن تحاكم الأديان بما تفعله قلة منتسبة إلى هذا الدين تخرج عليه وتخرج على تشريعاته، ولست هنا في مقام الدفاع عن الإسلام بقدر ما انا حزين أشارك المصابين وأعزيهم، وكثيرًا ما استُغلت المسيحية وكثيرًا ما استُغلت اليهودية في قتل الناس وفي استعمار البلاد، والآن فعلا الإسلام يصيبه شيء من هذا الوباء الذي حل بنا". وأعرب الطيب عن "رفضه ورفض الأزهر الشريف وعلمائه وطلابه بشدة لمثل هذه الجرائم الشنعاء البشعة وهذه تصرفات بربرية لا يقرها دين ولا عُرف ولا حضارة ولا إنسانية". وتابع: "الأزهر يقوم بأعمال تعد استثنائية في هذه الظروف، ولقد قمنا بمشاركة مجلس حكماء المسلمين بإرسال قوافل سلام إلى نحو 13 دولة حول العالم في العواصم الأوروبية وغيرها ونحن مستمرون في ذلك، كما قمنا بتطوير المناهج الدراسية بالأزهر وإعادة صياغتها عملا بأهمية التجديد في الفكر الديني، ولكن هؤلاء الإرهابيين يستغلون مفاهيم بتفسيرات خاطئة لاستقطاب الشباب مثل الحاكمية والخلافة وغيرها "والأزهر يعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة بكل اللغات". وذكر الطيب أن "الأزهر الشريف قام بعقد العديد من المؤتمرات وعلى رأسها مؤتمر الأزهر لمكافحة الإرهاب في ديسمبر الماضي، ونحن نقوم بإرسال القوافل الدعوية إلى التجمعات وإلى المقاهي لتوصيل رسالة الإسلام الصحيحة إلى الناس".