قهوة، سحور، مطعم، سبوع، عزاء، فرح، تيشيرت، كتاب، امتحانات، جنازة وأخيرًا وليس آخرًا "بلاعات".. قد تندهش عند قراءتك لتلك الكلمات، لكنها ليست أماكن تجمع وقضاء أوقات سعيدة أو حتى حزينة إنها أماكن تنافسية لجلب أكبر عدد ممكن من المعتقلين من الشباب حيث تواجدهم، والتهم المنسوبة إليهم، وحيث القانون فى مصر. ولا تستعجب فقد يقودك "دبوس" معلق بكتفك إلى زنزانة بطرة، أو تقودك بالوعة مسدودة إلى السجن، فاختلفت الأماكن لكن الاعتقال واحد، فإن كانت ليلة زفافك فهذا ليس مبررًا يمنعك من الاعتقال، وإن كنت فى جنازة أحد أصدقائك فهذا أدعى أن يتم اعتقالك، وإن كنت فى مدينة مثل الإسكندرية تداهمها الأمطار فالجناية قد تكون أكثر سوداوية، حيث إنك فى هذه اللحظات التى نمر بها من بداية فصل الشتاء معرض للاعتقال بسبب الأمطار التى تراكمت لتسد بالوعات الصرف الصحي. "خطفوا العريس ليلة زفافه" الكثير والكثير من التهم وقصص الاعتقال التى تم نشرها مؤخرًا أصبحت طبقًا لما يصفه البعض بالمشهد الكوميدى الذى لن تراه إلا فى مصر وفى تلك الأجواء، وكان آخر تلك القصص المؤثرة والتى لاقت استهجانًا كبيرًا قصة العريس المعتقل الذى كان على مشارف دخول عش الزوجية، ليفاجأ بقوات الأمن خارج قاعة الفرح الذى سيزف منها إلى عروسه ليتم اقتياده إلى أقرب حجز بمدينة الإسكندرية. الشاب بدر الجمل الذى تم اختطافه من حفل زفافه بالعجمي، ووفقًا لتصريحات منسوبة لشقيق العروس والذي كان يقود السيارة ويركب فيها العريس بدر الجمال، وشقيقته، فوجئوا بسيارتى ميكروباص وبوكس شرطة تقطعان عليهم الطريق وأوقفوهم فى آخر شارع الهانوفيل بالعجمي، ورفعوا عليهم الأسلحة. وأضاف: "ركبوه الميكروباص، وإحنا رجعنا البيت". 17 متهمًا بسد بالوعات الصرف الصحى كانت مزحة يتداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لكنها أصحبت حقيقة بعد أن تم القبض على 17 شخصًا ممن وصفتهم وزارة الداخلية بأعضاء "خلية إرهابية" بالإسكندرية بتهمة ب"سد المصارف ومواسير الصرف الصحى بإلقاء خلطة إسمنتية بداخلها لعدم تصريف المياه، وحرق وإتلاف محولات الكهرباء، وصناديق القمامة لإحداث أزمات بالمحافظة، وإيجاد حالة من السخط الجماهيرى ضد النظام القائم". لكن المفاجأة وكما كشفت مصادر متطابقة فإن المتهمين كان عدد منهم معتقلاً بالأساس فى أوقات سابقة. شباب القهوة وفي مايو الماضي، تم إلقاء القبض على 6 شباب أثناء جلوسهم على القهوة فى وسط البلد، بسبب ارتدائهم تيشيرتات "ميتال" لونها أسود. ولفق لهم تهم الانتماء لحركة "بلاك بلوك" مع تلفيق أحراز أقنعة للشباب، إلى جانب تهمة ارتكاب أعمال عنف أمام دار القضاء العالى، فى نفس اليوم الذى ألقى القبض عليهم فيه، وهم مدحت محمد رضا قاسم، رفعت خالد سيد عبد الله، ومحمود الحجاج، وصفى الدين مخلص، وأحمد هاشم وجيهان فيصل. معتقلو العزاء قامت قوات الشرطة، بإلقاء القبض على 10 أعضاء من حركة شباب 6 إبريل، أثناء تواجدهم فى عزاء زميلهم أحمد المصري، بجوار منزله بمنطقة بولاق الدكرور. ووجهت النيابة إلى المتهمين تهمة التظاهر والتجمهر إلا أنها أخلت سبيلهم بعدها بيومين، وضمت قائمة كلاً من خالد أحمد إسماعيل، محمد أشرف، كريم شلبى طه، أحمد طه السيد، أحمد على عبدالحميد، حسن حسام الدين سعد، محمد كمال، رامى سيد حسنين، عبدالمجيد سيد عبدالمجيد، وإمام فؤاد إمام. معتقل الرواية ومنذ عدة أشهر ألقت قوات الأمن القبض على طالب بجامعة الأزهر، من إحدى كافتيريات الجامعة بسبب حيازته مجموعة من الكتب والروايات. ووجهت تهم إثارة البلبلة والتحريض على العنف، ضد النظام الحاكم، وكانت الأحراز تتضمن كتابًا يحمل اسم "1984"، وهو عبارة عن رواية سياسية. معتقل "الدبوس" ألقت قوات الشرطة القبض على طالب يرتدى "دبوس"، فى محيط جامعة القاهرة، بتهمة أنه كان "يُصور" قوات الأمن. وكان هذا الدبوس مكتوب عليه "انتصارك بكرة جاي"، وكان هذا الطالب يبلغ من العمر 20 عامًا.