اتهم خبراء الري، وزير الموارد المائية حسام مغازى ب«فقدان الصواب»، بعد فشل مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، حيث أسدلت أمس الستار، على حلقة من أهم حلقات المفاوضات المصرية الإثيوبية، بخصوص سد ضخم تُشييده إثيوبيا على النيل الأزرق يُهدد مصر. وخرجت نتائج الاجتماع مساء أمس الأحد، بنتائج غير مرضية للطرف المصري، حيث أصرت إثيوبيا على التمسك بموقفها وبالسعة التخزينية للسد الذى تشييده، ما اعتبرته مصر "التفافا" على المفاوضات وتضييعًا للوقت، وقال حسام مغازي، أنه أكتشف أن عمليات البناء فى السد الإثيوبي، أسرع بكثير من سير المفاوضات. لجأ وزير الرى "مغازي" إلى مقاضاة خبراء ومتخصصين فى الشأن المائى اتهموه بالتقصير فى مهام عمله، وتضليل الرأى العام، فما أن فرغ الوزير من مقاضاة سلفه الدكتور نصر علام، حتى قدم بلاغًا فى نيابة العجوزة ضد أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة، نادر نور الدين، يتهمه ب"انتقاده بشدة". نور الدين أكد ل"المصريون"، أنه يقوم بدوره كمحلل ومراقب للشأن المائي، لأنه لا يمكن أن يرى الوضع يتدهور أكثر من ذلك ويصمت، مؤكدًا أن الوزير منشغل بمقاضاة منتقديه ولا يعمل بنصائحهم فى وقت تتلاعب فيه إثيوبيا بمصير الملايين من المصريين. واعتبر نور الدين أن سياسة "تكميم الأفواه" لن تنفع معه باعتبار أنه يستطيع توصيل صوته وقتما شاء، مضيفًا: الوزير يعتبر نفسه فوق النقد، وانتقاده يعتبر سبًا وقذفًا وهذا مفهوم عليه تغييره. وفى وقتٍ سابق، قدم الوزير نفسه، بلاغين مماثلين فى وزير الرى الأسبق الدكتور محمد نصر علام، حيث يعتبر علام من أكثر المنتقدين للبطء المصرى والتخاذل فى ملف سد النهضة. وقال علام، إنه يشعر بأسف من تصرفات الوزير الحالى وسلوكه غير المبرر، فعلى الرغم من كونه وزيرًا، إلا أن تصرفاته وتعامله مع ملف سد النهضة تحديدًا يؤكد أنه "غير كفء". وضجت صفحات التواصل الاجتماعى "فيس بوك وتويتر"، بهاشتاج #المغازي_مفاوض_فاشل، واعتبر نشطاء أن اعتراف وزير الرى بفشله فى الملف يُدينه لأن هذه القضية "أمن قومي" ولا تخص شخص بمفرده، مطالبين بتقديم وزير الرى حسام مغازى لمحاكمة عاجلة. وتضامن الناشطون مع وزير الرى الأسبق نصر علام، والخبير المائى والزراعى نادر نور الدين، فى حملتهما لإقالة وزير الرى ومحاسبته على فشله فى الملف، فى حين يُخفف البعض من الضغط الواقع على كاهل حسام مغازي، مؤكدين أنه "لا يجوز أن يتحمل بمفرده فشل المفاوضات، لأن القضية مشتعلة منذ 4 سنوات وقت أن كان مغازى خارج الوزارة".