تسعى إسرائيل لاستغلال حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، مطلع الأسبوع الماضي، في محاولة لزيادة عدد قوات حفظ السلام المتواجدة علي الشريط الحدودي الفاصل بين مصر وإسرائيل. وقالت مصادر دبلوماسية بوزارة الخارجية، إن الهدف من الزيارة التي يُجريها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حاليًا إلى الولاياتالمتحدة، هو صياغة مقترح لمجلس الأمن بزيادة أعداد قوات حفظ السلام بسيناء، بعد معلومات استخباراتية جمعتها دول غربية تُفيد بان "داعش" يُمكنه تنفيذ هجمات في عمق إسرائيل بناءً على معطيات تفجير الطائرة الروسية بسيناء. وبحسب مصادر ل "المصريون"، فإن الخارجية المصرية لديها معلومات تُفيد باتجاه الولاياتوالمتحدة لطرح مسودة مشروع يتضمن زيادة قوات حفظ السلام بسيناء، على الرغم من وجود اتفاقية سلام ملزمة لكل من مصر وإسرائيل، إلا أن مصر تخطت الاتفاقية وزادت من أعداد قواتها داخل سيناء لاعتبارات أمنية ومحاربة "داعش"، وهو ما ستفعله بالمثل إسرائيل. في حين أكدت المصادر، أن "هناك تشويشًا غربيًا متعمدًا على الموقف الروسي الذي لا يزال غير واضح المعالم". وزادت فرضية دعم بريطانيا لقرار زيادة قوات حفظ السلام بسيناء، حينما نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، اليوم تقريرًا أكدت فيه أن من قام بتنفيذ عملية تفجير الطائرة الروسية، هو أحد المنتمين لتنظيم داعش وهو أبو أسامة المصري، مؤكدة أنه هو المتهم الأول في إسقاط الطائرة، ومستشهدة بتسجيلات صوتية قبل وقوع الطائرة بأن "داعش" يُخطط لعملية كبيرة، رجحت أنها إسقاط الطائرة الروسية. وجاء في تقرير الصحيفة، أن بريطانيا عرضت على مصر وروسيا مساعدتهم في الوصول لأبي أسامة واغتياله عبر إنزال قوات بريطانية خاصة من فرق "ساس" في شبه جزيرة سيناء، لتنفيذ تلك المهمة. وذكرت أن "أبوأسامة دس القنبلة في حقيبة أحد المسافرين"، موضحة أنهم مازالوا يحققون في احتمالية تورط بريطانيين موالين لداعش في الحادث، بعد أن اتضح من عمليات رصد وتنصت قامت بها الاستخبارات على اتصالات إلكترونية بين متطرفين يتحادثون عن الطائرة بلهجة مدينتي لندن وبرمنجهام البريطانيتين. من جانبه، قال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري ل"المصريون"، إن "إسرائيل تروج لمعلومات خاطئة بان داعش لديها القدرة علي استهداف مناطق بعيدة وحساسة داخل إسرائيل، وذلك في محاولة لكسب تأييد غربي لمطالبها بزيادة عدد قوات حفظ السلام، مؤكداً أن داعش لا يمتلك صواريخ يمكنها إسقاط طائرات كما تروج إسرائيل". وأوضح مسلم، أن "المخطط الغربي لإضعاف الجيش المصري ظهر وتجلى في أبرز صوره، بعدما أتحدت الدول الغربية جميعها فجأة وقررت إسقاط مصر عن طريق ضرب الاقتصاد بعد فشل محاولات إسقاط الجيش عسكريًا وسياسيًا". وأضاف: "إسرائيل تستثمر أي قضية لصالحها وتحول دفة الكارثة نحو كسب مصالح كعادتها"، لافتًا إلى أنها "وجدت خلال الفترة الماضية أن الجيش المصري يتواجد بكثافة داخل سيناء، ووجدت أن ذلك يمثل تهديدًا مباشرًا لها". من جانبه، قال اللواء محمد نور الدين، الخبير العسكري، إن "عملية (حق الشهيد 1 و2) قصمت ظهر تنظيم داعش داخل سيناء". وأشار إلى أن "إسرائيل ومن خلفها الغرب أرادوا إحياء التنظيم مرة أخرى قبل وفاته، عن طريق توفير بيئة مناسبة له للنمو داخل سيناء، ولذلك: لا نستبعد فرضية أن تطلب إسرائيل رسميًا على لسان الولاياتالمتحدة، زيادة عدد قوات حفظ السلام". ولفت إلى أن "هناك بعض المتطرفين الموجودين في "الشيخ زويد ورفح" ولكنهم لايمثلون تهديدًا مباشرًا على أمن إسرائيل، لأن تنظيم داعش في نهاية الأمر هو صنيعة غربية متواجدة لخدمة إسرائيل". وتحدث نور الدين عن السياحة المصرية التي تعرضت لضربة عنيفة إثر قرار العديد من الدول بإجلاء رعاياها من مصر قائلاً: "مصر من الدول التي يتزايد بها السائحين في فصل الشتاء، وبما أن الوضع في لبنان وسوريا غير مستقر، فإن قبلة السائحين ستكون إسرائيل أو تركيا"، موضحًا أن "الجيش المصري والقيادة السياسية على دراية تامة بما يهدف إليه الغرب، وقادرون على حماية مصر".