طالب عدد من القيادات الحزبية والإسلامية، جميع القوى السياسية، بالالتزام بالوسطية والاعتدال، وألا يعتبر كل فريق نفسه أن مصر ملك له وحده، وأنه يحكمها وحده دون النظر إلى باقى القوى السياسية باعتبارها شريكة فى صنع القرار لمصير الوطن خلال المرحلة المقبلة. الإسلاميون منهم من استبعد عقد تحالفات بسبب حالة الاستقطاب فى المجتمع، كما توقعوا حدوث تحالف فيما بين الإخوان والمعتدلين من الليبراليين والوفد فى مجلس الشعب المقبل، وأن يكون هناك اتحاد بين السلفيين والكتلة المصرية. ويرى الحزبيون أن الضرورة تحتم على القوى الإسلامية التحالف مع التيارات الليبرالية واليسارية خلال المرحلة المقبلة للتمكن من تشكيل حكومة وحدة وطنية لإنقاذ البلاد خلال المرحلة المقبلة، خاصة أن الإخوان لا يريدون تحالفًا دينيًا حتى لا يكونوا محصورين فى هذه الحالة والمسئولية ملقاة على عاتقهم وحدهم، ويفقدوا علاقاتهم مع كل القوى السياسية الأخرى. الدكتور ناجح إبراهيم، القيادى بالجماعة الإسلامية، لا يتوقع وجود تحالف فى المستقبل بين القوى الإسلامية والليبراليين واليساريين، وذلك لوجود حالة استقطاب حادة فى المجتمع المصرى بين التيارات المتعددة، وهذا يجعل من الصعب وجود تحالف وتنسيق بين جميع القوى، مشيرًا إلى وجود فارق كبير بين مصر وتونس، لأن الحركة الإسلامية فى تونس أكثر نضجًا وتسامحًا من الناحية السياسية، بينما نجد أنها أكثر تشددًا فى مصر، وكذلك التيارات الليبرالية والعلمانية. ومن حيث شكل البرلمان لم يستبعد إبراهيم حدوث تحالف فيما بين الإخوان والمعتدلين من الليبراليين والوفد فى مجلس الشعب المقبل، كما ستكون هناك معارضة فى البرلمان من السلفيين والكتلة المصرية وسيحدث تصادم فيما بينهم، مؤكدًا أن دستور مصر المقبل سيكون توافقيًا ولكن المشكلة تكمن فى الصراع على الحكم. فيما يقول الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين، إن هناك بالفعل تحالفًا انتخابيًا الآن من خلال التحالف الديمقراطى الذى يقوده حزب الحرية والعدالة، مشيرًا إلى أنه لابد أن ننتظر نتيجة الانتخابات الحالية لكى نحكم على مدى وجود تحالف فى الفترة المقبلة بين الإسلاميين وباقى القوى السياسية. وأشار عبد الغفار شكر، وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، إلى أن الإخوان لا يريدون تحالفًا دينيًا حتى لا يكونوا محصورين فى هذه الحالة، ويفقدوا علاقاتهم مع كل القوى السياسية الأخرى، مشيرًا إلى أن التيارات الإسلامية حريصة على الدخول فى تحالف وطنى حتى لا يتحملوا المسئولية وحدهم وخاصة أنهم قالوا ذلك أكثر من مرة. وأكد أنه يتوقع ازدياد رغبة التيارات الليبرالية واليسارية فى قبول الحوار مع الإسلاميين، لأنهم يريدون التحالف دائمًا مع الطرف الأقوى. ويرى أمين إسكندر، مؤسس حزب الكرامة، أنه يعتقد أن مصر لن تعبر الأزمة التى تعيشها حاليًا من دون التوافق مع جميع القوى السياسية من ليبراليين ويساريين وإسلاميين وقوميين، مشيرًا إلى أن الملفات المطروحة على البرلمان تؤكد وجود قواسم مشتركة بين جميع القوى السياسية. وأشار إلى أنه لن يكون هناك تحالف بمعناه الحقيقى بين الإسلاميين والليبراليين خلال المرحلة المقبلة، ولكنه سيكون هناك قدر من التفاهم والتنسيق فيما بينهم، مؤكدًا أن التحالف له مفهوم آخر وهو أن يكون هناك توافق فيما بين جميع القوى السياسية على الأهداف والمبادئ وهذا غير مطروح. وأكد أن دستور مصر المقبل سيكون هناك اتفاق بين القوى السياسية فى تشكيله؛ ولكن سيكون هناك خلاف بشأن نسبة 50% عمال وفلاحين، وسيكون هناك نقاش بين مواصفات الدولة المدنية، مشيرًا إلى أنه لن يكون هناك انفراد من فصيل سياسى معين لتشكيل دستور مصر المقبل ولكن ستكون هناك مساحات مشتركة بين جميع القوى السياسية. وعبر حسين عبدالرازق، عضو المجلس الرئاسى لحزب التجمع، عن رغبته بأن تكون التحالفات ذات فعالية مستقبلاً، مشيرًا لوجود تحالف منذ 2007 وحتى 2008 بين أحزاب التجمع والجبهة والوفد والناصرى، وكذلك وجود تحالف ديمقراطى جمع بين الأحزاب الليبرالية والإسلامية. وأضاف أنه منذ عام 1995 وحتى 2000 كانت هناك لجنة تنسيق بين أحزاب التجمع والوفد والناصرى والعمل والأحرار والإخوان المسلمين والحزب الشيوعى المصرى، ولكن التساؤل عما إذا كان التيار الإسلامى على استعداد للتحالف مع القوى الليبرالية واليسارية فى المرحلة المقبلة. وأشار إلى أن تصرفات ومواقف التيار الإسلامى وخاصة الإخوان خلال المعركة الانتخابية وعلاقتهم بالمجلس العسكرى تطرح تساؤلات لمدى وجود تحالف بين الإسلاميين وجميع القوى السياسية الأخرى خلال المرحلة المقبلة، مؤكدًا أننا لابد أن ننتظر انتهاء الانتخابات البرلمانية حتى نستطيع الحكم على وجود تحالفات بين القوى السياسية. يقول محمد سرحان، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن الضرورة تحتم على القوى الإسلامية أن يتحالفوا مع التيارات الليبرالية واليسارية خلال المرحلة المقبلة، خاصة أن التيار الإسلامى لم يحصل على 50 % من الأصوات فى الانتخابات، وبالتالى لن يكونوا قادرين على التحالف لتشكيل حكومة وحدة وطنية لإنقاذ البلاد خلال المرحلة المقبلة، وسيكونون فى حاجة إلى التحالف مع القوى الليبرالية واليسارية من أجل تشكيل الحكومة.