سيطرت حالة من الجدل على الأجواء المصرية بعد الأنباء التى ترددت عن قيام إسرائيل بتوجيه ضربة جوية للحدود المصرية السودانية المشتركة، ففيما شكك استراتيجيون فى صحة هذه الأنباء، مشيرين إلى أن إسرائيل لا تجرؤ فى ذلك التوقيت الحرج من العلاقات بين الجانبين، حذر سياسيون وأمنيون من خطورة التغلغل الإسرائيلى فى إفريقيا على أمن مصر القومى, مطالبين الحكومة بالاهتمام بعودة العلاقات الإفريقية, كما كانت فى سابق عهدها، وأعرب اللواء فؤاد علام الخبير الأمنى عن شكوكه فى صحة هذه المعلومات, مشيرًا إلى أن إسرائيل لا تجرؤ أن تقوم بذلك فى هذا الوقت العصيب من الغضب الشعبى ضدهم بسبب أحداث الحدود. وقال الدكتور أيمن شبانه الخبير السياسى فى معهد الدراسات الإفريقية، إنه لم ترد إليه أى معلومات عن صحة ماتداولته وسائل الإعلام عن ضرب إسرائيل للحدود المصرية السودانية المشتركة, حيث لم يصدر بيان رسمى يفيد بذلك, مشيرًا إلى أن إسرائيل أصبحت أكثر تغلغلاً فى إفريقيا لتضييق الخناق على مصر, ويجب أن ندرك ذلك جيدًا. وشدد شبانة على ضرورة أن يعود الاهتمام المصرى مرة أخرى بالقرن الإفريقى, ولا يترك الساحة منفردًا للعدو الصهيونى، وذلك حرصًا على أمن مصر القومى, فالسودان هى اكتمال لمصر وتعد بعدًا استراتجيًا حيويًا. وأكد الخبير الأمنى أن إسرائيل موجودة فى مناطق التماس مع مصر والسودان، وأصبحت لها اليد الطولى فى تلك المناطق عقب تعزيز التعاون الاستخبارى والأمنى مع دول حوض النيل والذى تعتمد عليه هذه الدول فى محاربة عناصر المعارضة بالاستعانة بالخبرات الأمنية الإسرائيلية مقابل مدها بالمعلومات عن أى تحركات لقوافل أسلحة أو غيرها من المعلومات لحماية أمنها القومى وضرب أعدائها قبل الوصول لحدودها. فى السياق ذاته، أكد اللواء جمال أبوذكرى، الخبير العسكرى على أن هناك قلقًا فى جنوب السودان منذ فتره، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسعى إلى اختراق السودان منذ فتره ومصر غائبة عن ذلك, لافتًا إلى أن إسرائيل تتعمد دائمًا كل فترة بأن تخترق الاتفاقات والحدود، وذلك بهدف إرسال رسالة إلى الدول العربية التى تشاركها الحدود بأنها موجودة وبقوه وتستطيع أن تضرب أى دولة مجاورة فى أى وقت. وأضاف أبوذكرى أن جنوب السودان مطمع لإسرائيل منذ فترة، وقد استفادت من الانقسام ودائمًا ما تسعى إلى الاستثمار فى الجنوب حتى تكون شوكه فى حلق مصر وتحاصره من جميع الجهات وعلى القيادة المصرية أن تسعى إلى هذا الاستثمار مع السودان، موضحًا أن إسرائيل تسعى إلى غرس الفتنة بين الدول حتى تحقق أى مكاسب من ذلك. من جانبه، أكد اللواء زكريا حسن، رئيس الأكاديمية العسكرية السابق، أن عملية القصف التى تتحدث عنها وسائل الإعلام سواء السودانية والمصرية بها خطأ كبير لأن الطائرات المستخدمة فى عمليات القصف طائرات من نوع خاص، وإسرائيل أضعف من أن تحتك بمصر ولا بالحدود المصرية فى هذا التوقيت. وأضاف أن كل ما يشغل إسرائيل فى الفترة الحالية هو التقرب إلى مصر لأنها ستتعامل مع نظام جديد غير النظام الذى تعاملت معه طيلة الثلاثين عامًا الماضية.