وضع خبراء تصريحات الرئيس السوداني عمر حسن البشير التي يطالب فيها بأحقية بلاده في مثلث حلايب وشلاتين في إطار ما وصفوها ب "مؤامرة جديدة تحاك ضد مصر لفتح جبهات جديدة". واعتبر اللواء محمود منصور الخبير الإستراتيجي تلويح الرئيس السوداني باللجوء لمحكمة العدل الدولية لحل أزمة حلايب وشلاتين "تصعيدًا مرفوضًا لقضية يمكن تسويتها بشكل ودي بين البلدين. وأشار إلى أن "مصر والسودان دولتان تربطهما علاقات قوية وتاريخية ويمكنهما حل هذه الأزمة عبر الحوار بعيدًا عن التصعيد الذي يوفر فرصة لقوي غربية للتدخل في شئون البلدين والإضرار بهما". واستبعد الخبير العسكري تدخل أطراف إقليمية لتأجيج الخلافات بين مصر والسودان، قائلاً إن "العلاقات بين مصر والسودان قوية بشكل يقطع الطريق على أي تدخل في شئون البلدين"، مرجحًا أن تكون إثارة هذه المسألة لها علاقة بقرب الانتخابات البرلمانية في السودان. من جانبه، قال الشاذلي القرباوي، ممثل قبائل حلايب وشلاتين، "إننا نرفض تصريحات الرئيس السوداني، ونقول له حلايب مصرية 100%"، مشيرًا إلى أن "هناك مؤامرة جديدة تحاك ضد مصر لفتح جبهات جديدة لشغلنا عن التنمية والبناء، وللأسف يشارك فيها الرئيس البشير". وأضاف "مصر لن تنزلق إلى صراع مع السودان، فالرئيس السيسي يقظ دائمًا ومستعد لمثل هذه المؤامرات المتوقعة، وأرض مصر لن يستطيع أحد أن يجرؤ على الاقتراب منها أو التفاوض عليها". وأشار القرباوي إلى أن "مثلث حلايب وشلاتين أرض مصرية، وفتح هذا الخلاف محاولة لهدم العلاقات الشعبية بين مصر والسودان، مشدداً أنه ينبغي على الرئيس السوداني درء تلك الفتنة". فى نفس السياق، قال أحمد الفضالى, رئيس "تيار الاستقلال " إن هناك محاولات جانب البشير لافتعال أزمة جديدة مع مصر حول منطقتي حلايب وشلاتين. واعتبرأن محاولات البشير إعادة فتح ملف مثلث حلايب وشلاتين في هذا التوقيت يثير العديد من الشكوك حول نواياه خاصة أن مصرية حلايب وشلاتين ليست محل شك وأجريت الانتخابات البرلمانية في المثلث باعتباره مصريا مائة في المائة. وأشار إلى أن البشير يحاول افتعال أزمة مع مصر بشأن مناطق الحدود لإبعاد الأنظار عن تصاعد حدة المعارضة الشعبية ضده في الفترة الأخيرة وهو أسلوب أتبعه منذ وصوله للسلطة قبل 26 عاما لحماية نظامه. وأشاد فضالي بخطة الدولة لتنمية منطقتي حلايب وشلاتين ورفع المستوى المعيشي لأهالي المنطقتين . وقال الرئيس السوداني في تصريحات صحفية إن حلايب وشلاتين "سودانية ولا تنازل عنها مطلقا"، معربا عن أمله "في حل ودي دون تصعيد لا يرغب السودان فيه". وكان البشير طلب من السعودية التدخل لحل النزاع القائم بين القاهرة والخرطوم حول مثلث "حلايب وشلاتين" الحدودي. جاء ذلك في أول رد فعل سوداني على قيام السلطات المصرية بإجراء الانتخابات البرلمانية المصرية في منطقة "حلايب وشلاتين" للمرة الأولى منذ فرض القاهرة سيادتها عليها منتصف تسعينيات القرن الماضي. وكشف البشير عن الدور السعودي في احتواء أزمة المعدنين السودانيين ال20 الذين احتجزتهم السلطات المصرية بعد عبورهم الحدود من أجل التنقيب عن الذهب، وتم الإفراج عنهم مؤخرا. وأضاف: "نأمل أن تلعب الشقيقة المملكة العربية السعودية دورا مماثلا في دعم جهودنا في الوصول إلى تسوية سلمية في مسألة حلايب"، معتبرًا أن "المملكة بتاريخها وثقلها ودورها المتميز مؤهلة للقيام بهذا الدور". وأكد البشير أن السودان "متمسك بشكواه التي قدمها لمجلس الأمن منذ سنوات، ويجددها سنويا تأكيدا لحقه التاريخي في حلايب وشلاتين" مضيفا: "إننا حريصون على الوصول إلى حل ودي في موضوع حلايب عوضا عن التنازع في أي مستوى إقليمي أو دولي وبالضرورة لسنا حريصين على التصعيد السياسي وليس من خياراتنا الحل العسكري".