أدانت عدة منظمات حقوقية اقتحام قوات الأمن، لمقر مؤسسة "مدى" للتنمية الإعلامية، معتبرة أن هذا استمرار لمسلسل الانتهاكات والاعتداءات من النظام الحاكم ضد حرية الصحافة والإعلام والمجتمع المدني المصري. تعد مؤسسة "مدى" من مراكز التدريب الاجتماعي والإعلامي التي يعتمد على التدريب المباشر، والاستشارات التسويقية والإعلام الرقمي، وتطوير المحتوي الرقمي، معتمدًا على عدد من التدريبات تم بعضها بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة. وقال جمال عيد، رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: "إن اقتحام قوات الأمن لمقر مؤسسة إعلامية بهذه الطريقة الخارجة عن أي إطار قانوني، يمثل انتهاكا صارخا للقانون والدستور بخلاف كونه عدوانًا سافرًا على حرية الصحافة والإعلام". وأعرب عيد، عن بالغ قلقه على سلامة كل من مدير مؤسسة مدى، "هشام جعفر"، وعضو نقابة الصحفيين "حسام السيد" اللذين يعتبران في حالة من الإخفاء القسري إلى حين إطلاق سراحهما أو إعلان مكانهما، موضحًا أن أي إجراءات قانونية تتخذ في حق جعفر أو السيد تعد باطلة نظرًا لعدم قانونية الطريقة التي تم بها ضبطهما واحتجازهما. وأضاف رئيس الشبكة العربية: "مثل هذه الوقائع تعد حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الانتهاكات والاعتداءات التي تمارسها السلطات المصرية ضد حرية الصحافة والإعلام والمجتمع المدني المصري، وتدخل في إطار سعي هذه السلطات إلى غلق فراغ العمل العام بصورة كاملة والعصف بالعمل الإعلامي والحقوقي بصفة خاصة". وطالب عيد بالإفراج فورا عن "هشام جعفر" و"حسام السيد"، وتمكين مؤسسة مدى للتنمية الإعلامية من العمل وفتح مقرها، مشيرا إلى أنه يجب على النظام الحاكم وقف حملته المستمرة ضد مؤسسات المجتمع المدني، بما في ذلك حملات التشهير بهذه المؤسسات والاتهامات المرسلة الموجهة ضدها. ودعت الشبكة العربية إلى ضرورة احترام السلطات المصرية لما تلزمها به القوانين من إجراءات وضمانات في حال فتح أي تحقيق بناء على أدلة ومعلومات موثوقة، وكذا الالتزام بما يقرره الدستور المصري من ضمانات في حال تقييد حرية الأفراد، ومنها تمكين المحامين من تقديم الدعم القانوني لهم. وفي نفس السياق، أدانت منظمة العفو الدولية اقتحام الأمن المصري لمؤسسة مدى للتنمية البشرية واعتبرته هجوما جديدًا على الإعلام المستقل. والجدير بالذكر أن قوات الأمن داهمت، اليوم، مقر مؤسسة مدى للتنمية الإعلامية، وقامت باعتقال هشام جعفر، عضو نقابة الصحفيين، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة "مدى"، وكبير خبراء المركز الإقليمي للوساطة.