دافعت الدكتورة زبيدة عطا, عميد كلية آداب حلوان سابقا وعضو المجلس الأعلى للثقافة, عن آراء وزير الثقافة حلمي النمنم, فيما يتعلق ب"العلمانية", وانتقدت الأصوات, التي تهاجمه بالداخل والخارج. وأضافت عطا في مقابلة مع موقع "المونيتور" الأمريكي في 7 أكتوبر أن "مفهوم العلمانية, الذي طالب به النمنم, ليس مفهوما كفريا، إنما يأتي من استخدام العلم وتطبيقه في الدول، للنهوض بها والحفاظ على مدينة الدولة وعدم إقحام الدين في الحياة السياسية, لعدم دخول مصر مرحلة من الطائفية تهدد بقاء الدولة المصرية", حسب تعبيرها. واستنكرت عطا تصريحات الكاتب السعودي جمال خاشقجي، التي انتقد فيها تولي "النمنم" منصب وزير الثقافة في مصر، قائلة :" لا أحد في مصر يجرؤ على ترشيح وزير سعودي إلى إحدى الوزارات أو حتى انتقاد وزير حالي في النظام السعودي, لأن هذا شأن سعودي داخلي، فلماذا يتدخل خاشقجي أو غيره في اختيار وزير في حكومة مصرية". كما انتقدت عطا حزب النور ومطالبته بإيضاح المعايير لاختيار الوزراء، على خلفية انتقاده اختيار النمنم, قائلة :"أنا أطالب بإيضاح المعايير التي تجعل مثل هذا الحزب الديني يشارك في الحياة السياسية ويدخل الانتخابات البرلمانية". وقال "المونيتور" إن تصريحات النمنم طالما أثارت جدلا واسعا, ولذا قوبل اختياره لمنصب وزير الثقافة بانتقادات داخلية, خاصة من حزب النور, بالإضافة إلى انتقادات خارجية من قبل كتاب سعوديين. وكان الكاتب السعودي جمال خاشقجي، انتقد في 19 سبتمبر عبر تغريدة له على حسابه على "تويتر", تولي النمنم منصب وزير الثقافة في مصر، قائلا :"للعلم لمن يخطط لمناشط ثقافية متبادلة مع الأشقاء بمصر، وزير الثقافة الجديد حلمي النمنم ليس بناقد للوهابية فقط، إنه يمقتها ويحملها كل مصائب بلده". وأضاف "بصراحة ووضوح, بحكم العلاقة بين السعوديّة ومصر، حري بالأخيرة ألا تعين وزيراً أمعن في الإساءة للمملكة, مثل حلمي النمنم". واستنكر النمنم على الفور انتقاد الكاتب السعودي جمال خاشقجي، اختياره لتولي منصب وزير الثقافة, وقال في في 19 سبتمبر مداخلة هاتفية مع برنامج "العاشرة مساء", المذاع على قناة "دريم"، إن العلاقات المصرية والسعودية عميقة ولن تهزها مقال هنا أو هناك، مؤكدًا أن ما غرد به خاشقجي يعبر عن رأيه الشخصي فقط، ولا يعبر عن وجهة نظر المملكة العربية السعودية. وأضاف النمنم "يجب على خاشقجي أن يبقى بعيد عن الشأن المصري ولا يتدخل فيها، خاصة أن الشعب المصري يحترم نظيره السعودي، ولا يسعى أي منهم للتدخل في شأن الآخر". وأشار النمنم إلى أنه يحترم فكر الوهابية كمذهب في السعودية، لكنه ينتقد تصدير الوهابية إلى مصر وسيظل ينتقدها، قائلا :" نحن نحترم اختيارات المملكة، وعلى كتاب السعودية أن يحترموا اختيارات مصر، ولا يجوز لأي حال من الأحوال أن يتدخل في شئوننا". وبدوره, شن محمد الدسوقي رشدي مدير تحرير صحيفة "اليوم السابع" المقربة من الحكومة المصرية هجوما عنيفا على الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي مدير قناة "العرب"، متهما إياه بالتحريض على الفتنة بين مصر والسعودية, حسب تعبيره. وفي مقال نشرته الصحيفة التي يدير تحريرها، بعنوان" من يرعى خطة "خاشقجى" لإشعال الفتنة بين مصر والسعودية؟!", قال رشدي في 21 سبتمبر :" إننا لا نخشى أحدا عندما نقول أن مصر ضد الوهابية المتطرفة أو أي تشدد, وأن وزير الثقافة حلمي النمنم وغيره من المثقفين المصريين عبروا عن ذلك مرارا ولن يترددوا". وأشار رشدي إلى ما اعتبره هجوما غير مبرر من قبل خاشقجي على وزير الثقافة المصرى حلمي النمنم، قائلا: "قرر أن يروج بين السعوديين أن مصر اختارت وزيرا للثقافة له وجهات نظر معادية للوهابية، وكأن خاشقجي قرر أن يكون وصيا على مصر، وقرر أن يصادر الأفكار، وما لم يعرفه خاشقجي أننا هنا ضد التطرف سواء ارتدى ثوب وهابي أو أي ثوب آخر, النمنم أعلن موقفه, انتصارا لفكرة التنوير والتجديد, ولا شيء يدفعنا للخجل ولا شيء يليق بكاتب محترم أن يحوله وكأنه موقف مصري مضاد للمملكة". وفور توليه منصب وزير الثقافة, تداول نشطاء مقطع فيديو قديم للنمنم قال فيه: "يجب أن يخرج تيار الإسلام السياسي تماما من اللعبة السياسية، خصوصا حزب النور السلفي, الذي يعد أخطر من الإخوان"، واصفاً حزب النور بأنه "مثل زوجة عاهرة تبتز زوجها إذا لم يحقق لها طلباتها بأن تذهب لمرافقة غيره", حسب تعبيره. وأضاف النمنم في مقطع الفيديو "إننا نكذب ونقول إن مصر دولة متدينة بالفطرة، وقد آن الأوان لنقول إن مصر بلد علماني بالفطرة".