رفضت معظم جامعات مصر، قرار الدكتور جابر نصار بحظر ارتداء عضوات هيئات التدريس بالجامعة النقاب أثناء إلقاء المحاضرات للطلاب، قائلة إن ارتداء النقاب من عدمه هو حرية شخصية في ظل الالتزام بالقوانين والقواعد المنصوص عليها طبقاً لقانون الجامعات. وأكد الدكتور عبد الحى عزب، رئيس جامعة الأزهر، أنه لا علاقة له بلبس الطالبات والمدرسات للنقاب، قائلا إن ما يهمنى هو ارتداء الحجاب فقط، مضيفا أن كل رئيس جامعة حر في قراراته، ولم أصدر قرارا بمنع المنتقبات من التدريس أو دخول الطالبات بالنقاب. جامعة الإسكندرية بدورها رفضت أيضا الدعوة واعتبرت المسألة حرية شخصية، إذ أكد الدكتور رشدي زهران، رئيس الجامعة عدم جواز حظر ارتداء النقاب أو الحجاب، أو إطلاق اللحية في الجامعات، معتبرًا ذلك يعد تدخلاً بين العبد وربه، مشددًا على وجود المنتقبات منذ سنوات طويلة في الجامعة، دون أن يشتكي منهنّ أحد قط. وأضاف زهران إذا كانت أستاذة الجامعة تشعر بأن ارتداءها النقاب أو الحجاب -وكذا الأستاذ الذي يطلق لحيته نوعًا من التدين والالتزام والتقرب إلى الله أثناء العمل، فهذا شأنهم، أما أننا نقف بينهم وبين تدينهم، الذي لم يؤثر على أداء مهمتهم داخل الجامعة فإننا نكون بذلك قد دخلنا في مكان لا يحق لنا الدخول فيه". وأكد أن النقاب والحجاب واللحية داخل الجامعة تعد "حرية شخصية"، مؤكدًا أنها حق للجميع "طالما أنها تدور في فلك الحرية المسؤولة والالتزام بالأعراف الجامعية". وقال الدكتور محمد عبد الكريم أباظة، نائب رئيس الجامعة لفرع مطروح، إن الجامعة لم تصدر أي قرار بشأن منع الأساتذة المنتقبات من إلقاء المحاضرات بالجامعة أسوة بما تم في جامعة القاهرة، وإن الأمر لم تتم مناقشته في مجلس جامعة الإسكندرية. متفقًا مع سابقيه، أعرب الدكتور محمد حسن القناوى، رئيس جامعة المنصورة، عن رفضه منع المنتقبات من التدريس داخل الجامعات، قائلاً إن قرارًا مثل هذا يسيء لسمعة مصر بالخارج، رغم مطالبة كلية التمريض بجامعة المنصورة طلابها الجدد بالتوقيع على إقرار بعدم ارتداء النقاب أو الخمار أثناء فترة الدراسة بالكلية. وفى الشرقية، أكد الدكتور عبد الحكيم نور الدين، القائم بأعمال رئيس جامعة الزقازيق، أن ما أصدرته جامعة القاهرة بخصوص منع المنتقبات يخصها وحدها، أما بالنسبة لجامعة الزقازيق فإنها تلتزم بالضوابط والقوانين، مشيراً إلى أن أعضاء هيئة التدريس من المنتقبات أو المحجبات من حقهن مزاولة المهنة فى ظل الالتزام بالقوانين والقواعد المنصوص عليها طبقاً لقانون الجامعات. كذلك رفضت محافظات الصعيد فكرة خلع النقاب ففى المنيا، إذ قال الدكتور جمال أبوالمجد، رئيس جامعة المنيا، إن قرار رئيس جامعة القاهرة منع دخول عضوات هيئات التدريس قاعات المحاضرات، قرار فردى، ولم يصدر من المجلس الأعلى للجامعات. وفى قنا، قال الدكتور عباس منصور، رئيس جامعة جنوب الوادي إن الجامعة ليس لديها أدنى مشكلة مع أعضاء هيئة التدريس المنتقبات سواء داخل الجامعة أو فروعها بالأقصر والغردقة. وكان نصار قرر مؤخرا منع المنتقبات من التدريس داخل حرم الجامعة، وقال إن "القرار جاء عقب الإطلاع على قرار رئيس الجمهورية بالقانون رقم 49 لسنة 1972 بشأن تنظيم الجامعات والقوانين المعدلة له، وقرار رقم 809 لسنة 1975 بإصدار اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات والقوانين المعدلة له، وما تم عرضه على عمداء الكليات." ويشمل القرار منع عضوات هيئة التدريس والهيئة المعاونة بجميع كليات الجامعة ومعاهدها من إلقاء المحاضرات والدروس النظرية والعملية أو حضور المعامل أو التدريب العملي وهن منتقبات. وقد تقدمت اليوم الأربعاء 77 من عضوات هيئة التدريس بجامعة القاهرة تقدمن بطلبات لرفع دعوى ضد جابر نصار رئيس الجامعة، لتضررهن من قرار منع المنتقبات من التدريس. ويقول الدكتور خالد متولي الأستاذ بجامعة الأزهر إن "هذا القرار معيب لأنه يأتي مقيدا للحريات فكل إنسان حر في ما يفعل مادام لا يضر بالآخرين"، مشيرًا إلى أن "ارتداء النقاب أمر شخصي يجب احترامه". وأضاف متولي ل"المصريون": يجب أن يراجع رئيس جامعة القاهرة قراره خاصة أن الدستور لا يعطيه الحق في ذلك".